Home»International»السمفونية الثامنة للإتحاد الاشتراكي : ــ يا ورد مين يشتريك ؟

السمفونية الثامنة للإتحاد الاشتراكي : ــ يا ورد مين يشتريك ؟

0
Shares
PinterestGoogle+

سمفونية الثامنة للإتحاد الاشتراكي :"يا ورد مين يشتريك ؟"
في البحث عن ميستور لقيادة الأركسترا الاتحادية

منذ أزيد من سبعين سنة غنى المرحوم محمد عبد الوهاب قطعة موسيقية رائعة تحت عنوان "يا ورد مين يشتريك ". و هي تعد من أجمل أغاني موسيقار الأجيال . تغنى فيها بالورد، و هو عنوان للرقة و الجمال و الأمل و الصفاء.ربما من أجل هذا كانت الوردة شعارا للأحزاب الأممية .حافظ عليه البعض. بينما تنصل منه البعض ، و فضل ترك الورد ، و الدخول في نتاج بعض المزروعات التسويقية من أجل جلب العملة الصعبة ، و مسايرة السوق الدولية الليبرالية .

في 1975 كان الموعد مع تفتق الوردة الاتحادية المنفصلة عن عبد الله إبراهيم و حزبه . و منذئذ، عرفت الوردة الاتحادية عدة مسارات و مخاضات ،و لكنها بالتأكيد لم تصل إلى حالة الذبول التي هي عليها الآن .اللهم السمفونية السادسة التي حملت عنونا تكفل الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي بإطلاقه عليها و حمل عنوان "أرض واسعة ". ثم تلتها السمفونية السابعة المتوجة الأستاذ محمد اليازغي ميسترو جديد للإتحاد . و لكن الميسترو اليازغي لم ينعم كثيرا بالمنصب . إذ مأمورية الوردة تعقدت أكثر من ذي قبل ،خاصة مع نكسة 07 شتنبر . و المشاركة كوزير بدون حقيبة أو آلة عزف في الجوقة الموسيقية الفاسية. ليجد الميستور اليازغي نفسه مطاحا به رفقة نائبه الأستاذ الراضي .

الأركسترا الاتحادية تمر بمخاض كبير .يغيب فيه الميسترو،و الملحنون منقسمون على تيارات موسيقية مختلفة.ناهيك عن غياب الكلمات ،و الخلل الكبير في الإيقاع .

و لنبدأ بأهم شيء في الأركسترا، ألا و هو الميسترو .الوردة تعلن أنه و لأول مرة سوف يدخل الاتحاديون المؤتمر من دون سابق علم بمن سيكون ميسترو الاركسترا.و هذا كلام جميل ،و لكنه في الآن نفسه قادح .لأنه يقدح في نزاهة و جماليات السمفونيات السبعة السابقة .بمعنى أن السمفونيات السابقة كانت عبارة عن تركيبات و مونتاج موسيقي بعيد كل البعد عن التلقائية و الإبداع الفني الذي هو روح السمفونية الموسيقية و الديمقراطية !الوردة مطلوب منها الاختيار ما بين ثلاثة ميسترواهات . هم : الأساتذة أو الفنانون على حد سواء .لأن السياسة أولا و أخير هي" فن الممكن ":

الدينصور البرلماني عبد الواحد الراضي ، الذي من حقه أن يطالب بمنصب الميسترو فضلا عن منصب آخر ، و هو منصب محافظ البرلمان لأنه الوحيد الذي حافظ على منصبه منذ رأى البرلمان النور.الميسترو الراضي يعد الاتحاديين بسمفونية جملية اسمها الوفاء بالعهد و الحفاظ على البيت الاتحادي .يا سلام على حفظ العهد و الود . و صدق من قال ليس الحب إلا للحبيب الأول.و للتأكيد على هذا. فضل الميستور الراضي طلب الإعفاء من حقيبة وزارة العدل إذا عدَّل له منصبا وازنا برتبة مايسترو. كل ذلك من أجل التفرغ للعمل السنفوني المرهق .و فعلا فالتاريخ شاهد على أن عددا قليلا من القضاة و المحامين و رجال القانون تمكنوا من ولوج عالم الفن و الإبداع السنفوني.رغم أنهم يحملون نفس اسم الآلة الموسيقية المميزة المعروفة بالقانون .و للعلم فقء فهي الآلة الوحيدة التي تتطلب جهدا استثنائيا و تمرسا شديدا.مما جعل عددا قليلا من الموسيقيين يقبلون عليها .و الآن أقترح عليهم أن أشنف مسامعكم بمعزوفات موسيقية للمترشح الأول الميسترو الراضي . و قد أدلى بها في بيان صحفي منذ أقل من يومين : "مبادرة ترشحه لقيادة حزب القوات الشعبية تنبع من غيرته الصادقة والتزامه الراسخ بما يقتضيه تمتين وحدة الحزب وتحديثه، ليظل حاملا لمشعل الدفاع عن الوحدة الوطنية والترابية للبلاد، وهيئة سياسية متصدرة للنضال الديمقراطي والبناء الجماعي لمغرب المواطنة الكريمة، والديمقراطية الاشتراكية، والوحدة والتنمية المستدامة» هذه المعزوفة الموسيقية جديرة بأن تحمل اسم :" مغيارة " على أن لا تتابعنا الفنانة لطيفة رأفت بتهمة السرقة و الاحتيال .في المقابل نقترح على الفنانة لطيفة ،و كمقترح تعويض أن تشرع في إنتاج قطعة موسيقية تحمل عنوان " زعفانة " بمناسبة ما أثير حول آخر مشاركة لها بمهرجان الموازين الذي اختلت فيه الموازين في دورته الأخيرة .

الميسترو الثاني : هو الاقتصادي المخضرم .الذي عاش جاهلية الاشتراكية و هداية الليبرالية الأستاذ فتح الله ولعلو الوزير السابق للمالية أو وزارة الشكارة كما كان يسميها المخزن .الذي تفنن في الخصخصة فأتى على الأخضر و اليابس و أبان عن كفاءات استثنائية في إبادة كل ما من شأنه أن يخصخص .الميسترو يقترح سمفونية عنوانها البارز القطع مع الميستروهات التاريخية و فتح المجال للجيل الجديد من المبدعين الشباب و إن كانوا في آخر العمر . و عليه سوف تكون السمفونية الاتحادية في حالة تربعه على منصب الميسترو :هو حزب اشتراكي بنكهة ليبرالية مخصخصة إلى النخاع .و أظن أن البعض يتحفظ على الميسترو ولعلو مخافة أن يخصخص بعض القطاعات الموازية كالشبيبة و القطاع النسائي ، في حالة وجود أزمة ما لا قدر الله تعالى .خاصة إذا علمنا أن العديد من الأحزاب تبحث لها عن قطاعات موازية . و هي مستعدة للإنفاق بسخاء .و من أهم هذه الأحزاب و التيارات: تيار النيو لفديك في حلته الجديدة .الميسترو ولعلو و في حملته الانتخابية المعنونة لماذا أرشح نفسي لقيادة الاتحاد الاشتراكي .يعد بأنه سيلتزم بعدة التزامات نبيلة و جميلة و لكنه يختم كلمته المنشورة على موقع الحزب ، بجملة من شأنها أن تعرقل وصوله إلى المنصب المنشود ، هذه الجملة هي: "لا أحد ينكر اليوم ما حققته بلادنا على المستوى الاقتصادي من تقدم لا يظهر فقط في المؤشرات العامة ولكن أيضا في المستوى المادي الملموس من خلال تطور البنيات التحتية، وتحسن أداء عدد من القطاعات الاقتصادية. كما لا يمكن إنكار ما تحقق من تحولات إيجابية في مجال الحريات العامة وفي معالجة القضايا الاجتماعية."!

الميسترو الثالث ، هو الوزير السابق في آخر وزارة للتعليم و ما أدراك ما التعليم ،حيث و الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه المغرب متقدم على بعض البلدان الشقيقة من أدغال أفريقيا و بعض المستوطنات جنوب شرق آسيا غير الآهلة بالسكان .الأستاذ الحبيب المالكي الذي اقترح سمفونية شعبية .أي أنها ترتكز على السند الشعبي ، كأن يكون الميسترو مثلا منتخبا في البرلمان .و بعض المؤهلات السمفونية الأخرى التي لا يتوفر عليها إلا ابن أبي الجعد .و أترككم مع هذه المعزوفة الموسيقية للميستور المالكي التي نشرها موقع الحزب :" فبالأمس كان الاتحاديون يتميزون بخطابهم الذي يكلف غاليا، واليوم يواجه خطابهم زمنا يتميز باستصغار الخطابات والأفكار عموما، و تبخيس القيم، وابتذال الرمزيات، وبنوع من التسابق نحو الفردانية المتوحشة، وبالقفز على المرجعيات الجماعية المؤسسة للذات والهوية والموجهة للسلوكات والعلاقات الاجتماعية والأخلاقية. كما تتميز اللحظة الراهنة بأنواع من التنميط والاستنساخ والتسطيح، والبحث السهل عن الأفكار الجاهزة التي تعب الآخرون في نحتها، والحلول المريحة وكأنها توجد على قارعة الطريق! " .من دون شك أن الميسترو يقصد غريمه ولعلو الذي أعلن عن انتهاء الزعامات التاريخية .و الأهم من ذلك ما نقلته يومية المساء التي تهدد السلم الاجتماعي و الرخاء الاقتصادي و الدخل الفردي المغربي المرتفع بالمقارنة مع جزر الواق واق :"لانتقال الديمقراطي استنفد، والبلاد في حاجة إلى أفق جديد من خلال جيل جديد من الإصلاحات السياسية والدستورية تطلق دينامية تساعد على التوازن بين السلط….. نريد إعطاء مضمون سياسي جديد للمشاركة في الحكومة، وهذا مرتبط بضرورة الإصلاحات السياسية والدستورية". يا سلام على الاكتشاف العظيم الذي تطلب عقدا من البحث المضني داخل دواليب الوزارات !

ألحان عديدة يجري تداولها أثناء المؤتمر السنفوني الثامن . و لكن الأهم من اللحن هو طبيعة الإيقاع .و المقصود به هل سيبقى الإيقاع نفسه نفسه ،أي إيقاع فاسي بلمسة عباسية .أم أنه سيتغير إلى إيقاع آخر …!و إن كانت مشكلة السمفونية الاتحادية أنها تميل للعزف الكلاسيكي و إعادة إنتاج ألحان كلاسيكية حنينية من نوع النوسطالجيا :كالسمفونية الأولى: التقرير الإيديولوجي للمؤتمر الاستثنائي لسنة 1975، ثم سمفونية الرابعة 1984 :حول أزمة المجتمع والبناء الديمقراطي……يحدث هذا في زمن يحتكر فيه الفيديو كليب السوق الغنائية و الساحة الإعلامية و السوق السياسية ،و لعل فيديو كليب مجموعة الهمة المعنون :"برق ما تقشع " خير دليل على مستوى و منحى توجهات السمفونيات المغربية . حيث لم يعد الوقت للشعارات الرنانة التي فقدت بريقها إبان سمفونية التناوب على الغنيمة : و التي يمكن تسميتها بسمفونية :" ما أنا إلا بشر عندي ….". و أرى أن له لا بد للسمفونية الاتحادية أن تكون واقعية و أن لا تتعالى على الواقع و أخطائه طيلة العشرة سنوات الماضية . و إذا كان لا بد من المصالحة و المصارحة و المطارحة ، فخير سمفونية هي تلك التي يمكن أن تحمل عنوان : "الصدمة كانت قوية "

هذا ما ندعوكم لاكتشافه في السمفونية الاتحادية الثامنة.فحظ سعيد للوردة ،و فرجة ممتعة لأعزائي المشاهدين . و خصوصا المستمعين الكرام .الذين سينعمون بالاستماع و متابعة قراءات و تحليلات و تعليقات و أخبار عديدة إلى درجة التضارب ، البعض منها ستنقلها بعض المنابر "المغرضة " على حد تعبير الأستاذ عباس الفاسي ،الحاقدة على الورد و الياسمين و المغرب الجميل، بينما البعض ستنقلها منابر " الحمد لله العام زين ". و إلى ذلك الحين نترككم و كما بدأنا ، مع أغنية الموسيقار محمد عبد الوهاب التي فعلا تصف أوضاع الوردة بدقة بالغة .و التي تستحق أن تكون تقريرا إيديولوجيا لحزب الوردة.

يا ورد مين يشتريك

يا ورد مين يشتريك=وللحبيب يهديك

يهدي إليه الأمل…..

يا ورد يا أحمر قوللي=مين ذا اللي جرحك

جرح شفايفك وخلي=على شفايفك دما……

أصفر من السقم=أم من فرقة الأحباب

يا ورد هون عليك=عاد بلبلك ولهان

انتهى الإرسال .

ملاحظة :كتب المقال قبل يوم واحد من انعقاد المؤتمر الاتحادي الثامن.

ذ : رشيد شريت

Cherriet.presse@gmail.com

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

3 Comments

  1. متتبع
    01/07/2008 at 12:29

    المرجو ان نتحقق من بعض التواريخ وبالتالي المحطات التي مر بها الاتحاد الاشتراكي قبل ان ننتقد ونتحدث لغة الورد

  2. مراد عدي : تداعيات حزب كان يساريا
    01/07/2008 at 12:29

    من خلال المقاربة الكاريكاتورية التي وصف بها المقال المخاضات الأخيرة للمؤتمر الإتحادي الثامن يتضح أن الأمر عادي جدا ، وأن الصراع حول القيادة بين كوادر الحزب مسألة مشروعة مادام كل واحد من المترشحين يجد نفسه قادرا على القيادة في ظروف ما بعد الفراغ الذي أحدثته الإستقالة المهينة لليازغي بعد ضغط واضح وغير بريء من أعضاء المكتب السياسي . لكن ما هو غير عادي هو فشل المؤتمر أو إفشاله من طرف أولئك الذين أرادوا أن يمر المؤتمر بدون محاسبة . إن الفشل كان واردا من الأول ، لأن الإتحاديين ذهبوا إلى المؤتمر بأجندة ثقيلة جدا لا تنفع معها الشعارات الجوفاء ولا ديماغوجية الإقطاعيين الجدد .. لقد انفلت الإتحاد من التشرذم في السابق لأن الرأسمال الرمزي لبعض الأعضاءالقياديين تدخل في آخر لحظة مع بعض التوابل « السحرية » والتخرويض السياسي والتحايل الديماغوجي المفبرك والذي ساهم في استبعاد الكاو داخل حلبة مليئة بالأحقاد والمصالح ، نعم المصالح الإقتصادية الواضحة التي أججت الصراع . لقد وصف المقال المرشحين الثلاثة ( لقد كانوا أربعة ) بنوع من الحيادية مع تقديم بورترهات أنتخابية لكل واحد منهم .. لكن نسي المقال أن يضيف الموقع الطبقي لهؤاء وعلاققاتهم الإ قتصادية وإديولوجياتهم الجديدة كإقطاعيين جدد لا علاقة لهم بالإشتراكية ولا بتاريخ الإتحاد ورموزه .. رحم الله عمر بن جلون .. والصبر لمناضلي الإتحاد الذين يرون تاريخهم الرمزي ينهش بأيادي الإقطاع الجديد ، وتعازينا لكل غيور عن اليسار الإشراكي ، ولكل واهم بتغيير سيقع في المستقبل ، لإن الإتحاد بعد المؤتمر ( سواء فشل أو لم يفشل ) كما قال عبد القادر الشاوي في إحدى الجرائد ، « سيكون إتحادا آخرا لم نعرفه من قبل » ، وهو الحزب الذي أريد له أن يحافظ على إسمه كماركة تجارية ، لكن بإديولوجية جديدة يقودها إقطاعيون ورأسماليون وبرجوازيو الإنتخابات والمناصب .

  3. كيطوني
    02/07/2008 at 15:38

    المقال اكل عليه الدهر وشرب فانه نشر على موقع هسبريس بتاربخ السبت 14 ماي 2008،،،فلمادا نشر هدا المقال اليوم بالدات على موقع وجدة سيتي ،وبنفس اسم الكاتب ذ رشيد شريت؟؟؟

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *