افتتحت جماعة العدل والأحسان   الأيام التواصلية  يومه  الأثنين 20/03/2006 بندوة حول " مفهوم التربية  عند  جماعة العدل والأحسان  " ولقد تناول السادة المحاضرين  مفهوم التربية في المنظور الأسلامي كما جاء به القرآن الكريم ، وكما اوردته السنة النبوية الشريفة ، وابرزت المداخلة الأولى ان مفهوم التربية عند جماعة العدل والأحسان يعتبر من اولى الأولويات لأن الأنسان هو قبل كل شيء تربية ، والتربية الأسلامية التي تستند على الكتاب والسنة هي وحدها القادرة على بناء انسان  مسلم  قوي ايمانيا وقوي عقلا ، وقوي جسميا وقوي روحيا ، فالتربية في المنظور الأسلامي تربية كاملة ومتكاملة  لأنها تتخذ كمرجعية لها الكمال الذي يجسده القرآن  الكريم والسنة النبوية الشريفة
اما الماخلة الثانية والتي قدمتها احدى مرشدات الجماعة ، فركزت فيها على مفهوم التربية عند جماعة العدل والأحسان بخصوص المرأة المسلمة ، بحيث ابرزت السيدة المحاضرة اننا عندما نقول الصحابة فاننا بذلك لا نقصد الرجال من صاحبة رسول الله وانما يقصد من ذلك الصحابة رجالا ونساء ، واعتبرت  المحاضرة ان رسول الله  صلى الله عليه وسلم عرف بأنه اعظم مربي في تاريخ البشرية ، وذلك ليس بشهادة المسلمين فحسب وانما بشهادة العديد من المستشرقين الغربيين  ،  حيث يقول أحد المستشرقين " يكفي محمدا فخرا انه خلص امة ذليلة …"  ولهذا ترى جماعة العدل والأحسان – تقول السيد المحاضرة – ان العديد من الصحابيات لعبن ادوارا مهمة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لنصرة الأسلام واعلاء كلمته  فمنهن من حاربن بجانب الرجال في العديد من الفتوحات ومنهن من تعلمن العلم وعلمنه غيرهن من النساء والرجال ، ومنهن من قدمت العدي من ابنائهن شهذا في غزوة واحدة  ولم يزدها ذلك الا فخرا …وأضافت السيد المحاضرة  "ان خلاص آخر هذه الأمة لا يتم الا  بما خلص به اولها " الا وهو اتباع نهج  رسول الله صلى الله عليه وسلم والسير على نهجه التربوي القويم ، … ولذلك ترى الجماعة انه ليس هناك من طريق للنهوض بالأنسان المسلم الا بالتربية ، والتربية لا تؤدي  غاياتها كاملة الا اذا توجهت الى الأنسان في كليته ، … وذلك حتى يؤهل لتحمل المهمة والأمانة  التي كلفه الله بها " وما خلقت الجن والأنس الا ليعبدون " … وابرزت السيدة المحاضرة مفهوم  ونهج التربية  عند جماعة العدل والأحسان والتي تركز على العقل والقلب والجسم ، …. كما ابرزت السيدة المحاضرة دور الصحبة  واهميتها في العملية  الأيمانية  ، وان التربية ينبغي ان تكون وسط الجماعة الصالحة لأن هذه الأخيرة توفر بيئة صالحة للعمل التربوي السليم ، لهذا فالصحبة ضرورية عند المسلم  ، والصحابة رضوان الله عليهم كانوا يلازمون جلسات رسول الله  صلى الله عليه وسلم  ويصاحبونه في كل وقت وحين لينهلوا منه  المعنى التربوي القويم …وتحدثت المحاضرة عن مجالس جماعة العدل والأحسان  وهي مجالس تتكون من  :  – مجالس الأخوة ، ومجالس الأخوات – ويضم برنامج هذه المجالس  قراءة القرآن  وتدارسه  ، كما تضم مواضيع في الوعض والأرشاد  ، ومواضيع في الفقه  ، وقيام الصلاة والنوافل والمداومة عليها  ، بالأضافة الى   المداومة على الأذكار المسنونة عن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  كأوراد  يلتزم بها الأنسان مع نفسه … كما تضم  مجالس الجماعة ايضا  المجالس الأيمانية والتي تتعلق بالرباطات  والأعتكاف ، والرباط الأربعيني  ، هذا بالأضافة الى العديد من الأنشطة التي  ينضمها ويؤطرها العديد من السادة الأساتذة …
اما مداخلة السيد محمد عبادي مرشد الجماعة بوجدة فلقد ركز على مختلف ما يروج حول الجماعة من  انتقادات حول  موضوع الرؤى  ، بحيث ان  الهجوم على الجماعة اكتسى – كما يقول السيد عبادي – طريقة ممنهجة للنيل من الجماعة ومن مرشدها ومن  اعضائها وذلك بترويج العديد من الأساطير حول الجماعة اما على شكل كتب او مقالات صحفية او اشرطة …كما ابرز السيد محمد عبادي ان مسألة الأشاعات حول جماعة العدل والأحسان منطلقها الغرب بالأساس لأنه هو  " الذي ينظر الينا  باننا متطرفون ،  وظلاميون ،  وماضويون …" واننا في نظر مختلف الأشاعات – يقول السيد عبادي –  لانريد الا الحكم  والكراسي ، …" فنحن لا نخفي هذا ولكننا لا نريد الحكم لذاته وانما نريد ذلك  كوسيلة لأعلاء كلمة الله ونصر الأمة …" ولهذا  اشار السيد عبادي ان ما نشرته  هذه  الأشرطة حول جماعة العدل والأحسان كله كاذب ولا علاقة له بالجماعة ولا بنهجها ، ولا بسلوكها التربوي الذي يعتمد على الكتاب والسنة " لهذا نريد التواصل  مع الأخوة الحاضرين  قلبيا وفكريا  وعمليا …وهذا هو الهدف من هذه الأيام التواصلية "  حتى  تسنح الفرصة لكل من اراد ان  نتواصل وان نتحدث وان نتناقش … من أجل انقاذ امتنا التي تغرق يوما بعد يوم  في كوارث سياسية واجتماعية واقتصادية  دون ان ندري الى اين تسير الأمة … فالمسلم هو الذي يمد اليد الى أخيه المسلم  للخروج به الىشاطيء  السلام … فاساءة الظن  بعضنا ببعض  لا يمكن ان يؤدي الى التعاون … ولا يخدم الا اعداء الأمة ،  لذا ينبغي على اخواننا ان يتعرفوا علينا عن كثب حتى  نتآلف ونتعاون  ولتكون غايتنا جميعا هي  بناء الأمة وبناء الأنسان المسلم من جديد لأنه انسان تعرض للتخريب من طرف مختلف الأيديولوجيات  ومختلف انماط التفكير المخربة  لقيمنا ولأمتنا  ولديننا …
وبعد ذلك فتح باب النقاش ، والتدخلات من طرف الحاضرين ،  سواء كانوا من اعضاء الجماعة او من غيرهم  وكما قال الأستاذ المنشط لهذه الندوة " اننا على استعداد لتقبل انتقاداتكم بصدر رحب   فنحن هنا بالأساس لنسمع انتقاداتكم  ومآخذكم علينا "
هذا ولقد عرفت القاعةحضورا  مكثفا  سواء من طرف  اعضاء الجماعة او من غيرهم من المثقفين الذين   سيستغلون هذه الأيام التواصلية للأطلاع عن قرب على فكر الجماعة في مختلف الأمور سواء منها التربوية او السياسية او منظور الجماعة حول المرأة  بالأضافة الى  ماهو المقصود بالميثاق الأسلامي في فكر الجماعة  وموقفها  المتعلق بنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ان جماعة العدل والأحسان ستخصص  ايضا صبيحة خاصةبالأطفال  قبل ان تختتم الأيام التواصلية .