اليوم الاثنين ، يدق االجرس، أكره هذا الرنيـن.ألج القسم. إنه بارد برودة السجن. منذ الصغر وانا أكره يوم الاثنين لأنه عادة ما بأتي بعد عطلة أو بعد نهاية الأسبوع    .

 اقف امام التلاميذ ،وجوه شاحبة، حزينة و عبوسة، خصوصا أولائك الذين أضناهم الفقرأو الذين تركوا أسرهم  وجاؤوا ليقيموا عند أقاربهم مُكرهين فَ « القمح مر في حقول الآخرين »  كما يقول محمود درويش.

  اعتقد أن هناك تقاطب جدلي وعلاقة  وطيدة بين الحزن والفقر والقهر ( بكل انواعه الاقتصادي والاجتماعي … )

أحيانا أتساءل في نفسي : ما جدواهم وماجدواي في هذه الحياة؟

اكتب التاريخ: الاثنين  20فبراير ….

– « السي اليوم 21 ماشي20 فبؤاير » يصيح بعض التلاميذ.

   عديدة هي المرات التي أخطأ فيها في كتابة التاربخ . أذكر مرة زارني المفتش ، ولما هم بمغادرة القسم خاطبني        

   – مازحا- هل المذكرة البومية هي لهذه السنة ام السنة الماضية ؟ فانتهبت إلى انني عوض 2012 كتبت 2011.

في هذه الاثناء يأتي أحد التلاميذ ليقول لي:

 » السي باغي نمشي للمرحاض. »

 » حتى الاستراحة  » أجيبه..

–  » السي راني مْزيّر »يقول مُلحا.

لا اعرف السر الذي يجعلهم يستحضرون المرحاض كلما كنت منشغلا عنهم بفعل شيء ما.

    ما يربطني بالتارخ هو آخر الشهر فقط. حتى تاريخ ميلادي لا اتذكره إلا يعد أن يكون قد مر عليه زمن ليس بالقصير. أتذكر آخر الشهرلأن فيه تحول الأجرة الشهرية إلى » رصيدي »البنكي الفارغ.  » أجرتي لا اتركها تعمر في البنك طويلا.(لو اعتمدت الأبناك على زبناء مثلي لكانت أفلست منذ زمن بعيد)

بعد أسبوع على أكثر تقدير يكون حسابي فارغا إلا من بعض الدراهم التي لا يسمح الشباك الاوتوماتيكي بسحبها( أي اقل من 100 درهم)لأعود لممارسة هواية انتظارآخر الشهراللعيـــــــــن .عشــــــرون سنة وانا انتظـــــــــــر…

اعرف أن المال وحده لا يجلب السعادة ، لكنه –على الأقل – يحعلنا نعيش شقاوتنا يرفاهية كما يقال.

أسرح بعيدا … أتذكر أيام كنت طاليا في الجامعة . أتذكر كل الأحلام … التي   أُجهضت . دفنتها في الرمال .في التلال والنجود العليا …

H. Ouchani