يا امة ضحكت من جهلها الامم
اذا كانت الدول الراقية تعتبر المؤسسة التعليمية التربوية مشتلا لاعداد غراس العلم والادب في رجال الغد,وتعمل جاهدة لاضفاء المسؤولية العظمى على هذه المؤسسات التي تعتبرها بحق شرايين المجتمع,وتعلم علم اليقين ان قوة الامة وصلابة ركائزها المستقبلية رهين بنجاح هذه المؤسسة وحسن عطائها التربوي البيداغوجي,وفشلها يعني فشل الامة ككل,ولاجل ذلك تعمل على تلميع المؤسسة وادوارها بين شرائح المجتمع,مستعملة منظومة الاعلام,وتفعيل ادوار الاسر في مد يد المساعدة للمؤسسة والعاملين بها من اجل انجاح مهامهم الجليلة,ناهيك عن الادوار الطلائعية التي تقوم بها الدولة على اعلى المستويات من اجل درء كل ما من شأنه اعاقة العمل التربوي,والسؤال المطروح:هل تقوم كل الفعاليات المجتمعية بدورها لانجاح المؤسسة التعليمية ببلادنا؟
قد نقول نعم اذا نظرنا الى مجهودات الوزارة الوصية على القطاع,وقد نقول نعم اذا نظرنا الى مجهودات الاكاديميات الجهوية والنيابات الاقليمية لتنزيل تصورات الوزارة لانجاح ادوار المؤسسة التعليمية,على مستوى الاصلاح,والتكوين,والمناهج وكل ما يرتبط بالفعل التربوي الناجع,لكن قد نقف حين يتعلق الامر بادوار فعاليات المجتمع المدني وعلى راسها الاسر,فاغلبية الاباء والامهات لا يلجون المؤسسة التعليمية من اجل البحث مع الساهرين على الشأن التربوي عن الاسباب الكامنة وراء التاخر الدراسي,والتعثر التربوي,بقدر ما يسالون عن الاطعام المدرسي,والكتب المدرسية,وغيابات الاساتذة حتى وان كانت مبررة,بل بعضهم يهدد الاستاذ او المدير بسوء العاقبة لامور بسيطة,وقد يتلفظ ويقسم باغلظ الايمان انه سيربي كل من؟؟؟؟
فهل يمكن لاحد هؤلاء ان يقسم بتربية كل من؟؟؟؟ في مخافر الشرطة؟ او المقاطعات.او العمالة,لن يستطيع لانه يعلم مصيره ان اقبل على ذلك,ولكنه يعلم ان لا شيء يصيبه ان سب من يعلم ابنه او يسهر على راحته,داخل مؤسسة لا قيمة لها في مجتمع يحتقر رجل التعليم,ويحتقر مؤسسات التعليم,وما اكثرهم ممن ارغموا ابناءهم على التسرب الدراسي,ولسانه يقول ماذا سيجني ابني من وراء هذا التعليم؟
اذن من المسؤول على تمريغ وجه رجل التعليم في التراب؟ من المسؤول على احتقار المؤسسات التعليمية الى هذا الحد؟ لماذا لا تتدخل المؤسسات الامنية في حال الاعتداءات المتكررة على حرمات المؤسسات التعليمية وكرامة العاملين بها؟ لماذا لا يتعامل القضاء مع المعتدين بقدر ما يتعامل مع المعتدين على مؤسسات اخرى؟
انها حقيقة مرة,فحتى جمعيات الاباء اصبح دورها يقتصر على البحث في الغياب والتاحر,وتناست دورها التربوي تجاه الاطفال داخل المؤسسة التعليمية,وهمها الوحيد هو الشكايات المتكررة لدى السلطات,وكان الاستاذ لا يمرض,والاستاذة لا تنجب,وغياب الاستاذ بفعل المرض محرم في قواميس هذه الجمعيات,وحلال على موظفي القطاعات الاخرى.
ساختم لك اخي القارئ عن السبب الذي جعل شرائح المجتمع تنظر الى المؤسسة التعليمية بمنظار الاحتقار والتصغير ولن تجده الا في:يا امة ضحكت من جهلها الامم
2 Comments
ساذهب مباشرة الى تعميمك و حكمك على جمعيات الاباء .اخي الكريم المقال او البحث لا يكون فيه تعميم ابدا .و هذا يبين انك ربما لا تطلع جيدا عما تفعته كثير من الجمعيات .كما يبدو والله اعلم انك قد انحزت كثيرا لطرف على حساب طرف اخر .حين تنشر مقالا في المرة المقبلة لا تعمم و لاتنحاز الا بالبينة و الدليل
اخي الكريم انا بالفعل وقعت في الخطا حين لم اسل بعض الجمعيات الرائدة من الشمولية التي جئت بها في مقالي,طبعا هناك جمعيات اقف لها وقفة اجلال واكبار ولولاها لما نجح العمل التربوي بالمؤسسات التعليمية بل هناك اعضاء ورؤساء بعض الجمعيات الذين يتفوقون حتى على العاملين بالمؤسسة من حيث تفعيل ادوار المؤسسة,وليكن في علمك انني كنت انا ايضا رئيسا للجمعية سابقا وكنت اعلم دوري التربوي لذا ااكد لك اخي ان هناك اعداد هائلة من الناس من يدخلون الجمعيات الا لاجل ما ذكرت في المقال لكن هناك من اقولها واصدح بها وبصدق ان جزاءهم عند الله عما يفعلون فمعذرة سيدي الرئيس على التعميم الذي لم اقصده وربما وقعت في سهو,ووفقكم الله الى العمل السديد في مهمتكم الصعبة,لانني اعرفك وانت لا تعرفني طبعا وما عليك اخي الا ان تكتب انت ايضا مقالات من هذا القبيل لشرح الدور المحوري للجمعيات ومحاربة من يريدون الهوة بين الاباء والاساتذة والادارة.