Home»International»المحتل الأمريكي يعتمد استراتيجية تفكيك الأسرة لتدمير المجتمع الأفغاني

المحتل الأمريكي يعتمد استراتيجية تفكيك الأسرة لتدمير المجتمع الأفغاني

0
Shares
PinterestGoogle+

طلعت علينا العديد من وسائل الإعلام العالمية بأخبار مفادها أن المرأة الأفغانية صارت تمتهن الدعارة بشكل لافت للنظر. وكلنا يتذكر قبيل غزو أفغانستان كيف كانت وسائل الإعلام الغربية عامة والأمريكية خاصة تصور المرأة الأفغانية ضحية لنظام طلبان حيث كانت حسب الوصف الغربي والأمريكي محرومة من جميع حقوقها. وكان موضوع المرأة من ضمن الملفات التي اعتمدت كذريعة لغزو أفغانستان. وها نحن اليوم نسمع بامتهان المرأة الأفغانية للدعارة.

لقد حاولت سائل الإعلام الغربية التمويه على موضوع انتشار الدعارة في أوساط النساء الأفغانيات وربطه بمستوى العيش المتدني الذي اضطرهن للانحراف. والحقيقة أن القضية أكبر مما يصوره الإعلام الغربي ذلك أن نقطة القوة في المجتمع الأفغاني تكمن في تماسكه الذي يعزي لتماسك الأسرة وهو أمر يعزى بدوره لتربية المرأة الأفغانية الإسلامية التي تصونها عن كل انحراف.

وبمجرد دخول المحتل الأمريكي والغربي حاول ضرب المجتمع الأفغاني في صميمه فأجهز على قيمه الخلقية لتفكيك الأسر فكانت البداية من خلال الترويج وبشكل واسع للأفلام الغربية لترسيخ ثقافة غريبة عن المجتمع الأفغاني ، وهكذا صارت أفلام الخلاعة مستهلكة وبشكل كبير في أوساط الشباب الأفغاني الذي حلق المحتل لحاهم وروج بينهم للخمور والسجائر والموسيقى ….

وبدأنا نشاهد المرأة الأفغانية تخرج شيئا فشيئا من لباسها التقليدي وبدت مفاتن النساء الأفغانيات تكشف بعدما كانت من وراء حجاب . وبدأ الحديث عن مشاريع تعليم المرأة الأفغانية وانتهى الأمر بالحديث عن فريق أفغاني نسائي لكرة القدم علما بأن العديد من دول العالم المتقدم بالمفهوم الغربي ليس فيها مثل هذا الفريق . وكان كل ذلك ضمن مشروع تفكيك الأسرة الأفغانية من خلال استهداف المرأة الأفغانية في أخلاقها قبل كل شيء.
ومعلوم أن المجتمع الأفغاني مجتمع محافظ كان يعتمد الشريعة الإسلامية كنظام يحكم حياته قبل حكم طالبان وحتى خلال الحكم الشيوعي الموالي للسوفييت علما بأن الحرب الأفغانية مع الروس كانت من أجل الحفاظ على هوية أفغانستان الدينية. وكان للمرأة الأفغانية وضع خاص داخل هذا المجمع المحافظ . ولم تكن الصور التي قدمت لها قبيل الغزو الأمريكي حقيقية بل كانت حملة دعائية الهدف من ورائها تبرير مهاجمة نظام حكم يناقض الأنظمة الغربية جملة وتفصيلا.

لقد كان المحتل الأمريكي يروج لفكرة اضطهاد نظام طلبان للناس ، والحقيقة أن هذا النظام كان يحاول ترسيخ الحكم الإسلامي في نفوس أغلبية تحكمها التقاليد الموروثة والتي يختلط فيها ما هو ديني بما هو عادة. وقد نجح نظام طلبان في القضاء قضاء مبرما على زراعة الكوكايين التي كان الأهالي لا يرون غضاضة في زراعتها من أجل العيش بالرغم من تدينهم التقليدي. وبعد الاحتلال الأمريكي عادت زراعة الكوكايين من جديد كسلاح يستعمله المحتل لتفكيك أواصر المجتمع الأفغاني. ونجح نظام طلبان في القضاء على العديد من مظاهر الانحراف ومنها الدعارة التي كانت الحقبة الشيوعية قد أشاعتها لنفس الغرض الذي يريده المحتل الغربي . وكان لتطبيق الشريعة الإسلامية في عهد طالبان الدور الكبير في صيانة أخلاق المجتمع الأفغاني ، وهو ما هدد الحضارة الغربية في صميمها فهبت لزعزعة استقرار بلد فيه نموذج ديني يشكل خطورة عليها خصوصا وأنها تطرح نفسها بديلا عن كل نموذج حضاري ممكن أو محتمل.

إن استدراج المرأة الأفغانية المتدينة المحافظة إلى مستنقعات الدعارة مهما كانت الأسباب أو الظروف هو استراتيجية غربية لتفكيك الأسرة الأفغانية المتماسكة بفضل تربية المرأة الأفغانية التي ضربت أروع الأمثلة في تكوين الرجال الأبطال الذين دحروا الغزاة الروس ، وهم اليوم يدحرون الغزاة الغربيين بالقليل من العدة والعتاد وبالكثير من التصميم والعزم والإرادة والإيمان بالله عز وجل. إن المرأة التي تمتهن الدعارة لا يمكن أن تكون وراء الرجال العظماء بل تكون وراء جيل مسخ لا يقوى على إثبات الذات أمام من يهدد حريته وكرامته فيبيعها بثمن بخس كما باعتها التي ربته على ذلك .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. ابو علي
    27/08/2008 at 13:12

    تعليقنا اين هو

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *