حرب الفيروسات القاتلة
حرب الفــيروسات القـــاتلة
بقلم :ذ.عبد الفتاح عزاوي
شهـــدت السنوات الأخيرة ارتفاعا ملحوظا في نسبة ظهور بعض السلالات الفيروسية في العديد من البلدان ، فلا تكاد تمر فترة زمنية حتى يستفيق العالم على وقع ظهور أجناس فيروسية قاتلة وفتاكة : إنها حرب الفيـــروسات القاتلة التي أصبحت تخيم بضلالها على العديد من البؤر الساخنة ، موازاة مع الحروب اللصوصية التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية على أكثر من صعيد .
فبعد اكتشاف فيروس السارس المسبب للإلتهاب الرئوي سنة 2002 بالصين والذي أدى إلى وفاة حوالي 117 شخصا ، تم اكتشاف فيروس أنفلوانزا الخنازير لأول مرة بالمكسيك سنة 2009 ،وقدر ضحاياه إلى حدود يونيو 2010 حوالي 18138 شخص حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية .
وتوالت سلـــسلة الاكتشافات الجرثومية ، ليتم تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الجهاز التنفسي الشرق أوسطي بالمملكة العربية السعودية سنة 2012 ، والذي أدى هو الآخر إلى وفاة أزيد من 311 شخصا .
كما تعرف اليوم العديد من بلدان غرب إفريقيا انتشارا خطيرا لفيروس الإيبولا الذي حصد من الأرواح أزيد من 4000 شخص على الأقل لحد الساعة .
وتشير الأبحاث العلمية الحديثة إلى أن خطورة هذه الفيروسات تتجلى في قدرتها على التطفير المستمر وخصوصاً التي مادتها الوراثية هي ARN ، وذلك نتيجة للزيادة المهولة لنشاطات الإنسان المختلفة حيث أصبح أمر ظهور سلالات فيروسية جديدة أكثر احتمالاً وأكثر توقعا ، فمثلاً في أواخر عام 1990م أدى قطع الغابات بكل من أستراليا وماليزيا إلى هجرة العديد من الخفافيش المصابة بفيروس Hendra وفيروس Nepha إلى مناطق آهلة بالسكان ، مما أدى إلى انتقال هذه الفيروسات إلى الإنسان والحيوان.
كما تشيـــر دراسات أخرى إلى أن التغيرات المناخية الذي يشهدها العالم أدت إلى ظهور سلالات فيروسية ذات قدرة كبيرة على التحور والانتقال من الحيوان إلى الإنسان ، وأشارت هذه الدراسات أيضا إلى أن انبعاث العديد من الغازات السامة كالميثان ، ساهم بشكل مباشر في ظهور العديد من الأمراض غير المعروفة ، زيادة على عودة بعض الأمراض القديمة كالسل والطاعون وحمى الضنك …
أمام هذه الحرب الفيروسية الشرسة التي تجتاح العالم ، تتبادر إلى الأذهان العديد من التساؤلات المحيرة لعل أبرزها : هل تملك مستشفياتنا ما يلزم من الوسائل للتصدي لهذه الفيروسات القاتلة ؟
إن زيارة أقرب مستوصف أو مستشفى كفيل بالإجابة عن هذه التساؤلات والمخاوف المشروعة ، فكل مكان من هذه الأماكن يحمل العدوى ،حتى الأسرة وأقفال الأبواب وصنابير المياه وقطع الصابون تعد بمثابة مستوطنات لتكاثر هذه الجراثيم والأوبئة .فهل يستمر مسؤولي قطاع الصحة في ترديد اللازمة الشهيرة : لم نسجل بعد ما يدعو للــقــلق ؟.
fattahazz@yahoo.fr
Aucun commentaire