بعدما ضاقت بهم السبل بمدينة تاوريرت ، وبعدما اغلقت في وجوههم كل الابواب التي طرقوها ، وبعدما  ملوا من  تسويفات المسؤولين بمدينة تاوريرت  ، حيث لا احد يحس بمعاناتهم  ولا بمأساتهم ولا بآلامهم ، ولا بنفسيتهم المنكسرة ،  وبعدما تعبوا من الذهاب والاياب  ثلاث مرات كل اسبوع الى مدينة وجدة  قصد القيام بالتصفية الدموية اما بمركز التصفية بمستشفى الفارابي او ببعض المصحات ، وبعدما نال منهم تعب  الذهاب والاياب اكثر مما نال منهم المرض المزمن  …لم يجد مجموعة من مرضى القصور الكلوي مكانا بالمركز اليتيم للتصفية بمدينة 44واليا ،  حيث  كلما الحوا  على المسؤولين  بتاوريرت  مطالبين  بحقهم في الحياة ـ اي العلاج بهذا المركز  يواجهون  بتبرارات واهية من طرف هؤلاء المسؤولين ، تارة  تكون  الحجة هو النقص في الموارد البشرية ، وتارة تكون الحجة هي كثرة مرضى القصور الكلوي بتاوريرت وانه لا يمكن تلبية  رغبة كل المرضى في الاستفادة من خدمات هذا المركز ، وتارة اخرى بضيق المركز ….الى غير ذلك من التبريرات  غير المقبولة …
مع العلم انه يوجد من بين  هؤلاء المرضى الذين يسافرون ثلاث مرات كل اسبوع من تاوريرت الى وجدة قصد القيام بعملية التصفية ، نساء وشيوخ ،نساء لهن اطفال في سن التمدرس ـ اقل من 10 سنوات  ـ   يكادون يكونون مشردين طيلة الاسبوع  بين الجيران او العائلة ، ويوشك هؤلاء الاطفال ان  ينقطعوا  عن الدراسة جراء غياب الامهات  ثلاثة ايام كل  اسبوع …
انها مأساة  لا يشعر بها الا ذوي القلوب الرحيمة من المسؤولين … هل يعلم وزير الصحة  بعذاب  هؤلاء المرضى  ؟  وهل يعلم السيد عامل عمالة تاوريرت بهذه المأساة القريبة منه كحبل الوريد  ؟ هل يعلم السادة البرلمانيين  بتاوريرت  بمعاناة هؤلاء المرضى الذين لا يطالبون الا بحقهم في العلاج قصد الاستمرار في الحياة رغم  قساوة المرض  ؟ هل يعلم السيد رئيس المجلس العلمي المحلي بتاوريرت   بالتعب النفسي لهؤلاء ؟  اين ضمير اثرياء تاوريرت وما اكثرهم  وبامكانهم توفير مركز احساني  يسع لكل مرضى القصور الكلوي بمدينة 44 واليا  ياحسرتاه  ؟ أليس من حق هؤلاء المرضى ان يستفيدوا من عملية التصفية  الدموية  بجانب اسرهم وابنائهم  ومنازلهم ؟
هذا وبعدما يئس هؤلاء المرضى  من كل هؤلاء ، لم يجدوا بدا من التوجه بندائهم الحزين ، ودموع عيونهم  ،  الى صاحب الجلالة نصره الله  الاب الروحي لكل المرضى الفقراء خصوصا الذين يعانون من مثل هذه الامراض المزمنة  قصد اعطاء اوامره السامية  للمسؤولين  بتاوريرت  الى انشاء مركز للتصفية الدموية بتاوريرت  او القيام بتوسيع المركز الحالي ـ في اقرب الآجال ـ  قصد وضع حد لمأساة هؤلاء المرضى الذين  تعبوا من السفرثلاث مرات اسبوعيا  الى وجدة ذهابا وايابا  متشبثين بالحياة كما يتشبث الغريق بقشة عسى الله ان ياتي بالفرج على يد صاحب الجلالة …