تاريخية اسم مدينة وجدة
تاريخية اسم مدينة وجدة:
إن ما يزيد تاريخ وجدة غموضا، و يصعب استنباط الحقيقة إيراد المصادر لأسماء عديدة و متضاربة لهذا المكان، و تجدر الإشارة إلى أن هذا الاسم لم يرد في أي من المصادر المعتمدة و المعروفة، لكن يبدو أن أول من أورده حسب محمد لغرايب هو النقيب لوي فوانو في الجزء الأول من كتابه: » وجدة و العمالة »(ص15) و بعده أورده مولاي عبد الحميد الإسماعيلي في الجزء الأول من كتابه » تاريخ وجدة و أنكاد » (ص15)
و يعتقد محمد لغرايب أن اسم وجدة ربما كان وثيق الصلة بالأحداث السياسية التي طبعت حياة اليهود في البداية بالمشرق العربي، و بعدها في بلاد المغرب، و يضيف أن ما يسند افتراضه: أن هذه الطائفة من يهود حصن وجدة الخيبري الذين كان لهم مع الإسلام الصاعد جولات خاسرة، انتهى بهم المطاف إلى الاستقرار في هذه المنطقة الغنية…لأن المصادر تجعل من هذا المكان الذي ينحصر بين ملوية و تلمسان مرتعا لقبائل عريقة في اليهودية »1
مسألة الحدود الشرقية في القرن العاشر ه (16)م
كانت فكيك المنطقة النائية الواقعة على الحدود الشرقية للمملكة السعدية من المناطق المتاخمة للأيالة التركية عرضة في كل وقت و حين للأطماع و القلائل، الشيء الذي جعل الاهتمام ينصب عليها و يعتمد على وجهائها من العلماء و شيوخ الزوايا و زعماء القبائل و القصور قصد حمايتها و تدعيم سلطة الدولة بها، و ذلك مقابل امتيازات مادية و معنوية من إقطاعات و ظهائر توقير و احترام، تسقط عنهم كل التكاليف، بل و قد يحول بموجبها بعض ما كان يدفعه أهل المنطقة إلى هؤلاء عوضا عن خزينة الدولة. و هو ما وقع فعلا مع زاوية الشيخ عبد الجبار و مع الشيخ عبد القادر بن محمد بن سليمان بن أبي سماحة الذي كان له صيت و لعب دورا أساسيا في ضبط الأمور بالمنطقة بعد وفاة المنصور. » 2
زاوية القنادسة و المخزن خلال النصف الأول من القرن12 ه(18)م
القنادسة هي الواحة الواقعة على بعد ثلاثين كلم على الشرق من واد كير و حوالي خمسة و عشرين كلم جنوب غرب بشار.
أسسها الولي الصالح سيدي الحاج عبد الرحمان بن أحمد دفين الجامع الأعظم منذ حوالي خمس مائة سنة. غير أنها لم تأخذ شهرتها إلا منذ حوالي ثلاث مائة سنة و ذلك في القرن الحادي عشر عندما تخرج
1-طوبونيمية مدينة وجدة و دورها السياسي خلال العصر الوسيط-ص28-مجلة جمعيةتاريخ المغرب- وجدة-ع1/1993م
2-مسألة الحدود الشرقية في القرن العاشر ه (16)م-مصطفى بنعلا- مجلة جمعيةتاريخ المغرب- وجدة-ع1/1993م-ص67
أحد أحفاد مؤسس المدينة من جامعة القرويين و هو الشيخ الورع سيدي محمد بن أبي زيان القندوسي الشهير، فبنى بها زاويته. و قد اتهم بالسحر و الشعودة ففر من فاس و استقر بالقنادسة حيث بدأ يشتهر و يتميز بطريقته، و كان لا بد له أن يتخذ موقفا من المخزن، موقفا فرضته الظروف، و كان ذكيا في فرض شخصيتة على السلطان. »1
قصبة أولاد البشير أو مسعود و دورها السياسي في تاريخ المنطقة الشمالية الشرقية من المغرب:
تقع قصبة أولاد البشير في دشرة برذيل قبيلة بني وريمش بالجنوب الغربي من جبال بني يزناسن. و الوقوف بجانب بقاياها الأثرية يدعو إلى استحضار ظاهرة القايدية أو الزعامة الفردية و ما لازمها من تحالفات قبلية في مغرب القرن 19″2. لقد مثل أولاد البشير أو مسعود هذه الظاهرة في بني يزناسن و تحكموا كقواد للمنطقة في توجيه أحداث عمالة وجدة. و عندما عين أحدهم عاملا بوجدة فيما بين 1874 م-1876 م أصبحت سلطته تسري بشكل رسمي على كل قبائل شمال شرق المغرب.
و نظرا لكون برذيل ظلت مقر سكناه، يمكن القول أن القصبة أصبحت أنذاك العاصمة الثانية للمنطقة الشرقية في عهد السلطان مولاي الحسن. »3
1- انظرالوثيقة رقم1 الممثلة للموقع الجغرافي لزاوية القنادسة
2- انظرالوثيقة رقم2 الممثلة لقبائل شمال المغرب الشرقي في نهاية القرن التاسع عشر
3-انظر الوثيقة رقم 3: توطين منطقة تافوغالت-ايرسلان و محيطها
حقق الوالي محمد ولد البشير ما تطلع إليه، لكن سرعان ما انتفضت القبائل في وجهه رافضة ولايته.فاستند على شرعية منصبه و حاربها، كما استعمل نفوذ الزوايا لإخضاعها لكن بدون جدوى، و ظل المهايا و السجع و أهل أنكاد من ألذ معارضيه، و لم يسلم من معارضة لفه نفسه.
و أخيرا تجدر الإشارة إلى أن العديد من المكونات التاريخية لهذه القصبة ما تزال مجهولة أو تحتفظ بها الذاكرة الشعبية على علاتها، لهذا فإن هذه المآثر التاريخية تتطلب دراسة متكاملة و ضافية بالنسبة لباقي الجوانب الأخرى الاقتصادية و الاجتماعية و العمرانية. و لن يكون هذا العمل ممكنا إلا باستغلال الوثائق المتنوعة من رسائل و تقارير إضافة إلى الرواية الشفوية التي تسير نحو الاندثار، و هو ما يستدعي الإسراع بالاهتمام بقيمتها قبل فوات الأوان.
السعيدية أو « سعيدية عجرود » صلة وصل بين المغرب و الجزائر
بعد احتلال الجزائرسنة1830 طرات تغييرات كبيرة على المغرب الشرقي، حيث أصبحت البلاد مجاورة لقوة عظمى من جهة الشرق، تفوقها قوة و تنظيما، و وقعت المواجهة بين المغرب و فرنسا، و انتهت بتوقيع صلح طنجة يوم11-09-1844م و تلاه اتفاقية مغنية حول الحدود يوم 18 مارس 1845م 1
. و مما جاء في البند الثالث من هذه الاتفاقية أن وادي عجرود يمثل الحد بين المغرب و الجزائر، إلا أن دعاة الاستعمار الفرنسي بالجزائر أنذاك ظلوا يطالبون بأن يكون واد ملوية هو الحد الطبيعي بين البلدين الشقيقين، يضاف إلى ذلك محاولات فرنسا استقطاب القبائل المغربية المجاورة للحدود من أجل خلخلة النظام المغربي و تسقط البلاد فريسة في يد الاستعمار الفرنسي، و قد استصدرت السلطات الفرنسية عدة مراسيم تهدف كلها إلى التغلغل التجاري و جعل قبائل المغرب الشرقي في تبعية مطلقة للشركات التجارية الفرنسية إلا أن السلطان مولاي الحسن (1873-1894م) تفطن لهذا الخطر
1-أنظر دورية الوثائق، مديرية الوثائق الملكية، ع1و2-1976م
الذي كان يهدد البلاد من جهة الشرق، فزار وجدة و ناحيتها سنة 1876م من أجل تمتين الروابط بين المخزن المركزي و الرعية، ثم حاول خلق أسواق مغربية قريبة من الحدود لصرف قبائل المغرب الشرقي عن التوجه إلى أسواق غرب الجزائر، و تمشيا مع هذه السياسة شرع المخزن المغربي في بناء قصبة بعجرود سنة1883م
تقع القصبة عند مصب واد كيس في البحر، و يعرف الجزء الأسفل من الواد باسم عجرود، و لذلك تنعث القصبة في بعض الأحيان بقصبة عجرود، و قد سبق أن أشار أبو عبيد البكري في القرن الحادي عشر الميلادي إلى مرسى عجرود و عده من المراسي الصيفية. »1
سميت السعيدية كذلك نسبة إلى عبد المالك بن علي السعيدي و كان آنذاك عاملا على وجدة(1881-1889م) و هو الذي أشرف على بناء القصبة بأمر من السلطان مولاي الحسن. إن لفظ » السعيد » أو » السعيدية » كان في عرف المخزن المغربي يطلق على كل ما ينسب للدولة، فيقال مثلا » الجيش السعيد » و يراد به جيش الدولة.
بعد فرض الحماية الفرنسية على المغرب سنة 1912م صارت السعيدية محطة عبور إلى الجزائر، فأقيم بها مركز للجمارك، كما أبطلت السلطات الفرنسية الأسواق المغربية و الجزائرية القريبة منها و أقامت سوقا بها على الضفة اليسرى لواد عجرود. « 2
1-السعيدية أو « سعيدية عجرود » صلة وصل بين المغرب و الجزائر- عكاشة برحاب-ص109- مجلة جمعية -تاريخ المغرب- وجدة-ع1/1993م
2-المرجع نفسه ص113
6 Comments
merci pour ce sujet .mreci pr vs eforts
C’est un effort louable que de rechercher dans les racines de l’histoire de notre belle ville Oujda. Nous vous en remercions et vous n’ignorez pas oh combien vous rendez service à notre jeunesse en leur rappelant leurs origines.Il reste cependant à vérifier minutieusement la véracité des données historiques dont l’importance dépasse souvent le volet oral des récits. Par ailleurs il est des documents qui malheureusement ne sont pas disponibles chez nous et qui peuvent en dire long!!! Très bon courage et bonne continuation. Bien à vous . L’un des vôtres
Pr. M. BENNASER
merci bcp pour cette information de notre pays merci
نغبطك على غيرتك الوطنية أعانك الله
j’aime bien devenire riche ché moi aus maroc
dou ta tirée tous ça ??