« على الرئيس السوري أن يرحل » قراءة للمشهد السوري
(على الرئيس السوري أن يرحل) ذلك ما صرح به سلمان ملك المملكة السعودية من البيت الأبيض لدى استقباله من طرف الرئيس الأمريكي باراك أوباما .و ذلك ما صرح به أيضا وزير خارجية الدولة السعودية عادل الجبير من موسكو أثناء استقباله من طرف الرئيس فلاديمير بوتن. و في كل مناسبة يردد نفس الأمر و ليس نفس الرجاء،بالرحيل للرئيس الذي أراده 70% من السوريين.دول غربية كفرنسا ذهبت نفس الاتجاه و كذلك بريطانيا و الولايات المتحدة الأمريكية و إسرائيل و دول خليجية أخرى،و دول تسير في هذا الفلك…
و الحق أن من له الحق بطلب رحيل الرئيس هم أهله من بني وطنه(أي السوريون أنفسهم) و إلا اعتبر تدخلا خارجيا مرفوضا في شؤون الآخرين.إن أمر سوريا لا يعني من قريب أو من بعيد أي بلد عربي كيفما كان وضعه و قيمته،و لا أية دولة غربية كيفما كان ثقلها السياسي،لان ذلك كله يصب في مصلحة إسرائيل. و من يقف إلى جانب إسرائيل من العرب فهو يهودي صهيوني مندس…ولأن لا احد من الزعماء من العرب و العجم، يرضى لنفسه أن يعتبر قاصرا في نظر الغير،و يمارس عليه الحجر أو الوصاية من طرف الآخرين ،أي لا وصاية لبلد على آخر… و لا لإنسان على آخر… و كل زعيم عربي تدخل في هذا أمر الاآخرين يعتبر عملا وقحا و لا أخلاقي…
والمعلوم عند الخاص و العام أن العائلة المالكة السعودية ،هي التي تتحكم في مصير البلاد و العباد و في ثرواته و تبددها كما تشاء في خلق المشاكل للدول الاخرى، معتبرة الشعب السعودي، جماعة من الخدم و العبيد،أو مواطنين من درجة ثالثة، مستعينة بنظامها الديني المتخلف و المتعصب و المنغلق ( السلفية الوهابية التكفيرية) الذي يجعل الطاعة العمياء لولي الأمر من فرائض الدين و نحن في القرن 21. وبنظامها السياسي الأوليغارشي الذي يحتكر السلطة و يمنع أي قيام لأي حزب سياسي أو مشاركة في الحكم خارج العائلة الحاكمة،أو برلمان أو صحافة حرة،أو قناة إخبارية خاصة لها رأي مختلف و ليس مخالفا، أو أي شكل من أشكال الاحتجاج حتى لو كان سلميا،أو أي شكل من الأشكال التعبيرية المخالفة( حتى لو كانت قصيدة شعرية تطالب بالإصلاح) باعتبار ذلك من البدع الغربية التي هي دار الكفر و الإلحاد في نظرهم…
و المعلوم أيضا أن المملكة دخلت مع مجموعة من الدول الخليجية الأخرى، في أحلاف عسكرية و مالية مع أمريكا و إسرائيل و تركيا و بعض من الدول الغربية،لخنق أي توجه عربي يطالب بالحريات و الحقوق،أو يطالب باسترداد الأرض المنهوبة من طرف الدولة الاستعمارية الصهيونية( من فلسطين و لبنان و الأردن و سوريا. أما مصر فهي لا تقدر أن تتصرف إلا بالأمر الإسرائيلي في سيناء وهي ارض مصرية أرجعت صوريا باتفاقية التصالح في قمة كامب ديفيد)…
هذا الحلف دخل في مؤامرة لقلب الأنظمة في تونس و الجزائر و مصر و ليبيا و السودان و اليمن و العراق و سوريا.و هي كلها كما يلاحظ، أنظمة جمهورية و ليست ملكية أو إمارات، وكان لها مواقف مؤيدة في وقت من الأوقات للقضية الفلسطينية أو ناقمة على الأنظمة المتخلفة الخليجية.
تعتبر سوريا بلدا جمهوريا موال لإيران و حزب الله، و هي بهذا تكون حلفا ضد التدخل الخارجي و خاصة الأمريكي في البلدان العربية لنهب خيراتها .و هي التي تسمي نفسها بالدول المقاومة للمشروع الإسرائيلي الأمريكي، الذي يريد ابتلاع مزيد من الأراضي و الاستحواذ على مزيد من الخيرات العربية،بواسطة السلم أو الحرب (العصا و الجزرة)…كما تعتبر سوريا واحدة من البلدان التي وقفت ضد هذا المشروع الإسرائيلي –الأمريكي.
كثير من الدول العربية و خاصة الخليجية، تريد التطبيع مع دولة إسرائيل ولا تنتظر إلا الفرصة المواتية.و الطريق هو تصفية القضية الفلسطينية أو التخلص من مشاكلها إلى الأبد بالسماح لليهود بتطهير فلسطين من أهلها بالحروب و التهجير.السلام مقابل السلام هو ما تفرضه إسرائيل على العرب، و ليس السلام مقابل الأرض كما كان العرب يطالبون به سابقا.
كما أن الدولة السعودية تعتبر نفسها بما تملك من مال و ثروات وصية على العالم العربي بما فيه سوريا،و ترى أن الحلف السوري الإيراني موجه ضدها لأنه يقوض زعامتها منهجها الديني التكفيري .و تعتبره تدخلا في الشؤون العربية التي تعتبر نفسها وصية عليه بما تملكه من مال و بترول ومكانة دينية (وجود مكة).
إيران في نظرهم دولة شيعية ،مجوسية ،فارسية،و ليس لها الحق أن تقترب من العرب أو أن تصدر لهم المشروع الشيعي الذي يعتبر العدو رقم 1 عند السنة السلفيين التكفيريين على اختلاف ألوانهم. و إسرائيل لم تعد العدو رقم 1 بل تحولت إلى عنصر من الحلف العربي المعتدي على الشعوب العربية… و المشروع النووي الإيراني ما هو إلا مبرر سياسي لمناهضة (التمدد)الإيراني أو التقليص من نفوذه، باعتبارها دولة دخلت نادي الدول التي تنتج الطاقة النووية بخبرة محلية حققت الاكتفاء الذاتي في غذائها. و تشارك في سباق التطور العلمي و الصناعي و العسكري مع الدول الكبرى. وتمتلك القرار السياسي و لها اكتفاء و لها اقتصاد قوي، استطاع أن يصمد أمام مشاكل عدة منها الحرب العراقية الإيرانية، و الحصار الاقتصادي الغربي، منذ قيام الثورة الإسلامية إلى يومنا هذا. …
الدولة السعودية و تركيا لا تريد نظام الأسد لأسباب شخصية و إيديولوجية(ارتباطه بحلف مع إيران و روسيا)،و لهذا انخرطتا مع دول الخليج و الأردن و إسرائيل و الولايات المتحدة الأمريكية و بعض الدول الغربية في إثارة الفتن و القلاقل في سوريا و في محاولة لقلب نظام الحكم، ولتصدير النهج الاخواني و النهج السلفي الوهابي، بالتدخل العسكري و ادخلا الجماعات المسلحة من جميع أصقاع المعمور،تحت يافطة الجهاد في سبيل الله في أنظمة الكفر و الإلحاد…
اقترح المنتظم الدولي المعتدي على الأسد،إما المنفى الاختياري في روسيا أو الجزائر أو إيران،أي الرحيل أو متابعة الحرب بإدخال جماعات مسلحة قيل عنها أنها ذات توجه معتدل.و كان من نتائج هذا الاعتداء و العدوان تخريب ممنهج في البنية التحتية من طرقات و مطارات مدنية و عسكرية و مدارس و جامعات و مستشفيات و منازل المواطنين و ثكنات عسكرية،و قتل بوسائل مختلفة الذبح و الغرق و الحرق و الخنق و (الشواء كما تشوى الشاة) و كل أشكال القتل الهمجية، من عبث بالجثث و قتل و تدمير بواسطة السيارات المفخخة و الصواريخ الموجهة و العشوائية الخ.. و تهجير للسكان الآمنين من بيوتهم و أرضهم ووطنهم إلى أوطان أخرى مما شكل مأساة إنسانية كبيرة تتحمل الدول المعتدية كلها كل الوزر فيها،و اغتصاب للنساء و بيعهن في أسواق الرقيق كغنائم حرب،و غير ذلك من الممارسات التي تقع تحت شعار الدين و الدولة الإسلامية…
وكان من بين الفئة المستهدفة بالقتل، الأطر في ميدان الطب و العلم و البحث العلمي في الميدان العسكري و الصناعي و الفلاحي.و الهدف أن تعود سوريا إلى عصور الظلام أي العصور الوسطى حيث كانت الكنيسة و التعليم الكنسي المتخلف هو السائد، و لتبقى سوريا بدون كفاءات علمية متخصصة كبلدان الخليج التي لم تستطع الخروج من حالة البداوة و التخلف و التعصب و احتقار الإنسان العربي…
سوريا بلد عربي كان يستقبل كل عربي كان يلجأ إليه،و بلد نشأة القومية العربية و التعصب للعنصر العربي في ثقافته و إيديولوجيته،حققت لنفسها الاكتفاء الذاتي في الميدان الزراعي و الفلاحي،و حققت تطورا في الميدان الصناعي (خربت و سرقت كل المصانع في مدينة حلب الصناعية)،و تطورا في ميدان البحث العلمي العسكري و الطب، وجعلت التعليم مجانيا لأبناء الشعب و كذلك التمريض و التطبيب. و لو تركت لحالها لكانت الدولة العربية الوحيدة التي تودع التخلف،و ترقى إلى مصاف الدول النامية الصاعدة(من الصف الثاني). و لكن الحقد العربي القرشي من أعراب الخليج و الجزيرة العربية حال دون ذلك.لأنهم لا يريدون بلدا مجاورا متقدما في ميادين هم عجزوا أن يجاروه في هذا التقدم العلمي و الصناعي و الطبي و حتى السياسي( نظام علماني لوجود طوائف غير مسلمة و أخرى غير موحدة).
و يكفي أن نقول،و نحن كنا طلبة في جامعة محمد بن عبد الله بفاس ،نشهد أن الأطر العلمية السورية التي كان المغرب يستعين بها في الدراسات العليا كانت أرقى تكوينا معرفيا و منهجيا و ثقافيا و الماما وجدية في العمل من الأطر المصرية و التي كانت هي الأخرى تدرس بنفس الجامعة ( لا وجه للمقارنة بين السوريين و المصريين).
سوريا هي بلد الحضارة و الثقافة و الفن و الموشحات…و بلد التعايش السلمي بين أبناء الوطن من الطوائف المختلفة المتدينة و غير المتدينة،العربية الأشورية و الكلدانية و الكردية و التركمانية و الأرمينية و غيرها، و طوائف متنوعة من المسيحيين للكنيسة الروسية أو الكنيسة اليونانية أو البابوية.و من هذا المنطلق فهي مستهدفة لبلقنة هذا التعايش …
أما أعراب الخليج(و مجتمع النعاج حسب تعبير وزير الخارجية القطري السابق، و أشباه الرجال كما ينعتهم بشار الأسد) فالكل يعلم أنها أنظمة أكل عليها الدهر و شرب و ترجع إلى العصور قبل البعثة المحمدية أي الجاهلية الأولى،و يظهر ذلك في طريقة تفكيرهم و لباسهم و عيشهم و تعاملهم مع الأجانب و انغلاقهم الفكري و تكبرهم تكبر الجاهلين،و سلوكهم خارج بلدهم عندما لا يبحثون في الأمور إلا عن الخمور و دور القمار و النساء ،أو عن الشذوذ الجنسي(أمير سعودي يقتل غلامه بأحد الديار الأوروبية)…
و الصحف الغربية و العربية تتناول دائما فضائح هؤلاء القوم أينما حلوا.أما فعله أغنياؤهم مع القاصرات السوريات فمما يندى له الجبين …
يروج عرب الخليج أن النظام السوري في عهد بشار الأسد نظام ديكتاتوري و فاسد،و السؤال المطروح من هي الأنظمة الخليجية التي تسود و تتبنى الديمقراطية في الحكم؟هل تتوفر هذه الأنظمة على برلمان و لو صوري ؟ هل هناك أحزاب موالية أو معارضة؟أو نقابات أو صحف مستقلة لها رأي مستقل عن الحكومة؟هل هناك ذرة من حرية التعبير خارجة عن المدح لولي الأمر؟؟
فمن كان بيته من زجاج لا يرمي بيوت الناس بالحجر.فاين هي الديموقراطية حقوق الانسان و الحريات في بلاد البداوة و الاستجمار؟
حسب هذه الدول مجتمعة أنها كانت سببا في تدمير بلد كانت له حضارة لم يصنعها إنسان من يؤمن بدواء شرب بول البعير و يؤمن برضاعة الكبير.و أن هذه الدول الخليجية تتحمل مسؤولية كل سوري قتل أو جرح أو هاجر هربا من الفتنة أو هجر من وطنه.
يا إعراب الخليج المرضى بالجنس،الم يدفع شيوخكم المراهقين الدنانير من اجل القاصرات السوريات البكر، مستغلين فقرهن و تشرذمهن؟أي استغلال بشع قمتم به لهذا البلد الطيب؟ ذلك ما لا ينساه لكم التاريخ…
Aucun commentaire