Home»International»شهيد يقتل شهيدا أم القاتل والمقتول في النار ؟؟؟

شهيد يقتل شهيدا أم القاتل والمقتول في النار ؟؟؟

0
Shares
PinterestGoogle+

صدق من قال شر البلية ما يضحك. ولا يسع المرء إلا الضحك وهو يبكي و يتابع الأخبار الواردة من لبنان الجريح، وهو ضحك المرارة القاتلة وليس ضحك التسلية والتشفي والشماتة. لقد شيع ضحايا الاقتتال وكل طائفة تسمي قتلاها شهداء مما يعني أن الشهداء قتلوا الشهداء ، وهو منطق يناقض العقل و تعاليم الإسلام التي تنص على أن الاقتتال بين المسلمين القاتل فيه والمقتول في النار لوجود النية المسبقة عند كل منهما بقتل الآخر.

لقد عرضت الشهادة بالرغم من قدسيتها في سوق المزاد العلني ، أو صارت قضية للمزايدة لإخفاء التشوهات السياسية للفرقاء اللبنانيين. ولا أحد استطاع امتلاك نفس الشجاعة التي دفعته لحمل السلاح والعنف للاعتراف بمصدر إملاء القرار الخارجي هنا أو هناك و الذي يجعل من لبنان حقل للتجارب أو مخبر للتجارب.

والمضحك أيضا أن تصدر من مصادر إملاء القرار الخارجية تصريحات تحدثنا عن الآثار التي يمكن أن يخلفها الصراع الداخلي اللبناني على علاقاتها هي ، وليس على المجتمع اللبناني الذي يكتوي بنار الفتنة المستعرة. لبنان في حاجة إلى قيادة منتخبة ديمقراطيا، ومن الصعب إيجاد قيادة ينعقد حولها إجماع في بلد طائفي. ولبنان في حاجة إلى جيش قوي، ومن الصعب أن يحصل ذلك مع وجود ميلشيات مسلحة. لبنان في حاجة إلى استرجاع أراضيه المغتصبة من طرف إسرائيل ، وفي حاجة إلى من يدافع عن سيادته الوطنية ، ولا يمكن ذلك إلا بوجود جيش قوي أو مقاومة صامدة ، وذلك غير ممكن لوجود جيش متواضع لا يقوى على صد العدوان الإسرائيلي ، ولوجود مقاومة تواجه معارضة الفرقاء في الداخل إلى جانب مواجهة الأعداء في الخارج ، مع إظهار نواياها العقدية المهددة للعقائد الأخرى مما يجعل هذه المقاومة ذات لون عقدي معين وهو ما لا يخدم لبنان.

لبنان في حاجة إلى أن ترفع عنه أيدي المتدخلين من هذا المعسكر أو ذاك ، وفي حاجة إلى أن ينأى بنفسه عن تصفية الحسابات الخارجية فوق أراضيه.
إذا كانت الولايات المتحدة تريد تصفية حسابها العسكري مع إيران فليكن ذلك فوق هضبة إيران. وإذا كانت السعودية تريد تصفية حسابها المذهبي مع إيران أو العكس فليكن ذلك فوق أراضيهما. أما القضية الفلسطينية وهي القضية المطية فلا معنى لركوبها في كل ما هب ودب من أجل تأجيج صراع فوق رقعة بلد صغير عرف أقسى تجربة في العصر الحديد عندما دمرته الحرب الأهلية التي خدمت مصالح إسرائيل ومصالح غيرها بامتياز.

لا أحد يمكن أن يمنع من شرف الدفاع عن فلسطين، وكل ما يمت بصلة لذلك شريطة ألا يرتزق بالقضية المقدسة لتسويق صفقات مكشوفة.
على كل الفرقاء في داخل وخارج لبنان بدءا بإيران والسعودية والمعارضة والموالاة الاتفاق حول تحديد العدو الحقيقي وهو أمريكا وإسرائيل والتصريح بذلك ثم بعد ذلك اعتماد الحوار فليكن ساخنا أو ما شاءت الأطراف ولكنه يفضي في النهاية إلى استقرار سياسي في لبنان . أما الخلاف المذهبي فيجب أن يترك لقناعات الأتباع دون اللجوء على أساليب الترهيب والترغيب والدعاية والدعاية المضادة. أما أسلوب التخوين الذي تتبعه جميع الأطراف سواء الاتهام بالعمالة لأمريكا وإسرائيل أو العمالة لإيران وسوريا فهو لعبة يشارك فيها الجميع، وبمقتضاها يتهم الجميع.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. azzou samir
    16/05/2008 at 13:57

    « أما أسلوب التخوين الذي تتبعه جميع الأطراف سواء الاتهام بالعمالة لأمريكا وإسرائيل أو العمالة لإيران وسوريا فهو لعبة يشارك فيها الجميع، وبمقتضاها يتهم الجميع »
    من وجهة نظر انتربلوجية خاصة مشكلة العرب و المسلمين ترجع لتاريخ بعيد. فقبل ان تكون نظرية « المؤامرة » وما اسميتموه ب « التخوين » كانت طبعا اربع اصطدامات بين الصحابة وهي نفسها حرب دنية guerre civile واحدة منها كلفت المسلمين 4000 قتيل من الطرفين … كل ذلك باختصار شديد اورث نظاما جديدا متمثلا في دولة الامويين حيث ظهرت مسالة الحتمية fatalité وغاب الاختيار الحر و الشورى
    نتيجة هذا التحول الجذري لخطير هي عزل العلماء اي التشردم الحاصل بين الطبقة السياسية الحاكمة والفئة المفكرة مااعطى في الاخير ازمة القل المسلمla crise de pensée
    هذاالاخيرهوالذييهمناومنهنبدا
    من مظاهر ومخلفات هذه الازمة الانحصار في التفكير لدى الانسان المسلم بخصوص مجموعة اشكالات لم تحسم لا في التاريخ وحسبما اراه لن تحسم ولن تفك الا بتهييئ ظروف معينة
    اولهااعتمادالاصل والمرجع لla sourseالذي هو القران والسنة النبويةالشريفة و فقط.///
    يعني اذا كان دم الانسان في الشريعة حرام فما بالك بقتل المؤمن فيهذا المثال الذي يعنينا يقول تعالى : « و من يقتل مؤمنامتعمدا فجزاؤه جهنم وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا مهينا »
    الواضح الجلي هو فداحة الجريمة وموقف ابن عباس واضح في شانها – لكن المشكل هو بحث المنظرين في هذه المسائل عن مسالك اعتبرها واهية كما كان لي محاورة مع الشخ الدكتور امير شيشي اذ يقول ان الموحد لا يخلد في النار
    نوعية الفقه السائد يمكن ان نحصره في بوتقة معينة لايتعدى فيها حيز البدعة والفتنة. وعليه يكون حل هذه الاشكالات باعطاء حرية للعقل لاعادة قراءة التاريخ وفلسفة الوقائع والملابسات طبعا بضوابط واصول ثم عدم الاختفاء وراء التنظير لاختلاف اوالافهام الخاصة

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *