اعتقال الولايات المتحدة للمواطنين العرب بسجن كوانتانامو مساس بسيادة دولهم
لقد كان إطلاق سراح مجموعة من المواطنين العرب والمسلمين المعتقلين بسجن كوانتانامو أمس الأول عبارة عن استفزاز لمشاعر العرب والمسلمين من طرف الولايات المتحدة الأمريكية التي سمحت لنفسها بالقصاص من كل المواطنين العرب والمسلمين بغير وجه حق تحت ذريعة أحداث الحادي عشر من سبتمبر التي لا زالت الشكوك تحوم حول حقيقتها ، بل يعتقد الكثيرون أنها مفبركة لغرض تبرير غزو بعض البلدان واستنزاف خيراتها كما تبين بكل جلاء.
ولعل اعتقال مواطنين عرب لمجرد وجودهم على الأراضي الأفغانية أو الباكستانية هو ظلم صارخ وأسلوب همجي يناقض ما تتبجح به الولايات المتحدة من رعاية للديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم ، كما أنه مساس صارخ بسيادة دول المعتقلين إذ كان من المفروض أن تتولى دولهم توقيفهم على أساس دلائل إثبات تؤكد علاقتهم بالتهم المنسوبة إليهم ، وفق معاهدات تعاون أمني تقرها الأمم المتحدة . وكان من المفروض أن يقضي المدانون فترات عقوباتهم في بلدانهم الأصلية حفاظا على كرامتهم الإنسانية وعلى سيادة بلدانهم. فالبلدان التي أهملت مواطنيها أو تنكرت لهم وهم يعانون في معتقل كوانتانامو ويعاملون أبشع المعاملات هي دول لا تهتم بمواطنيها ومن ثم لا تهتم باعتداء الولايات المتحدة على سيادتها. وعلينا أن نتصور موقف الولايات المتحدة لو أن دولة عربية اعتقلت أحد مواطنيها في نفس ظروف كوانتانامو. ولا زلنا نتذكر كيف أرسلت الولايات المتحدة قواتها إلى إيران يوم اعتقل رعاياها هناك في سفارتها إبان الثورة الإيرانية غضبا لكرامة مواطنيها ولسيادتها.
ولقد كان الإفراج عن الصحفي السوادني سامي الحاج انتصارا نوعيا لحرية الصحافة العربية التي كشفت زيف الصحافة الأمريكية والغربية التي دأبت على تزوير الحقائق لتضليل الرأي العام في بلدانها وفي باقي بلدان العالم خصوصا الإعلام المأجور من طرف كبريات الشركات أو جماعات الضغط. لقد كشف سامي الحاج عن جرائم الولايات المتحدة في أفغانستان حيث استأسدت على شعب أعزل ضعيف يعاني الفقر ودمرته بلا رحمة ، وكشف أيضا فضائح معتقل كوانتانامو التي ستظل وصمة عار في جبين الأمريكيين كما كانت معتقلات محاكم التفتيش والمعتقلات النازية المخزية. ولقد كان موقف الحكومة السودانية مشرفا عندما استقبلت مواطنها المعتقل استقبال الأبطال دون تجريمه أو إعادة اعتقاله كما فعل بالعديد من العائدين من المعتقل الرهيب في شتى البلاد العربية والإسلامية ، كما أن السودان لم تنس يوما مواطنها لأنها كانت مهتمة بسيادتها المنتهكة.
فمتى ستغضب الدول العربية والإسلامية لكرامة مواطنيها الممتهنة وسيادتها المنتهكة ؟ ومتى ستطالب بمحاسبة الولايات المتحدة الأمريكية أمام هيئة الأمم المتحدة ؟ وهي هيئة أفرغت من دلالاتها بسبب تسلط وتجبر الولايات المتحدة التي لم تعد تحفل بدول العالم ، وباتت تعتبر نفسها فوق طائلة القانون الذي توظفه حسب مصالحها كما تشاء.
إن الكرامة الإنسانية تفرض احترامها على كل دول العالم مهما كانت إذ لا يجوز الاعتداء على حريات مواطني دول العالم مهما كانت الذرائع لوجود قوانين تنظم العلاقات الدولية ، وتحمي سيادة كل دولة مهما كان حجمها العسكري أو الاقتصادي من كل عدوان مهما كانت جهته أو قوتها العسكرية والذي يستهدف سيادتها وكرامة مواطنيها كما هو حال الولايات المتحدة التي أهانت العديد من الدول العربية والإسلامية إهانة غير مسبوقة في التاريخ .
1 Comment
ولو كانت لهذه الدول سيادة هل كانت الولايات المتحدة الأمريكية تجرأ على سجن أبنائها؟