Home»Correspondants»حكايا استاد متقاعد ـ الحلقة 9 ـ : أحداث مواكبة للحياة الجامعية ..1

حكايا استاد متقاعد ـ الحلقة 9 ـ : أحداث مواكبة للحياة الجامعية ..1

0
Shares
PinterestGoogle+

كان الحي الجامعي يتكون من جناحين،أحدهما للطالبات والثاني للطلاب.
كان في الشعب كلها طلبة قدموا من شتى أصقاع العالم: من أقاصي أفريقيا،ومن معظم دول أوروبا كيوغوسلافيا سابقا،ثم من كوريا وتايلاندا وغيرها.
وإذا أضفنا إلى هؤلاء، الطلبة القادمين من كل جهات المغرب،لقلة الجامعات يومئذ،فإن النتيجة في النهاية كانت ذلك الفسيسفساء الذي أنتجه هذا الخليط.
كان من الطبيعي أن تتوسع مداركنا وتجاربنا،عندما يستعرض كل فريق من هؤلاء الطلبة مواهبهم في تمثل التراث الذي تزخر به بلادنا،حيث كنت تصادف مجموعات من الجنسين تستمتع بمقطوعات غنائية تختصر كل الفلكلور المغربي.
ومن الوقائع التي ستظل عالقة بذاكرتي،إحدى لحظات الانتشاء التي انتزعناها من طالب من قدماء ثانوية عبد المومن اشتهر ببراعته في أداء أغاني محمد عبد الوهاب.
كان صاحبنا قد حصل على نقطة الامتياز،وبعدما هنأناه على هذا الإنجاز،التمسنا منه أن يشنفنا بأداء الرائعتين: ،،الهوى والشباب،ثم : عندما يأتي المساء،.
كنا مجموعة قليلة من معارفه نذرع جنبات الحي،فشرع الشاب يخرس الألسن المنتشرة هنا وهناك،وما هي إلا لحظات حتى صرنا وسط جيش من المعجبات وهن يطلقن الزغاريد ويتوسلن إلى المطرب الموهوب أن يعيد المقطوعتين ،فلم يكن له من خيار إلا إرضاء هذا الموكب الذي كبر!
لقد كان الذوق رفيعا،والغناء راقيا،والطلبة في مستوى كل الأحداث،مما جعل الحياة في الجامعة أزهى فترات حياة الطلاب.
أما الواقعة الثانية،فهي من جنس الأولى،لكنها بصيغة أخرى.في إحدى المناسبات،استدعى مدير الحي جوق إذاعة فاس برئاسة ذ.أحمد الشجعي ،فأحييى سهرة لفائدة الطلبة.
تمكنا من استدراج الجوق ليعزف أغنية لفريد الأطرش على أن يؤديها زميلنا البشير ب.الذي كان صوته يتماهى مع صوت فريد الأطرش،مما جعل الحضور يعبر عن إعجاب لا يوصف،لكن الأمر لم يقف عند هذا الحد.
كان في الحي طالب من أمازيغ الأطلس المتوسط يعاني من عاهتين تغلب عليهما بأدائه الرائع لتراث الأطلس.
تقدم من رئيس الجوق،وطلب منه أن يعيره الدفوف فلم يمانع هذا الأخير.
أخرج الشاب يده من جيب جلبابه ،ثم أطلق موالا تلقفه المنحدرون من الأطلس إناثا وذكورا وكان التجاوب فوق الوصف،وعندما حمي وطيس الأداء الذي كان قائد ،،الاركسترا،،يتحكم في إيقاعه المتصاعد،اختلط الحابل بالنابل على الحلبة لأن المجموعة أرغمت الجميع على التفاعل!
بمثل هذه الإبداعات التلقائية،كانت أجواء الحي الجامعي تغني عن توخي المتعة في مكان اخر.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *