مباراة ولوج المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بوجدة بين الانتقاء والانتقائية .. أو التوظيف المباشر المقنَع
مباراة ولوج المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بوجدة بين الانتقاء والانتقائية .. أو التوظيف المباشر المقنَع
أفرجت إدارة المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بوجدة عن نتائج « الانتقاء » الأولي للمترشحين لاجتياز « مباراة » ولوج هذا المركز للموسم 2014/2015، وهي نتائج يحفها الكثير من اللبس يدعو للشك في مصداقيتها.. فأول ملاحظة تثير المعطلين الذين لم ينلهم نصيب « الانتقاء » هي نشر لائحة بأسماء الذين وقع عليهم « الاختيار » تحمل الإسم ورقم بطاقة التعريف الوطنية، علما أن الأصل في عملية الانتقاء هو المعدلات وبيانات النقط أولا، وإلا لا داعي للانتقاء وبالتالي فسح المجال أمام الجميع من باب تكافؤ الفرص، لكن نشر لائحة إسمية بهذه الطريقة يدعو للتساؤل عن عنصر الشفافية وتكافؤ الفرص بين أبناء هذا الشعب الذين يقفون صفا لا ينتهي في طابور العطالة.. الجواب يكمن في أن عملية الانتقاء أو الانتقائية حكمه عنصران هما بدعة سميت جورا « سد الخصاص »، يحاول المخزن احتواء عناصرها بدمجهم مجموعات هنا وهناك بدل محاسبة كل مسؤول فتح باب هذه البدعة، وهو فعل يقفز على حقوق الآخرين بالباطل .. هذا الإقصاء بلغ أيضا، حرمان العاملين بمؤسسات التعليم الخصوصي من ولوج مراكز التكوين بذات الطريقة، لأن التعاقد مع العام أو الخاص يبقى عملا لتدريس تلاميذ المدرسة المغربية .. نحن لسنا ضد توظيف العاطلين، لأن الشغل حق وليس امتيازا، لكن المخزن يحل أزماته على حساب الفئات المحرومة .. كما تم إعطاء الأولوية لفئة يقال أنها أنجزت تكوينا وقد « عززت » ملفها بشهادة تثبت التعاقد ولو لشهر واحد .. فأضحى الأمر بهذه المعايير العجيبة مجرد توظيف مباشر بشكل مقنع..
إن مأساة العطالة بالمغرب ثقب أسود وجرح غائر لن يندمل لا يريد المسؤولون في مراكز القرار إيلاءها ما تستحق من العناية، لأنها تهم مصير أمة وهي من أولوية الأولويات .. أعتقد يا سادة، أن البطالة أجدر بأن تنال اهتمام نواب الأمة والحكومة بدل المهرجانات التي تأتي في درجة دنيا وتحصد ميزانيات ضخمة.. لهذا جاء فعل إقصاء المترشحين مشوبا بالمحسوبية والتدليس واللعب بمصائر فئات واسعة من الشباب .. ففي ما مضى كانت الحكومات تتذرع بالمعدلات والتفوق والامتياز، ولو أنه مبدأ خاطئ، أما الآن فأضحت تحرم جيوشا من المتفوقين من الترقي وولوج مؤسسات التكوين ليستفيدوا من وضع وظيفي مريح ويستفيد الوطن من عطائهم، فأغرقوا الجامعة بشباب رافض للنظرة الدونية التي أضحت تضطلع بها الجامعة كفضاء للبحث العلمي والأكاديمي، أي الجامعة هي مآل « الفاشل » الذي لم يستطع الحصول على معدل « ضخم » يخول له ولوج مؤسسة للتكوين، ولو أن الجامعة هي أكبر فضاء للتكوين انطفأ بريقها بسبب سياسات لاشعبية..
إن مأساة الانتقائية التي شابت عملية امتحانات ولوج المركز الجهوي للتربية والتكوين للجهة الشرقية تزيد الوضع احتقانا وتدعو للرفض العنيف والصراخ بقوة في وجه كل من اغتصب حق شاب وشابة في العيش الكريم، واحتقار كل من ساهم في طبخ هذه الوصفة المخزنية الزائفة التي ستكون هي وأصاحبها في مزبلة التاريخ .. وحسب شبابنا الله ونعم الوكيل ..
Aucun commentaire