أمريكا وإيران الاصطدام الغير ممكن
حمزة بوحدايد
لا حديث هذه الأيام إلا عن الحرب الأمريكية الإيرانية، هل حقا ستقوم حرب بين أمريكا وإيران ؟؟
إن استهداف أمريكا للقائد سليماني، جاء نتيجة رغبة حثيثة في إنهاء أدمغة إيران واستهداف برنامجها النووي في عقوله، وأمريكا لا تقدم على عملية إلا بعد دراسة لكل حيثياتها السياسية ومآلها؛ إذن فالموضوع يبدو اصغر من حرب بين الدولتين. على ما يبدو أنها حرب إستخباراتية وإستراتيجة على مواقع النفوذ في الشرق الأوسط وبالأخص في العراق، خرجت إلى العلن، وهي ابعد من حرب مباشرة؛ وما استهداف الجنرال في الأراضي العراقية وهو بدون مهمة دبلوماسية، لحصانة قانونية للولايات المتحدة وتبرير عملها دوليا، خاصة وان خطوة غير مدروسة من أمريكا قد تؤدي إلى كوارث نووية، ولا أصعب منها وأمريكا تتذكر أزمة خليج الخنازير، عندما كان الاصطدام أقوى ووشيك بين السوفيات والأمريكيين؛ الأعصاب التي عاشتها أمريكا والعالم، في أزمة خليج الخنازير في كوبا، لا يمكن لها أن تتكرر بأي شكل من الأشكال والعالم جميعا يعرف تداعيات أي حرب نووية. وما التهديد الإيراني وهذا الرد العسكري على القاعدتين الأمريكيتين سوى ذر لرماد في العيون وتليين » الخاطر » كما نقول بالعامية، وتهدئ لإيران كأنها اقتصت لدم سليماني وترميم لمشاعرها. إن التاريخ يعيد نفسه وفي نفس الأن لا يعيده؛ عندما استهدف » الكيميكاز » اليابانيين قاعدة بيرل هاربر؛ غير أن السياقات تختلف، فاليابان لم تكن قوة نووية آنذاك؛ إذن نعتقد أن مسألة الحرب المباشرة جد مستبعدة؛ غير أننا قد نؤكد على توتر استراتيجي وحرب غير معلنة قد تخوضها إيران وأمريكا بالوكالة في العراق، وما سياق الضربة الأمريكية سوى تشتيت الانتباه وتصدير للأزمة الداخلية في أمريكا، عن قضية كنا نتابعها بحدة، تتعلق بعزل الرئيس ترامب، الذي يريد أن يكسب المعركة مع الأعداء الإعلاميين كإيران من اجل مكاسب سياسية وإنتخابوية مقبلة ونحن على مشارف نهاية ولايته، و من أجل اللعب بأسعار البترول، خاصة وان إيران إحدى البلدان المصدرة للبترول، والتي لها القدرة على التحكم في السعر الدولي للبرميل وتحديد كميات الإنتاج والتصدير .
بقلم: حمزة بوحدايد.
Aucun commentaire