Home»Correspondants»أبو البراميل و بئس المصيــر

أبو البراميل و بئس المصيــر

0
Shares
PinterestGoogle+

لقد لفت انتباهي لفظ جميل أطلقه أحد المناضلين الظرفاء ، على السفاح  » بشار الأسد » ،.حين أسماه صاحبنا ، في إحدى النشرات على الفايس بوك بـ  » أبو البراميل »، تَيَمّـنًـا ببراميل المتفجرات والمسامير التي يقتل بها بشار شعبه ، الرافض لحكمه ..
يأتي هذا في سياق دخول الحرب الشعواء التي يشنهـا أبو البراميل ومن معه، على شعبه، بمختلف طوائفه ، عامها الخامس ، ولا يبدو في الأفق القريب نهاية لها ، اعتبارا لبلوغ القضية مبلغا لم تعد العودة فيه ممكنة ، سواء لأبي البراميل نفسه، أو بالنسبة للثوار الحقيقيين، الذي لا يزالون يكابدون كل الصعاب والعقبات ، والذين يتعرضون لمختلف المناورات و الدسائس من طرف أدعياء السوء ، من الغرب والعرب معــا .. فلا الغرب أمدّهم بالسلاح الذي يرجح كفتهم ميدانيا ، ولا العرب ساندوهم بما يلزم من دواء و غطاء وألبسة ، وذلك أضعف الإيمان، هذا ناهيك عن اللاّموقف الذي اتخذه بعض حكام العرب ،اتجاه الثورة السورية المباركة .. بل إن العرب الآن باتوا أكثر تشرذما و ضعفـا ، من أي وقت مضى ، تشرذم لا يسمح لهم باتخاذ الموقف الموحد الصحيح، الذي يفقأ عين الكائدين، ويقطع الطريق عن المناورين ، من الأوربيين و الأمريكان المنافقين، ومن الروس القتلة السفاحين ، أعداء الملة والدين ، و إخوة الصهاينة الغاصبين.. فها هم عسكر الجزائر المريضة يعلنون جهارا ، دعمهم ومساندتهم لأبي البراميل ، طبعا لأنهم كانوا أسبق منه في تقتيل وتشريد شعبهم ، خلال العشرية السوداء بالجزائر ، وهم بذلك يضعون تجربتهم الإجرامية بين أيدي قتلة مليشيا النظام السوري البائد، ومجرمي حزب الله ، الذي فقد البوصلة نهائيا، واختار توجيه بندقيته نحو صدور السوريين ، بدلا عن الصهاينة الغاصبين .. كما وضع عسكر الجزائر المجرمون أيضا ، كل أوراقهم بين يدي الملالي الحاقدين ، ومليشيات الفرس المجرمين ، الذي عاثوا في البلاد فسادا ، وفي سنة العراق وسوريا تنكيلا و تقتيــلا وتشريدا . وها هو نظام عسكر المحروسة أيضا ، يبادر إلى إعادة ربط جسور المودة و التضامن مع نظام أبو البراميل، بعدما أحس أن مصلحتهما واحدة ، وأن مصيرهما واحد، فلما لا تكون وسيلتهما أيضا واحدة ، وهي التقتيل والتنكيل والنفي ، لكل من سولت له نفسه الوقوف أمام جشع السفاحين ، وصلف الطغاة والمجرمين .
إنه من الغباء والسذاجة السياسية ، أن يعتقد المرء أن العملية السياسية بالشكل الحالي، قد تحل المشكلة ، وتتجنب النكبة السورية ،لأن الدول الكبرى تستطيع – إن هي أرادت – إرغام كل الأطراف على الحل ،بما يحفظ حقوق الجميع، بما فيه حق المتابعة القانونية على جرائم الحرب ، من هذا الطرف أو ذاك ، ولكنها ليست معنية إطلاقـا، سوى بما يحقق مصالحهـا في المنطقة، ويطلق يدها فيها ، بالشكل الذي تراه هي مناسبا ..
ولذلك ، فإن المعركة الآن ، هي معركة وجود، سواء بالنسبة للسفاح بشار ومن معه ، أو بالنسبة للثوار الحقيقين الموجودين على الميدان ، لأن « أبا البراميل » لن يتنحى عن الحكم، وليست له نيـّـة ذلك ، و لو شاء لكان فعل منذ البداية ، مجنبا بلاده ما لحق بها من كوارث ودمار ، و حَاقِنًا لدماءَ شعبه و جيشـه .. و لأن الثوار لم يعد لهم من فرصة للعودة ، فمواصلة المواجهة هو الاختيار المتبقي أمامهم .. فإما الحياة بإنسانية أو الموت بكرامة .. خاصة أنهم كانوا قد حملوا أرواحهم على أكتافهم ، وثاروا في وجه الطغيان ، ليس من أجل تأسيس منطقة حكم ذاتي ،يتفضل بها عليهم بشار و من وراءه، ولكنهم ثاروا من أجل كل السوريين . على أرض كل سوريا الواحدة الموحدة .. أما أولائك « الثوار » الذين يحومون حول دمشق منذ مدّة ، دون أن يقتحموها، الذين وضعوا أيديهم في يد الإرهاب القاعدي و الداعشي ، فمثلهم مثل آخرين يقبعون في فنادق اسطنبول الفاخرة ، أو خلف شاشات حواسيبهم .. فإن أقل ما يقال عنهم أنهم مُسَوقون للجراح و باعة للأوطان !!
أما « أبو البراميل » هذا ، فمهما طال الزمن ، ومهما تمنّعت الآمــال ، و توالت الآلام ،فإن المطاف سينتهي به لا محالة ، في برميل من براميله القذرة ، بعد أن يحشر فيه حيّــا، ليتم عرضه على الناس أيــاما معدودة ، في ساحـة من ساحات دمشق التاريخية ، ثم يفجّــر هُو  وَ البرميل في الجـو ، لتتناثر أشلائه ويتوزع دمـه على كل طوائف سوريا الجريحة ، وينال بالفعل لقب  » أبو البراميل » عن جدارة واستحقاق ،وبئس المصيــر .
محمد المهدي ـ تاوريرت
19\05\2016

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *