مظاهرات عمالية ضخمة وسط باريس احتجاجا على اصلاح انظمة التقاعد
المختار عويدي
شهد وسط باريس يوم امس الثلاثاء 17 دجنبر 2019 تنظيم مظاهرات عمالية ضخمة، احتجاجاً على إصلاح الحكومة لأنظمة التقاعد، وهو الإصلاح الذي استهدف إلغاء حوالي 42 نظاماً من أنظمة التقاعد، واستبدالها بنظام تقاعد عالمي مبني أساساً على نظام التنقيط. وهو النظام الذي اعتبره العمال مدمرا ومصادرا لمكتسباتهم، بالنظر إلى كونه يرفع سن التقاعد إلى 64 سنة، ويمس بمستوى المعاشات عند التقاعد.
شاركت في هذه التظاهرة الاحتجاجية، العديد من المركزيات النقابية العتيدة التي تمثل قطاعات عمالية واسعة. ومن أهم هذه المركزيات والنقابات المشاركة : الكونفدرالية العامة للشغل – الكونفدرالية الفرنسية للتأطير – الكونفدرالية العامة للأطر – الإتحاد الوطني للنقابات المستقلة – الاتحاد النقابي التضامني – القوة النقابية – الفدرالية النقابية الموحدة – الإتحاد الوطني لطلبة فرنسا..
وقد كانت ساحة « الجمهورية » Place de la Republique بما لها من دلالات ورمزية تاريخية، منطلقا لهذه التظاهرات الاحتجاجية الضخمة، التي وصل امتدادها إلى ساحة الباستيل Place Bastille التاريخية، منطلق الثورة الفرنسية لسنة 1789، ومقر المحاكمات والاعدامات التي أعقبت الثورة. حيث أغلقت كل الشوارع الرابطة بين الساحتين. وحيث امتزجت حناجر وأصوات العمال بمختلف انتماءاتهم في هدير صاخب، مرددة مطالبها الرافضة القاطعة لإصلاح أنظمة التقاعد، وموجهة سهام غضبها وسخطها صوب الرئيس ماكرون ورئيس حكومته إدوارد فيليب. منتقدة مجموع سياسات ماكرون الاقتصادية والاجتماعية، التي اعتبرتها مدمرة للخدمات العمومية، وفي خدمة الباطرونا وتحديداً رجال المال.
والملفت في هذه الاحتجاجات العمالية، هي أنها لم تنكسر ولم تتزحزح ولم تتراخى، أو حتى تتلاشى أمام سياسية إدوارد فيليب القائمة على منهج « فرق تسد »، والتي أعفت من هم من مواليد 1975، ودون ذلك من مقتضيات الإصلاح المذكور. وظلت موحدة ثابتة صامدة في مواجهة سياسات الحكومة والرئيس.
Aucun commentaire