Home»International»ارتسامات عن بعض الاداريين ….من خلال المصاحبة الميدانية….

ارتسامات عن بعض الاداريين ….من خلال المصاحبة الميدانية….

0
Shares
PinterestGoogle+

من الإصلاحات التي عمت الإدارة التربوية ما يتعلق بكيفية تكوين الإداريين الجدد عن طريق إعداد نظري وآخر ميداني. ولو أن لي وجهة نظر خاصة لن أصوغها في هذا المقال ,لما تتطلبه من تحليل لواقع التكوين وما يشوبه من خلل.إنما أردت أن أرسم بعض الملامح التي استنتجتها من خلال المصاحبة الميدانية للإداريين الجدد .وبكل صدق كنت في البداية متخوفا من إمكانية بعضهم سيما أن المهام الإدارية أصبحت تتطلب الكثير من التمرس والمسايرة والشخصية والمسئولية والتحمل ,وإلا سيكون مصير صاحبها الإحباط وطلب الإعفاء كما فعله الكثيرون.

مما استوقفني كثيرا وأثر في بشكل مباشر مديرو التعليم الابتدائي على وجه الخصوص ,حيث قارنت بين بداية مشوار لجنة المصاحبة معهم, وبعد سلسلة من خمسة مراحل تغير وجه التدبير لديهم لما حققوه من تطور يدل ويؤكد أن رجل التعليم قادر على الإبداع والتفنن والمسايرة والمجاراة والمبادرة ,فقط يحتاج أحيانا الى لمسة أو فقط كلمة طيبة.

أحدهم قدم من نواحي فاس وكنت ضمن لجنة الانتقاء الأولي حيث حذرناه من أن المؤسسة التي يطلبها تتواجد في منطقة نائية تبعد عن تاوريرت بحوالي 90 كلم ,بكل صراحة ,تتواجد بالفيافي والقيافي ,لكن صاحبنا هذا أصر على تمسكه بالمنصب وقدرته على التأقلم مع تلك البيئة ,مضيفا ولم لا انه بلدنا المغرب ومن واجبنا أن نساهم ونضحي من أجله. آنذاك أسندنا له المنصب ولكنني كنت أترقب بداية السنة الدراسية ,وفعلا قابلته صدفة آنذاك وأبدى نوعا من التخوف فتخوفت من أجله. لكن ومع مرور الأيام وبعد سلسلة من المصاحبة والمجهودات الشخصية التي بذلها والتي كنا فقط مصاحبين ناصحين لا أقل ولا أكثر تغير الوضع جذريا .

وعندما ذهبت مع لجنة المصاحبة في آخر محطة ,صدقوني انبهرت,لقد تمكن هذا المدير الجديد من حفر بئر واستعمال محرك لضخ الماء كان معطلا منذ أزيد من خمس سنوات محرك من الحجم الكبير يمكنه أن يسقي المؤسسة وحدائقها بأكملها إلا أنه كان بدون وظيفة أو بدون من يوظفه,ومن صباغة المؤسسة وإقامة بعض الرسوم على جدرانها وإحداث ملعب للكرة الطائرة ,ومعرض لرسومات التلاميذ,وإعادة إقحام جمعية الآباء في برامج المؤسسة بعد أن كان مكتبها عازفا ,والتهيؤ لرحلة دراسية لتلاميذ المؤسسة الذين يتضح أن جلهم لم يخرج أبدا من تلك القرية ,وربط المؤسسة بشبكة الكهرباء بعد تآزر مادي بين طاقمها التربوي ,وتطبيق كل التوجيهات التي قدمت له على المستوى التدبيري لا داعي لذكر ذلك.
فخرجت متسائلا مع نفسي حول رجال شباب لا زالوا يحملون المشعل رغم ما يقال وما يشاع وما يذاع وما يلاحظ فعلا على بعضهم ,فان تعليمنا يتوفر على طاقات قادرة على التحدي .
– فكيف تمكن هذا المدير وبوسائل محلية من تحقيق هذه النقل وتغيير ملامح المؤسسة جذريا ؟
إنها الرغبة في الجدية والعمل الدءوب وعدم الانتظار.

ومدير آخر يتواجد أيضا على بعد حوالي 90 كلم أو أكثر في الجهة الأخرى وعلى سفح جبل ,وبفضل مثابرته وغيرته ,تزامن حضورنا مع عزم الجماعة المحلية بناء سور للمؤسسة ,وفعلا تم وضع أول حجر في ذلك اليوم .ومما زادني إعجابا وسيزيدكم إعجابا بعد قراءة هذا المقال مبادرة شخصية من أستاذ للتعليم الابتدائي بتلك المؤسسة وبفضل مجهوده الشخصي اقتنى للمؤسسة أرضا مساحتها بحوالي نصف هكتار لإقامة ملاعب أو ما شابه ذلك ,لمجرد أن صاحب الأرض كان يشتكي من ولوج التلاميذ اليها , بدافع الغيرة والأنفة قام هذا الأستاذ باتصالات آلت الى اقتناء هذه الأرض,وإنني لم ألتق بهذا الأستاذ فقط علمت بالنبأ ,مما يؤكد أن نيته ليست للإشهار ,وإنما لازال تعليمنا ولله الحمد يحمل بين طياته طينة من الشرفاء الأعزاء .

ومدير ثالث سلمت له مؤسسة بالمدينة وكان الجميع عازفا عنها لكبر حجمها وكبر مشاكلها لكن هذا الرجل الدءوب الصبور ,ابتدأ من الصفر وبدأ يشتغل فأقحم معه جمعية الآباء والتي عاينت مؤازرتها له كما نظم يوما ثقافيا قيل لي أنه كان غاية في النجاح بل وتلا قصيدة شعرية من نظمه وهي قصيدة عمودية ,اللهم بارك مثل هذه المبادرات التي تبعث على الأمل وتبعث بروح من التفاؤل . باقي المديرين الجدد كلهم أحدثوا تغيرات على المؤسسة وكلهم طبقوا التوجيهات في مجال التدبير المالي حتى أنهم استبقوني واعتمدوا أسلوبا جديدا في المحاسبة ومسك السجلات كنت قد قدمته لهم في إحدى التكوينات فعملوا على ترجمته الى وثائق محاسبية مضبوطة وسهلة القراءة .

وفي الإعدادي والثانوي صادفت المصاحبة أحد الحراس العامين الذي أسندت له أخيرا مصلحة بالأكاديمية والذي أعد دراسة تقويمية لنتائج التلاميذ حيث صنفهم حسب المعدلات وحسب المواد وبرمج بمعية صديقه الحارس العام الثاني وتحت إشراف رئيس المؤسسة دروسا للدعم ركز فيها أولا على التلاميذ المصنفين في المعدلات بين 6 و8 وعلى المواد الأساسية كالرياضيات والفرنسية والتي أثرت بشكل كبير على معدلاتهم .
ما عساي أن أقول لمثل هذه المبادرات الطيبة الا التمني لهم ولغيرهم بالاستمرار في المبادرة وعدم الانتظار والبحث عن الانفتاح وعدم الانغلاق,والتنقيب عن الشراكات دون انتظار الزيارات,والعمل لا رضاء الله سبحانه وتعالي ثم القيام بالواجب دون ملل ودون كلل وعدم التأثر ببعض المحبطين وهم قليلون لكنهم أحيانا يفشلون مخططك وعزيمتك. والله لا يضيع من أحسن عملا.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

6 Comments

  1. حسن.ب
    11/06/2008 at 01:24

    أشكر صاحب المقال جزيل الشكر، أخي الكريم فعلا لا زالت المدرسة المغربية تتوفر على طاقات حية، و على المسؤولين استغلالها أحسن استغلال، قد يكون آن أوان مساءلة كل ذي مسؤولية و بالخصوص المكلفين بالادارة التربوية عما قدموه لمؤسساتهم. نجد أن عددا منهم يتهرب حتى من عقد الاجتماعات مع المدرسين، و يتهرب من كل مناقشة حول مداخيل التعاونية، أو تسيير الجمعبة الرياضية و ماالى ذلك.
    يأتي مقالك في هذه الظروف التي يشار فيها الى رجل التعليم بالبنان،على أنه سبب تراجع التعليم، هذا المعلم الذي لا يستشار لا في وضع البرامج ولا في وضع استعمالات الزمن، ولا في ترتيب الحصص، و مع ذلك يعتبر المسؤول.

  2. رجل تعلبم
    11/06/2008 at 01:24

    فى البداية اتقدم بجزبل الشكر للسبد المقدم فعلا هناك رجال يفدمون الكثير و فى المقابل تسند المناصب الى غير اهلها وانت تعرفهم جيدا واتمنى ان تتخد فى حقهم الاجراءات اللازم وخصوصا انك عاينتهم اثناء لجنة المصابة بالاقلبم وشكرا

  3. تربوي
    11/06/2008 at 01:24

    و في الجانب الآخر هناك انتهازييون يمرون فوق ظهور هؤلاء . أقصد لا قيمة للثناء الذي لا يعطى للناس مراتبهم المستحقة .
    وفوق ذلك ، إذا كنت انت إطارا محترما ومخلصا ومشهود لك بالجدية ، فكثير ممن اوكلت لهم مهام المصاحبة وهم في حاجة الى مصاحبة العلمية والبيداغوجية .

  4. فريد بوجيدة
    11/06/2008 at 01:25

    أشكر الأستاذ الكريم محمد المقدم على هذا الموضوع ، فهو يفتح أملا طالما اشتقنا له في حقل التربية والتعليم ، لإنه يبدد الرِؤِية التراجيدية التي أصبحت ملازمة لهذا الميدان في ظل سواد وظلامية ممزوجة بعدمية ، وكسل مرتبط بأوضاع غير سليمة . أتمنى أن نرتقي إلى مستوى المسؤولية وأن نجعل من الواقع لحظة إبداع حقيقية .

  5. zaid Tayeb
    11/06/2008 at 12:22

    je remercie M.LAMKADDAM pour la sincérité avec laquelle il traite souvent ses sujets: il y met tout son coeur. Il parle de ses impessions personnelles sur les nouveaux administrateurs qu’il accompagne et encadre, impressions authentiques à n’en pas douter, mais je ne l’ai pas encore entendu dire ses impressions sur la note ministérielle 60 qui fait tant de bruit parmi les enseignants de la délégation d’Oujda, ont-ils, lui et les autres inspecteurs, reçu des directives pour ne pas en parler? Ou bien cette note ne les concerne pas? Ou bien leur silence est à lire comme un signe de consentement? Personnellement, j’aimerais bien que Messieurs les inspecteurs puissent nous donner leur point de vue sur cette note ministérielle et en même temps nous éclairer par leur clairvoyance.
    Et merci.

  6. متتبع
    13/06/2008 at 11:28

    في البداية أشكر السيد كاتب المقالعلى نظرته التفاؤلية وتشجيعه لبعض اإداريين الذين أثبتوا جدارتهم في تسيير المؤسات التي كلفوا بها ولا أملك لنفسي إلا أن أشد بحرارة على أيديهم متميا لهم كامل التوفيق . وأتمنى كذلك ان تخطو النيابة الإقليمية خطوة لتعزيز هذا التصور بإرسال تشجيعات لهولاء على غرار ما قامت به نيابة وجدة .
    ولكن في المقابل كان لابد أن يتطرق الكاتب إلى بعض مظاهر التسيب التي تعرفها بعض مؤسسات الإقليم وأذكر على رأسها ثانوية الزيتون التي عرفت تراجعا خطيرا في نتائج التلاميذ وغير ذلك . وباعتباري من ساكنة مدينة العيون ويهمني كثيرا أمر الثانوية التي درست بها أود أن أبدي بعض الملاحظات ويتعلق الأمر اولا بسور الثانوية المهدم من جراء اعتداء بعض الشباب على الثانوية واعتدائهم على ملاعبها ويحصل هذا الأمر على مراى من إدارة المؤسسة التي لم تحرك ساكنا . وإذا كان بعض المديرين قد اجتهدوا من أجل الحصول على مساعدات لفائدة التلاميذ فإن مدير ثانوية الزيتون احتكر لنفسه ولكاتبه خط الأترنيت الذي يستعمل ليلا من طرف أبناء المدير والكاتب . ويمكن للنائب بطلب بسيط موجه إلى مصلحة اتصالات المغرب من التأكد من أن الأنترنيت يستعمل ليلا والخطير في الأمر حسب تصريحات التلاميذ أن الأنترنيت غير موجود بقاعة الإعلاميات المجهزة ببعض الحواسيب اليتيمة . اللهم إن هذا منكر يجب على النيابة محاربته . أضف إلى هذا الأمر ما يسمى بمكتب التوجيه والاتصال الذي يوجد بداخله تلفزيون والسدادر تستعمل لنوم الإداريينوشرب الشاي . فأين نيابة الإقليم

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *