VIDEO اتحاد كتاب المغرب ينظم وقفة احتجاجية بالحدود المغربية الجزائرية ويصدر نداء الحدود
يستنهض حضور اتحاد كتاب المغرب اليوم في مدينة وجدة، عاصمة الجهة الشرقية بالمغرب، على الحدود المغربية – الجزائرية، روح الثقافة المغاربية، المتشبعة بالقيم الإنسانية والحضارية والروابط الاجتماعية والثقافية والدينية المشتركة، والتي تشكل لحمة وصل بين هوية الشعوب المغاربية قاطبة.
يستشرف اتحاد كتاب المغرب بناء عهد مغاربي جديد، ومشروع ثقافي متكامل، يجد أصوله في العلاقة الوجدانية والإنسانية المتينة القائمة بين الشعبين الشقيقين، المغربي والجزائري.
يحمل وجود المثقفين والكتاب المغاربة على الحدود المصطنعة بين البلدين والمجتمعين، رسالة صادقة على علاقتنا الأخوية التي تمتلك القدرة على الترفع على مختلف الوقائع المعرقلة لجسور الود التي يحفظها التاريخ.
ونحن إذ نتواجد في هذه اللحظة بالذات، على خط الموانع الوهمية القاسية، القائمة بين الجارين الشقيقين، الجزائري والمغربي، على الحدود المغلقة منذ سنوات، فإن صوتنا الثقافي المدني يجلجل، متطلعا إلى تحقيق مطلب الاندماج الذي رفعه اتحاد كتاب المغرب منذ ما يزيد عن نصف قرن.
ظل المغرب والجزائر خلال تاريخهما العريق، بعيدين عن التجاذبات الانعزالية والطائفية، وأنجبا معا رجالات ونخبا ظلت تنادي بالقيم السامية القائمة على الربط العميق بين القطري والمحلي والإقليمي، وبين الأنا والآخر، بل والانخراط التام في المشروع الوحدوي المغاربي.
ظلت أصوات المثقفين المغاربة، بكل أجيالهم وتياراتهم وتوجهاتهم، وعبر كل المراحل التاريخية القديمة والحديثة والمعاصرة، متشبثة بأهمية الثقافة في الارتقاء بمجتمعاتنا، والتأكيد على كرامة الإنسان وحريته، في إطار الاحترام المتبادل والتعايش الأخوي والتضامن الخلاق.
نلتقي، إذن، مع أصوات إخواننا في البلدان المغاربية عامة وفي القطر الجزائري الشقيق خاصة، الأمر الذي يجعلنا نقف اليوم، وبكل أسف، على كل الإكراهات التي تواجه الثقافة المغاربية، ومن أهمها وأبرزها غياب التواصل الثقافي اليومي الملموس، الناجم طبعا عن حصار الحدود القطرية بين البلدين والشعبين، وعدم الإنصات، بكل وعي وجدية ومسؤولية، لإرادة المثقفين التي هي ضمير الشعوب، التي تسعى دوما لبناء مشروع مجتمعي متماسك، بعيدا عن الضغائن والأحقاد والعدمية.
من هنا، تأتي مبادرة اتحاد كتاب المغرب، بوصفها إشارة من المثقفين والكتاب والمبدعين المغاربة، للشروع في بناء السبل المؤدية إلى تجاوز هذه الوضعية، والتي أصبحت عائقا مباشرا في وجه الروابط التاريخية والإنسانية والاجتماعية والثقافية التي شكلت دائما حصنا منيعا في مواجهة كل التحديات التي تواجه مجتمعاتنا اليوم.
تشكل وقفتنا اليوم، محطة نُسمع من خلالها صوت المثقفين والكتاب المغاربة، في رفض كل تفكير شمولي متصلب يهيمن بأجوبته الجاهزة والعقيمة، ويعرقل كل انفراج أو مسعى يبتغي تجاوز التحديات المفروضة، أو الخروج من المآزق المصطنعة التي تتهدد مستقبل منطقتنا، ولنا اليقين، مرة أخرى، أن إخواننا من مثقفي القطر الجزائري الشقيق يقتسمون معنا التوجه نفسه، لأننا نحمل معا هموم الثقافة التاريخية التي تريد التحرر من كل ما هو سلطوي، قصد تمكين الشعوب من التعبير بحرية، رأيا وإبداعا وتواصلا، ومن التنقل بحرية بين القطرين الشقيقين، وهذه من الأدبيات التي حرص اتحادنا على المطالبة بها والدفاع عنها، انتصارا لقيم التواصل والتضامن بين شعبينا، وتعزيزا لمشروعنا الثقافي الهادف، حيث ظل اتحادنا، إلى اليوم، يسعى في مشروعه الثقافي العام، إلى نشر وتعميم قيم مجتمع مغاربي حداثي ديمقراطي مندمج.
اتحاد كتاب المغرب
وجدة، في فاتح محرم 1436
الموافق لـ 26 أكتوبر 2014
1 Comment
لاحباة لمن تنادى