الجزائر: جمعة الاصرار…الحراك الجماهيري يرفع شعار » ما كانش انتخابات…. يا العصابة «
مروان زنيبر
لم يتخلف آلاف الجزائريين للتظاهر في العاصمة الجزائرية ومدن أخرى للجمعة الـ28 على التوالي منذ بداية الحراك الشعبي في فبراير الماضي، حيث خرجوا في مسيرات حاشدة و رفعوا المطالب ذاتها والمتمثلة في تغيير نظام الحكم، وضرورة رحيل بقايا رموز نظام القديم، والرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح، وحكومة نور الدين بدوي، ورُفعت في جمعة الاصرار شعارات دعت بالأساس الى الانتقال الى مرحلة انتقالية من قبيل » الجزائر في خطر…لا نريد استنساخ عصابة ثانية » و » راهو جاي العصيان المدني » و » اسمع ..اسمع يا القايد…دولة مدنية ماشي عسكرية » و » الشعب يريد الاستقلال التام » وفي سابقة من نوعها و من اجل التضحية و عشقا للوطن شارك عريس وعروسة في مظاهرة اليوم بمدينة بجاية ..
وانطلقت المظاهرات بالعاصمة منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة ، إذ انتشرت قوات الأمن في النقاط الاستراتيجية داخل المدينة، وخاصة أمام المؤسسات الرسمية مثل قصر الحكومة والطرق المؤدية إلى القصر الرئاسي.و حسب المتتبعين فقد شهدت العاصمة حضور أمني كثيف، حيث لجأت قوات الشرطة إلى إقامة « سد أمني، لمنع المتظاهرين من المرور، عبر ساحة موريس أودان نحو البريد المركزي ». حتى تحد من عدد المتظاهرين خصوصا وان الاخبار الواردة من عين المكان تشير الى متابعة القناة الامريكية CNN التي حطت الرحال بالعاصمة لتغطية احداث الحراك الشعبي ليوم الجمعة 28… و تشير اخبار من عنابة اختطاف عناصر أمن مجهولين المناضل عبد الرحمن تواتي، و أخذونه لوجهة مجهولة …و هو بالمناسبة ابن عم المناضل المعروف سليم تواتي…
و في موضوع دي صلة يرى الدبلوماسي والوزير السابق عبد العزيز رحابي، أن الانتخابات الرئاسية لن تتم بقرار سياسي، وإنما عن طريق عملية اعادة الثقة مع المجتمع، مؤكدا – في حوار جدير بالمتابعة – أجراه مع موقع ( كل شيء في الجزائر ) ، أن الانتخابات ستجرى عندما يكون الجزائريين مقتنعين بمدى شفافيتهم، ولا يمكن القيام بذلك إلا من خلال تهيئة الظروف التي تعيد الثقة والتهدئة …و اكد رحابي أنه ” إذا استمر الوضع الحالي ، فلن نتمكن من تنظيم الانتخابات قبل ربيع عام 2020 في أحسن الأحوال”. وعن أسباب عدم تطبيق السلطة لإجراءات التهدئة، فيقول رحابي إن السلطة لا تزن حقيقة الرغبة في التغيير التي يريدها المجتمع الجزائري، كما يعتقد بوجود مقاومة داخل مؤسسات الدولة وعند بعض أجزاء المجتمع لأي تغيير محتمل، ولا يتصور وزير الإعلام الأسبق أي إصلاح للنظام السياسي دون حرية التعبير، معتبرا أنه حق أساسي للجزائريين في التعبير عن أنفسهم بحرية، مضيفا “لا يمكن أن تطالب السلطة بالحوار وإصلاح النظام ، وفي نفس الوقت تمارس الابتزاز عن طريق الاشهار، وتغلق المواقع الإلكترونية، أو تمنع الوصول إلى التلفزيون العمومي الممول من القطاع العام ..و يضيف قائلا – أعتقد أننا تراجعنا حتى بالمقارنة مع فترة بوتفليقة”. وبشأن الحكومة الحالية، فيقول رحابي “لا أفهم عناد السلطة السياسية في الحفاظ على حكومة شكلها الإخوة بوتفليقة. إذا تعتقد السلطة أنها ورقة تتفاوض عليها مع المجتمع السياسي والحراك فهذا خطأ”.
Aucun commentaire