« الإسلاموفوبيا الأمريكية » -الحلقة 3- حركة « أكت فور أمريكا » العنصرية
أحمد الجبلي
تعتبر حركة « أكت فور أمريكا » حركة عنصرية لا تقل ضراوة عن شقيقتها « أوقفوا أسلمة أمريكا » التي سبق الحديث عنها، فهي حركة تستمد شراستها وعداوتها للإسلام والمسلمين من خلال شراسة وعداوة مؤسستها بريجيت غابرييل، فمن هي برجيت غارييل؟ وما هدفها من خلال تزعمها لحركة عنصرية إجرامية مناهضة للإسلام والمسلمين؟
إنها من أصول عربية مسيحية لبنانية، ولدت ببلدة مرجعيون، سنة 1964، تنتمي لطائفة المارونيين، واسمها الحقيقي حنان قهوجي، سبق وسمعناها تتحدث في العديد من الإذاعات الأمريكية عن قصة طفولتها التي ستجد من يكذبها لاحقا، حيث تدعي أن سنة 1982 كان حزب الله يقذف بلدتهم بالقنابل حيث كانت تعيش مع أسرتها في خندق ولم ينقذها من هذا الوضع إلا الاحتلال الإسرائيلي، حيث ستنقل إلى أحد مستشفيات إسرائيل وهي صغيرة مجروحة، فحظيت بعناية كبيرة، وظلت تتحدث عن هذا الحب وهذا الحنان الذي تلقته في إسرائيل، وهو الأمر الذي قذف في قلبها احترام الكيان الإسرائيلي وحبه، كما تدعي، ولذلك عندما اشتد عودها سترحل إلى إسرائيل حيث ستشتغل مذيعة في التلفزيون الإسرائيلي، فغيرت اسمها من حنان قهوجي اللبناني إلى « نور سمعان » اليهودي.
أحد الكتاب وهو فرانكلين لامب ذهب إلى المنطقة التي تحدثت عنها برجيت وأجرى اتصالات وحوارات مع جميع الجيران فأجمعوا أن حنان عاشت حياة طبيعية ولم تتعرض عائلتها لأي قصف، كما أن المؤرخة المسيحية إيفون إزبك حداد كشفت عن حقيقة السر الذي كان من وراء كل الأكاذيب التي بدأت تروجها بريجيت منذ طفولتها، حيث ذكرت أن عائلة حنان قهوجي، أي نور سمعان، أي بريجيت جابرييل، كان اللبنانيون يطلقون على عائلتها وبعض الأسر من الطائفة المارونية « المخبرون المحليون » الذين كانوا يستغلون كراهية العالم الغربي للإسلام ويبيعون أسرار تحركات المسلمين والمجاهدين بالمقابل لإسرائيل، ولعل هذا السلوك ساعد عائلة بريجيت أكثر لتلتحق وعائلتها بإسرائيل ثم من هناك إلى أمريكا، حيث ستعمل على تغيير اسمها مرة أخرى إلى بريجيت جابرييل. فأسست هناك هذه الحركة « أكت فور أمريكا ».
وانطلاقا مما كشفه فرانكلين لامب عن الحياة الطبيعية التي عاشتها حنان، وتغييرها للحقائق حتى تكسب ود إسرائيل وتعاطف الأمريكيين، وانطلاقا مما قالته المؤرخة الإسرائيلية إيفون حداد عن امتهان عائلتها للوشاية والاستخبارات مقابل الحصول على المال، يتضح سر المبالغ المالية الباهضة التي جمعتها بريجيت على حساب حركة « أكت فور أمريكا »، حيث ذكر الموقع الأمريكي بازفلت أن بريجيت قد جمعت سنة 2012 نصف مليون دولار من الأعمال غير الربحية، وأنها عبرت مرارا بأنها تستحق هذه الأموال لكونها أعلنت اسمها وخرجت للعلن وهي بذلك في خطر ولهذا فهي تستحق ثمن المخاطرة. دون احتساب ال 119 مليون دولار التي رصدتها أمريكا كدعم للحركات المناهضة للإسلام والمسلمين والتي تعتبر « أكت فور أمريكا » واحدة منها، حسب تقرير أمريكي.
عندما نبحث في الأصول المعرفية والثقافية والتربوية لبريجيت غابرييل، نجد أنها تأثرت بشكل كبير بالقس والمبشر اليهودي بات روبرتسون والتي كانت تشتغل مديعة للنشرة المسائية في قناته » تلفزيون الشرق الأوسط »، وكل ما يهمنا من حياة هذا الرجل أنه يملك سجلا واسعا من التصريحات المسيئة للإسلام، ففي سنة 2002 رفض تسمية الإسلام بأنه دين سلام، وقال إن هدف الإسلام هو التحكم والسيطرة والتدمير، كما وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمتطرف السارق وقاطع طريق وقاتل.
وبما أن المرء على دين خليله، فبريجيت كانت مخلصة لأستاذها القس روبرتسون، وبل قد أبدعت في كل ما تركه لها من كره للإسلام والمسلمين، فلم تكتفي بمجرد الكره كما فعل أستاذها وإنما عمليا كانت زعيمة لحركة عنصرية أسمى أمانيها تدمير الإسلام والقضاء على المسلمين أو ترحيلهم من أمريكا.
بعد مجيء ترامب اعتبرت بريجيت أكبر مؤيدة لسياسته العنصرية، حتى أنها حضيت بإجراء مقابلات عديدة معه، فكانت البوابة التي جعلت العديد من أثرياء أمريكا ورجال الأعمال يتبنون خيارات ترامب على ٍرأسها مناهضة الإسلام والمسلمين.
وكما يقول أحد الكتاب عنها: « إن بريجيت غابرييل، كذبت كذبة في طفولتها فصدقتها، فروجتها، فجلبت لها أموالا طائلة، فاستمرت في حلمها كي تعيش حياة الثراء والبرجوازية، فأصبحت تمتهن تجارة الكراهية بالكذب في الإداعات تدعي أنها تعرف سيرة الإسلام حتى أنها في أحد الملتقيات قالت بأنها ستلخص تاريخ الإسلام في خمسة دقائق، كانت هذه الدقائق كلها كذب وتحريف للتاريخ. »
Aucun commentaire