VIDEOS ناس الغيوان : نموذج للفن الملتزم والأصيل
ناس الغيوان : نموذج للفن الملتزم والأصيل
بقلم : ذ. عــبـد الفتاح عزاوي
تعتــــبر مجمــــــوعة ناس الغيوان مدرسة حقيقية للغناء الملتزم المرتبط بهموم الجماهير الشعبية التي كانت ترزح تحت نير الظلم والطغيان . فقد كانت أغانيها لسانا حقيقيا يعبر عما يجول في خواطر الناس ، في زمن مغربي لم يكن أحد يجرأ على رفع عقيرته بالصراخ في وجه نــــــظـــــام فاسد، وفي عز سنوات الجمر والرصاص السيئة الذكر. فحسب ماعايـنه »الجيل الغيواني » من أحداث، فقد كان الناس يخفضون أصواتهم ويلتـفـتون يمينا ويسارا عندما يريدون التكلم في موضوع سياسي ،خوفا من التقاط أصواتهم من طرف الجواسيس والمخبرين .
مـــن منا لايتذكر الروائع الغيوانية الشهيرة : »مهومة »، »الصينية »، »السيف البتار »، »غير خدوني » وغيرها من الأغاني الخالدة التي تغنى بها الصغير و الكبير . لقد أحدثت هذه المجموعة ثورة حقيقية في الوسط الفني الذي كان خاضعا في فترة السبعينيات لسيطرة الأغنية العصرية ، فلا أحد كان يظن بأن تلك الكلمات ستصبح في يوم من الأيام قولا وفنا وهتافا من طرف الملايين من الجماهير العربية و المغربية .
إنها قــــوة الإرادة التي تميز بها أعضاء المجموعة (بوجميع أحكور، العربي باطما ،علال يعلا ، عمرالسيد و عبد الرحمان قيروش )، وهذا ما يؤكده المرحوم العربي باطما في سيرته الذاتية « الرحيل » حيث يقـــول : » نحن لم يكن همنا ماديا في يوم من الأيام ،بل كان همنا هو الدفع بالفرقة وإعلائها في الوسط الفني العالمي » .
أبدعت الظاهرة الغيــوانية في مواضيع شتى ، فقد غنت للأمل والسلام ، وناهضت الظلم والحرمان ، كما غنت للقضية الفلسطينية و للإنسان العربي والأمازيغي والإفريقي . إلا أنه ورغم الضربات القوية التي تلقتها المجموعة بوفاة المرحوم بوجميع أحكور في 24 أكتوبر 1974 والمرحوم العربي باطما في 7 فبراير 1997 ، فإن » الغيوان » لازالت محافظة على أصالتها ومخلصة لجذورها ، رغم المرض والمعاناة التي يعـــيشها بعض أفرادها .
لــقــد حققت الظاهرة الغــيوانية طــموح مؤسسيها ، ومهدت لميلاد مجموعات ملــــتزمة أخرى ( جـيل جيلالة ، المشاهب ، السهام …) ، كما أرَّخت لـمــرحلة مهمة من تاريخ المغرب الحديث .
Aucun commentaire