شاطيء السعيدية : قبل فوات الأوان
شاطئ السعيدية
قبل فوات الأوان
ونحن نستقبل العطلة الصيفية حيث يحلو التخلص من تعب وكد سنة بكاملها نفكر في الإنعتاق والهروب للخلود الى الراحة والترويح عن النفس فنذهب الى الشاطئ وأهم شاطئ بالمنطقة الشرقية هو شاطئ السعيدية الملقب بالجوهرة الزرقاء. يعرف هذا الشاطئ كل سنة زوارا من أهل المنطقة ومن بعض المناطق المغربية ومن خارج الوطن خصوصا من جاليتانا المقيمة بالخارج والتي هي في الأصل من المنطقة وترتبط بعلاقات حميمية بهذا الفضاء المتوسطي الجميل .فما هي حالة هذا الفضاء ؟ وماذا هيئت السلطات المحلية لاستقبال كل الذين سيتحملون مشقة السفر للتمتع و لينعموا بكل ما يمكن أن يقدمه هذا الفضاء الطبيعي الجميل؟
إذا عدنا الى استقراء ما حدث في الموسم الماضي وأغلب المواسم الصيفية تتشابه على هذا الشاطئ يمكننا أن نصف هذا الشاطئ بشاطئ الفوضى العارمة على جميع المستويات .
أولا: البنية الإستقبالية
لا تتوفر المدينة إلا على بضع فنادق محسوبة على رؤوس الأصابع لا تستجيب للطلبات الكثيرة المعبر عنها في هذا الفصل الشيء الذي يترك المصطافين عرضة لبعض السماسرة الذين يوفرون منازل متواضعة بمبالغ خيالية تتجاوز 450 درها لليوم الواحد، نصفها يمكنه أن يمنحك إقامة فاخرة بالشواطئ الإسبانية المقابلة.ألا يمكن للسلطات المحلية بتعاون مع الوزارة الوصية على قطاع السياحة التدخل لحل مشكلة البنية الإيوائية للمنطقة ومحاولة وضع حد لأولئك السماسرة الذين يمتصون دماء المصطافين؟
أما المخيمات الصيفية المخصصة للخيم فعددها ضعيف جدا و مساحاتها ضيقة أما مرافقها الصحية فهي شبيهة بتلك المخصصة للاجئين وليس للمصطافين، فمنذ الصباح الباكر تبدأ المعارك على المراحيض على الدوش على غسيل الأواني . أما إذا سألت عن الثمن فهو بدوره لا يعكس الخدمة المقدمة في المقابل .
ثانيا: الأمن
عندما تكتض المدينة بمختلف زوارها تكثر كل مظاهر الفوضى والفساد فبعض الذين يأتون للعمل أو للتجارة عندما لا يحققون مبتغاهم يتحولون الى قطاع للطرق في بعض النقط السوداء بالمدينة كالطريق الغابوي المؤدي الى المخيمات أما معاكسة الجنس اللطيف فهي السمة الغالبة على الشاطئ نهارا وعلى الكورنيش ليلا . كل هذا يستدعي تعزيز الطاقم الأمني وتزويدهم بجميع الإمكانيات الضرورية لتأدية واجبهم على أحسن وجه.
ثالثا: الصحة
لا تتوفر السعيدية على بنية استشفائية تستجيب للحاجيات الضرورية والإستعجالية ، فإذا كان شاطئ السعيدية محروسا من طرف سباحي الوقاية المدنية مع ذلك فإن غرقى السعيدية يتجاوزون كل سنة رقم 30 بعضهم يموت على توه والبعض الآخر يموت في الطريق الى أقرب مستشفى بأبركان الذي يبعد بحوالي 25 كلم هذا إذا كانت سيارة الإسعاف متواجدة بعين المكان لتقوم بالواجب .
رابعا:النظافة
إذا نزلت الى الشاطئ لتستحم وتأخذ قسطا من الراحة فإنك غالبا ما تندم على ما أقدمت عليه فمنذ أن تدق شماسيتك لا تخلد الى ما أتيت من أجله ولو ثانية واحدة ، فهذا صوت بائع الكاسكروط"المعالجة" وهذا بائع السجائر بالتقسيط وهذه فتاة تحمل زادها الخاص بالحناء تحاول إغراء زوجتك أو ابنتك بصور لأيادي نقشتها وهذا بائع الشفنج الممزوج بحبات الرمل عوض السكر وبائع الثريات بدوره يبحث عن زبائن باقمصة السباحة وزد على هؤلاء من يبيع السجادات والبونجات والفوطات والملابس وهذا ملتقط الصور يجر حصانا أو جملا يغري أبناءك بأخذ صورة تذكارية وبمجرد انسحابه تطرح حيواناته فضلاتها لتزكم برائحتها الأنوف هذا إذا كانت لازالت لدينا أنوفا . إذا لم تزعجك كل هذه الأصوات فأنت معرض لا محالة لكرة طائشة من هنا أو من هناك ليتحول الفضاء الى معارك تشبع خلالها أنت الذي قصدت الراحة والاستجمام كل أنواع السب والقذف حتى أنك لاتفرق هل أنت فعلا على الشاطئ أم في سوق الأربعاء؟
خامسا: التنشيط
إذا كانت أعصابك من حديد أو قد وضعتها في ثلاجة وكان دمك إنجليز يا واستطعت أن تتقبل كل الإهانات التي تعرضت لها طيلة النهار وقلت مع نفسك سينسيني الليل تعب النهار يعترضك كل أولئك الذين عكروا صفوجونهارك لتجدهم مرابطين طيلة الشارع الطويل لبيع ما استفزوك به من قبل .فما هو دور السلطات هنا الآ يمكنها أن تخصص أمكنة ثابتة لهؤلاء نهارا وليلا ؟
ربما تتقبل كل هذا وتقول بلكنة مصرية "ماعليش" فتبحث عن فضاءات للتنشيط التي لا تبدأ هنا إلا في شهر غشت ضمن بقعة محصورة جدا حيث تقصى مجموعة من الفضاءات الجميلة جدا يمكن استغلالها لتقديم أنشطة لا يغلب عليها الطابع الفلكلوري فقط. ألا يمكن تقديم قراءات شعرية أو عروض مسرحية بفضاء " النيسبولي " القديم ؟ألا يمكن عرض أشرطة سينمائية على الشط أو بالمخيمات كما كان الشأن سابقا في مخيم المكتب الوطني للكهرباء؟ الآيمكن القيام بعروض رياضية على الشاطئ؟ الا يمكن أن تحتضن بعض المقاهي الجميلة معا رض للفنون التشكيلية ؟ لماذا لا تتم العودة الى الاحتفال بملكة جمال السعيدية في يوم 15 من غشت كما كان من قبل ؟ .إن من شأن هذه الأنشطة أن تجلب زوارا من طينة خاصة كما يحدث هذا في أصيلة.
عندما لا تجد ما يغريك ويشدك إليه فأنت مضطر الى البحث عن مكان ترتاح فيه فلا مفر لك من المقهى وأنت الذي هربت منها في مدينتك ولعل أهم نقطة تسجل للسعيدية هي مقاهيها الجميلة
ولكن يجب أن تعد العدة من قبل فهي دائما مكتضة أثمنتها مرتفعة حتى الجريدة غالبا ما تصل متأخرة وبإضافة دائما 50 سنتيما للنسخة .
سادسا: التموين
تعرف السعيدية في موسم الصيف حركة تجارية مهمة مادام عدد قاطنيها يضرب في العشرات الشيء الذي ينعكس سلبا على تموين السوق بكل الضروريات مع استغلال الفرصة في إشعال الأثمنة التي تعرف ارتفاعا مهولا .أما عن الجودة فلا تبحث عنها أبدا في الجوهرة الزرقاء فنظرا لقلة العرض تضطر دائما" للتسلاك" بأي شئ تجده أمامك خصوصا الخبز الذي يشبه كل شيء إلا الخبز.
هدفنا من هذه الإشارات ليس تثبيط العزائم بل شحذها وبالتالي حث كل المتدخلين في القطاع السياحي والسلطات المحلية والجماعات على تكثيف الجهود للضرب على المخالفات وتقديم منتوج جيد في مستوى الجوهرة الزرقاء يرضى عليه الجميع ويحثهم على الرجوع.
2 Comments
يا أخي قويدر ما جاء في مقالتك من مساندة ودفاع عن وكر الفساد ومن دعوة ضمنية للفساد تتمثل في الاحتفال بملكة جمال السعيدية وغيرها من الأنشطة التي لاتقل عنها فسادا جعلتني أتساءل هل بالفعل أن هذا المقال لقويدر الذي أعرفه؟
khouya bayna 3liki matjich las3idiya falmachta.nnnnnnnnnnn khouya ybali nta majitch ls3idiya fal machta mnin tkoun khawya .ki bghit toujar yrab7ou fhad lamdina 3ndhou 2 mois nta3 lkhadma fal3am w safi ila khalaw taman kima houwa mlaghadich yrab7ou.awalan dir bhadak l matal li y9ou sal lamjarab w la tsal tbib.idan ya akhi 7ta tsawal toujar houma lwala 3ada sawal nass