الخطبة الثامنة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. أما بعد أيها المؤمنون، وإن مما أرسى النبي قواعده من أسس الدولة، ومؤسساتها:
12- وزارة الصحة النبوية: وذلك من خلال الإجراءات العملية التالية

1- أقامته ل أوَّل مَشْفًى في المسجد؛ حيث كان فيه موضع لعلاج الجَرحى والمرضى، منهم سعد بن معاذ بعد غزوة الأحزاب..

2- كما أرشد إلى كثير من الطرق العلاجية، أوالوقائية بواسطة الحبَّة السوداء، والتلبينة، والأُتْرُجَّة، والكَمأة، والإذْخر، والعسل، والعجوة، وماء زمزم، والحمية، والصيام، وعدم الإسراف في الطعام، كما حرم الأطعمة المفسدة للصحة كالخمر، ولحم الخنزير والدمَ، والموقوذة، والمنخنقة، والمتردِّية، والنَّطِيحة، وما أكَل السَّبُع، وحث على نظافة البدن والثياب، والمسكن والطُّرق والبيئة، وأمر بالحجر أو العزْل الصحي في حالات الأوْبئة والطواعين، وأمر بالدعاء لتجنب أو تخفيف الأمراض النفسية كالاكتئاب والهم والوسواس ..

3 -كما حث على التداوي فقال : ما أنزَل الله داءً، إلاَّ أنزَل له شفاءً، وهي دعوة صريحة لضرورة تقصِّي المرض وعِلَّته، والبحث عن طُرق علاجه.

– 4 كما كان هناك أطباء، وطبيبات على عهد النبي من أشهرهم الطبيب ابن حذيم، وأبو رمثة التميمي، وضماد بن ثعلبة الأزدي، والحارث بن كلدة، والشمردل بن قباب الكعدي.
وأما الطبيبات المسلمات اللاتي كان النبي يستعين بخبرتهن في الجراحة والتضميد فعديدات أيضا، منهن: رفيدة الأسلميَّة،وأسماء بنت أبي والشفاء بنت عبدالله، وأمُّ عطيَّة الأنصارية، وأُمُّ أيمن مولاة ، وأُمُّ سُلَيم، وأُمَيَّة بنت قيس  بن أبي الصَّلت الغفاريَّة، والربيع بنت معوذ بن عفراء الأنصارية، ومعاذة الغفارية، وحَمْنة بنت جحش، وأُمُّ سِنان الأسلميَّة، وأُمُّ زياد الأشجعية…
وهذه كلها إجراءات صحية طبية مؤسسة لما يمكن تسميته بلغة اليوم بوزارة الصحة الإسلامية التي نقلَت الطب من الأسطورة والشعوذة والكهانة، إلى البحث، والتجربة… والحمد لله رب العالمين
13- وزارة البيئة: حيث نهى عن إفساد الزروع، أو حرقها، وقطع الأشجار ولو بالفلاة، ورغب استصلاح الأراضي الموات… على غير دلك مما يندرج اليوم فيما يعرف بوزارة البيئة، أو المياه والغابات.. وكل دلك مما سبق محمد إلى وضع لبناته الأولى بقوله :  » إذا قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة، فليغرسها  » والحمد له رب العالمي..