كثر الحديث عن أزمة الاتحاد الاشتراكي: لكن ما سببها، يا ترى؟ هل »اللَّعْب الكْبير » أم فقط عمى القلوب التي في الصدور؟
كثر الحديث عن أزمة الاتحاد الاشتراكي:
لكن ما سببها، يا ترى؟ هل »اللَّعْب الكْبير » أم فقط عمى القلوب التي في الصدور؟
محمد إنفي
لقد كان من المفروض أن تُؤخذ العبرة من فاجعة الوفاة الفجائية للمرحوم الأخ « أحمد الزيدي » ومن جنازته المهيبة التي أكدت، من جهة، الاحترام الذي كان يحظى به الفقيد لدى الجميع، ومن جهة أخرى، المكانة التي يحتلها الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في المشهد السياسي المغربي.
لكن بعد الاطلاع على بعض التصريحات وبعض »القراءات » للحدث، بدا لي، من خلالها، أن المواقف التي عبر عنها ما يسمى بـ »تيار الانفتاح والديمقراطية »، لا تخرج عن أحد الأمرين (أو هما معا بالنسبة للبعض): فإما أن أصحاب التصريحات والقراءات المشار إليها، لا يرون أبعد من أنوفهم (بسبب الحقد والضغينة والرغبة الجامحة في « التسول السياسي » بروح الفقيد) وإما أنهم لا يُصرِّفون في مواقفهم إلا ما خطط له غيرهم. وهذا ما نقصده بالعنوان/التساؤل أعلاه.
شخصيا، لست من المتحمسين كثيرا لنظرية المؤامرة. لكن بعض السلوكات تجعل المرء يفكر في كل الاحتمالات. فأن تصل الوقاحة وقلة الحياء إلى إعلان وفاة الاتحاد الاشتراكي، في الوقت الذي يعرف فيه هذا الحزب دينامية تنظيمية (تعكسها المؤتمرات الإقليمية والقطاعية) غير مسبوقة، أو، على الأقل، افتقدناها منذ مدة طويلة جدا، فهذا أمر يطرح أكثر من استفهام، من جهة، حول مستوى الإسفاف الذي وصل إليه البعض؛ ومن جهة أخرى، حول الأهداف المعلنة وغير المعلنة لهذه الحرب التي تُشن على الاتحاد من قبل بعض المنتسبين إليه.
من المعروف أن الحقد والحسد من الأمراض التي تصيب القلوب، وقانا الله منهما ومن شرورهما. والقلب الذي فيه مرض، يحجب عن صاحبه رؤية الواقع والحقيقة. وبمعنى آخر، فمن طُمس على قلبه، أصبح لا يرى (حتى وإن كان غير فاقد للبصر) ولا يعي شيئا. ولهذا قال الباري عز وجل: »إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ». فالادعاء بأن القيادة الحالية للاتحاد الاشتراكي أقدمت على « مسخ هوية الحزب وتهديم بنيته التنظيمية »، كما جاء على لسان أحدهم، لا يمكن اعتباره إلا ناتجا عن عمى القلوب التي لا يرى أصحابها فيما يحققه الحزب، حاليا، من إنجازات على المستوى التنظيمي والسياسي والفكري والثقافي والإشعاعي… إلا « الخراب والدمار ». وهو، ولا شك، خراب ودمار داخلي يعيشه أصحابه ولا يرون في أنفسهم إلا آثار أوهامهم التي تحجب عنهم الحقيقة.
فلا الندوات الفكرية واللقاءات التنظيمية التي يشهدها المقر المركزي للحزب، تهمهم؛ ولا المؤتمرات الإقليمية والقطاعية التي تتواصل بوتيرة عالية وتعرف نجاحات باهرة، تعنيهم؛ ولا المبادرات السياسية واللقاءات الإشعاعية، تقنعهم؛ فحتى في ذكرى يوم الوفاء للشهداء ولضحايا الاستبداد، التي أعادت للذاكرة الاتحادية الجماعية حيويتها من خلال الاعتراف والاحتفاء بتضحيات الرواد (وعلى رأسهم الشهيد « المهدي بنبركة ») واستحضار عطاءاتهم، في لقاء وطني حافل يجمع بين الأجيال من الرعيل الأول إلى اليافعين، ويسمح برسم معالم الطريق من أجل مستقبل أفضل…، فقد وجدوا لأنفسهم الذريعة لمقاطعتها لكونها من بنات أفكار القيادة الحالية للاتحاد… فهل هناك عمى أكثر وأخطر من هذا؟
لكن العمى وحده، ربما، لا يفسر كل شيء. لذلك، أميل إلى فرضية كون البعض قد لا يكون أكثر من أداة مسخرة لتنفيذ أجندة تدخل في إطار ما سميناه « اللَّعْب الكْبير ». وبمعنى آخر، فإن المسألة أكبر من « التيار » ومن الخلاف أو الاختلاف في الرأي أو في طريقة تدبير الحزب… فالأمر يتعلق، ربما، بأجندة وضعت بدقة(أين؟ الله وحده يعلم والراسخون في التآمر بسبب الريع والأنانية والضغينة) لعرقلة المسيرة التنظيمية التي انخرطت فيها القيادة المنبثقة عن المؤتمر الوطني التاسع، والتي بدأت تؤشر إلى عودة التعافي للتنظيمات الحزبية واستعادة الاتحاد للمبادرة.
هناك أشياء كثيرة تدفعني إلى التفكير في هذا الاتجاه. فمن خلال ما يصدر من مواقف وما يُعبَّر عنه من مخاوف على التزكيات مع قرب الانتخابات وما يروج من حديث عن ضرورة إيجاد بديل سياسي عن الاتحاد الاشتراكي، بعد قطع شعرة معاوية(كما قال أحدهم) مع قيادته، الخ…؛ كل هذا يذكرني، مع اختلاف السياق طبعا، بالظروف التي كانت تُصنع فيها الأحزاب صُنعا، تارة باسم الديمقراطية والانفتاح على النخب الجديدة، وتارة بذريعة ترهل الأحزاب السياسية القائمة، الخ.
وإذا علمنا أن النواة الصلبة لما يسمى بالتيار (بالإضافة إلى بعض من يُطلق عليهم الغاضبون)، هم من أصحاب الريع الحزبي (ما لم يكن هناك ريع آخر لا نعرفه) الذين يخشون من أن يُحرموا من هذا الريع؛ وإذا أضفنا إلى ذلك أن الكثير من الذين يعتبرون أنفسهم ممثلين لأقاليمهم في « التيار »، هم من أصحاب الأطماع أو الأحقاد أو هما معا، لكنهم فقدوا كل أمل في احتلال أي موقع تنظيمي في أقاليمهم، ندرك السر في تسارع الأحداث وإعلان القطيعة مع القيادة الشرعية للحزب والتفكير في بديل سياسي جديد قبل موعد الانتخابات. وبالطبع، فإن خلق الأحزاب بمناسبة الانتخابات، له تاريخ معروف في هذا البلد الحبيب، ليس المجال هنا للخوض فيه.
وارتباطا بهذا الموضوع، تبادر إلى ذهني سؤال، قد يضيف احتمالا آخر إلى الاحتمالين السابقين المعبر عنهما في العنوان، أملته طبيعة التحركات الحالية والأشخاص المتصدرين لها: ألا يمكن أن تكون كل هذه الزوبعة التي يثيرها « التيار » داخل الحزب وعلى هامشه، هي فقط بهدف الضغط على القيادة الحالية لضمان التزكية في الانتخابات المقبلة؟ وبمعنى آخر، ألا يتعلق الأمر بعملية ابتزاز، يستباح فيها المكر والخداع والكذب على الأحياء والأموات…من أجل الحفاظ على الريع « المكتسب »؟ شخصيا، لا أستبعد هذه الفرضية التي ترتكز على بعض المعرفة البسيطة بمن يمكن تسميتهم بـ »صقور » أو « زعماء » ما يسمى بالتيار.
والابتزاز، كما هو معلوم، هو الحصول على منفعة أو منافع تحت الضغط والتهديد. ومن المؤسف والمخجل أن تكون وفاة الأخ « أحمد الزيدي، مناسبة للجوء لهذه الخاصية المقيتة وممارسة هذا السلوك المشين. فكل ما طفا على السطح بعد رحيل الفقيد، يؤكد الرغبة في التسول السياسي بروحه من قبل من سماهم رائد الدراسات البلاغية بالمغرب، الأستاذ « محمد العمري »(لكن دون أن يذكر أحدا بالاسم، كما قال في توضيحه) بالكواسر والضواري (جريدة « الاتحاد الاشتراكي »، السبت- الأحد 22-23 نونبر 2014). وليس هناك أبلغ من هذه الصورة في وصف الذين يريدون أن يركبوا على وفاة « أحمد الزيدي » وجنازته المهيبة للحفاظ على « مكاسبهم الريعية »، بدل أن يجعلوا منها مناسبة لمراجعة الذات ومحاسبتها والإنصات إلى صوت العقل والحكمة واستحضار التاريخ المشترك والاسترشاد بقيم التسامح والقناعة والتواضع…
وإذا صح ما تناولته بعض الجرائد الإليكترونية حول إحياء الذكرى الأربعينية للفقيد، حيث أفادت أن عائلته الصغيرة تتمسك بأن تحيي هذه الذكرى مع أعضاء التيار بدل الحزب، فسنكون، فعلا، أمام الكواسر الناهشة والضباع الهائجة التي تحدث عنها الأستاذ « محمد العمري ». وعلى كل، فمقدمة ذلك كانت يوم الجنازة عند الإصرار على تأبين « السي أحمد » من قبل الرجل الثاني في « التيار »، بدل الأخ « عبد الواحد الراضي » الذي كان قد تم الاتفاق حوله ومعه ليقوم بهذه المهمة (أي إلقاء كلمة التأبين).
لقد سبق لي، شخصيا، أن عبرت، إما بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، عن رأيي، في عدة مقالات، حول تزعم المرحوم « أحمد الزيدي » لما يسمى بتيار الانفتاح والديمقراطية. وربما أني كنت، أحيانا، قاسيا معه بعض الشيء لقناعتي بعدم صواب وشرعية التيار لكونه مخالفا لمقررات المؤتمر. لكن بعد أن غادرنا إلى دار البقاء، لم يعد لنا سوى أن ندعو له بواسع الرحمة والمغفرة ولذويه وأحبائه (من العائلة الصغيرة والكبيرة) بالصبر والسلوان.
لا شك أن في وفاته وظروفها حكمة ربانية لا يعلمها إلا الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء. وجنازته في حد ذاتها مليئة بالدلالات والعبر البليغة لمن يريد أن يعتبر. وأود، هنا (أمام ما يقال وما يكتب عن التيار وعن قراره « فك الارتباط » مع القيادة الحالية للاتحاد الاشتراكي والبحث عن بديل) أن أورد، إنصافا للمرحوم، ما قاله على الأثير، منذ حوالي ستة أشهر، في برنامج حواري(قفص الاتهام) بإذاعة « ميدرايو »، الذي ينشطه الصحافي المقتدر »رضوان الرمضاني »: لقد قال ما معناه أنه يرفض أن يسجل في تاريخه أي إسهام في الانشقاق عن الاتحاد الاشتراكي؛ أو كما قال، قبل ذلك، في رسالة الاستقالة من رئاسة الفريق الاشتراكي بمجلس النواب: « حتى لا يسجل في تاريخي أنني ساهمت في تعميق الشروخ في جسم الحزب… »
وقد أسهب المرحوم في بسط الظروف التي ترشح فيها للكتابة الأولى للاتحاد الاشتراكي؛ وهذه الظروف تفسر الكثير مما وقع بعد المؤتمر ويقع الآن. فقد أشار في حديثه إلى أنه كان آخر المرشحين لأن الذي كان يُعد نفسه للترشيح هو « أحمد رضا الشامي » (وهذا يعرفه الاتحاديون ويعرفون أيضا أن ما « أثناه » عن هدفه هذا، هو فقط عدم توفره على الأقدمية المطلوبة للترشح لهذا المنصب. وأعتقد أن هذا المعطى وحده كاف لفهم كثير من الأشياء التي تقع حاليا داخل الاتحاد وعلى هامشه. ولنا عودة لهذا الموضوع مستقبلا بحول الله). فالمرحوم « الزيدي » ترشح، إذن، لتعويض « الشامي »؛ مما يعني أن القرار لم يكن قراره. وبمعنى آخر، فهو ترشح لتمثيل الجهة التي كانت تدعم « أحمد رضا الشامي ».
وبالرغم من أنه لم تكن لي معرفة شخصية بالفقيد (وهذا هو حالي مع كل القيادات الحزبية، السابقة والحالية)، فيمكن لي أن أجزم أن أخلاقه، وبالأخص الطيبوبة التي كان يتصف بها، شكلت له نوعا من الضعف أمام أصدقائه، خصوصا أولئك الذين كانوا وراء ترشيحه لمنصب الكاتب الأول للحزب. أتخيل أنه صعُب عليه أن يتحلل من الالتزامات التي على أساسها دخل السباق نحو الكتابة الأولى للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية: لقد وجد نفسه مطوقا بـ »واجب » الدفاع عن المشروع الذي أصبح يمثله، رغم أنه أُقحم فيه في آخر لحظة. وقد اعترف في الحوار المشار إليه بأنه لم يستعد بما يكفي « للمعركة » الانتخابية بسبب دخول حلبة التنافس متأخرا؛ ورغم ذلك، فقد مر إلى الدور الثاني أمام « فتح الله والعلو » و »الحبيب المالكي »؛ مما يعني ذلك ما يعنيه.
ولما فشلت خطة الذين دفعوا بالمرحوم « الزيدي » إلى الترشح (رغم استفادته من دعم بعض الرموز الحزبية ورغم ما بذله البعض من مجهود مادي، إذ، حسب ما راج قبل انتخاب المؤتمرين، فقد أدى أحدهم، بمفرده، ما مقداره 100.000 درهم نظير 2000 بطاقة انخراط بهدف التأثير في البنية البشرية للمؤتمر) تم اللجوء، بخسة ووقاحة، إلى ترويج إشاعات مغرضة(فيها استخفاف بذكاء المناضلين وإهانة لكل المؤتمرين) مفادها أن هناك جهات خارج الحزب هي التي تدخلت لفائدة « إدريس لشكر ».
وكم كان مخزيا أن يلجأ الذين حاولوا أن يتلاعبوا بالمؤتمر (اعتقادا منهم أن البنية البشرية للاتحاد قد تغيرت، بعدما تدخلوا ماديا بأداء واجب الانخراط على أعضاء الحزب بأقاليمهم أو جهاتهم) إلى مد الأقلام المأجورة والجرائد (الورقية والإليكترونية) المشبوهة بأخبار كاذبة وإشاعات مغرضة على طريقة اللص الذي، بعد عملية النشل، يطلق ساقيه للريح وهو يصيح مع الضحية لإخفاء حقيقته: « شد الشفار، شد الشفار » !!!
أُذكِّر، في هذا الصدد، بالملف الأسبوعي لجريدة « المساء« (السبت- الأحد 23 -24 فبراير 2013) الذي خصصته لما أسمته « التفاصيل السرية لتزوير مؤتمر الاتحاد الاشتراكي »، مصدرة هذا العنوان بادعائها الحصول على وثائق وصور وشهادات تؤكد «التلاعبات» التي شابت المؤتمر، ومذيلة إياه بعبارة: »تحقيق مثير » الذي يغطي أربع صفحات بالكامل ( من 15 إلى 18). وقد سبق لي أن رددت على التراهات الواردة في الملف المذكور بمقال عنوانه: « احتراف التلفيق باسم التحقيق: الملف الأسبوعي لجريدة ‘المساء » نموذجا » ixiir.com)).
وتجدر الإشارة إلى أن المصدر الأساسي للجريدة إياها، في الإشاعات التي روجتها، لم يكن سوى ذاك الذي سخي بعشرة ملايين سنتيم مقابل بطائق الانخراط، بالإضافة، طبعا، إلى مصاريف أخرى، منها مصاريف تنقل مؤتمري جهته، الخ. وقد استهجن كل من عاين تصرفه معهم، خلال المؤتمر، كقطيع. وهو تصرف لا يمت إلى الأخلاق الاتحادية بصلة (لذلك لا نستغرب أن يكون من صقور ما يسمى بالتيار، ويسعى بكل جهده للمساس بوحدة الحزب). إن هذه الأخلاق البذيئة دخيلة على الاتحاد ولن تفلح أبدا في تهجين حزب المناضلين والمناضلات؛ كما لن يصير هذا الحزب ملاذا للأعيان الذين يبحثون عن الريع الرمزي (ولو تطلب منهم اللجوء إلى التزوير والافتراء والابتزاز…والرشوة) بعد أن حققوا إشباعا ماديا واقتصاديا، خلف عندهم الشعور بالحاجة إلى »التبنيدة » باليافطة التقدمية.
ونظرا للظروف التنظيمية التي كان يعشها الاتحاد، لأسباب تعرضنا لها في مقالات سابقة، فقد وجد هؤلاء الفرصة سانحة للتسلل إلى صفوفه بمناسبة ما سمي بمبادرة الانفتاح وبمناسبة الانتخابات، أيضا. لذلك، نجدهم الآن يجتهدون في عرقلة المسيرة التنظيمية التي انطلقت في إعادة البناء بعد المؤتمر الوطني التاسع.
ختاما، لا يسعني إلا القول (وكلامي هنا موجه للذين لهم تاريخ نضالي وليس للدخلاء أو المؤلفة قلوبهم) بأن من لم يتعظ بالموت ومن لم يستفد من التاريخ، وخاصة من تجارب من سبقوه إلى ارتكاب نفس الخطأ الذي هو مقدم عليه، فهو الدليل على أنه أعمى البصر والبصيرة إما بسبب الغل والحقد الذي يأكل قلبه وإما بسبب تورطه مع غيره (إما من الأعيان الذين يريدون الاستيلاء على الحزب وإما مع جهات نافذة لا تريد لهذا الحزب أن يسترد عافيته) في أمر لا يمكن أن يعدل عنه، وإما، وإما… !!! ؟؟؟ ولذلك، قالوا في ثقافتنا الشعبية: « وريه، وريه، وإلى عما خليه ».
أما الاتحاد الاشتراكي فلن يموت بقرار أو رغبة من أحد، ولن يستجدي الاستمرار من أحد؛ والشعارات الجوفاء التي يرفعها البعض لدغدغة العواطف واستجداء العطف بهدف إخفاء حقيقته، لن تصل إلى قلوب المناضلين لأنها، من جهة، ليست صادقة، ومن جهة أخرى، فهي تحتقر ذكاءهم .
Aucun commentaire