Home»Débats»التسامح سمة المسلمين…. خاصة إن كانوا رجال التربية والتعليم….

التسامح سمة المسلمين…. خاصة إن كانوا رجال التربية والتعليم….

0
Shares
PinterestGoogle+

      أتذكر في أحدى مساراتي المهنية أن أحدهم أساء لي برسالة مجهولة مجانية ومجانبة للصواب. ومن سوء حظه أن الفريق وقتها أطلعني على الرسالة حيث تعرفت من خلال الخط على فاعلها. كان بإمكاني إلصاق تهم عدة به أو الكيد له كلما وجدت الفرص … وكم كانت الفرص… لكنني فوضت أمري الى الله… وواصلت مهمتي بكل ثبات.في وقت لاحق أصبح الفاعل ينتظر مني المساعدة في غرض ما. لم أتردد في تقديم العون له وتركت أمري سرا الى يومنا هذا.

   بل أتذكر رئيس مؤسسة – والقصة تعود لسنوات وسنوات- أخطأ في حقي ولمته كثيرا وبأسلوب لا يليق. وبعد مدة انتقل الى مؤسسة أخرى , وقتها ندمت على عدم ضبط النفس وسارعت الى زيارته بالمؤسسة الجديدة التي انتقل إليها لأطلب منه السماح.فاجأني قائلا : » سبقتني يا السي المقدم لنيل الأجر والثواب « 

   لو قمنا بمحاسبة ومعاقبة كل من أخطأ في حقنا لما انتهى بنا المطاف ولما توقفنا عن المسار.ولكم أن تتصوروا عندما يحصل خلاف ما بين أطراف ما.ألا يجتهد إبليس لعنه الله لزرع الفتنة والشقاق,بل يفرح ويمرح , وعندما يحاول أحدهما التراجع والعفو , يصفه بالجبن ويحاول النيل من كبريائه.

   ما أسهل أن تدخل في صراعات وصدامات مع اي كان. تصوروا معي عندما يلتقي سائقا سيارتان عند ملتقى طرق ويكون أحدهما مخطئا أو كلاهما. تصوروا معي عندما يسب أحدهما الآخر , وتصوروا الرد عندما يكون الطرف الآخرهادئا طالبا السماح والمعذرة…..

   إنني أدعو كل الإخوة بكل فئاتهم وأخص رجال التربية والتعليم , لما يميزهم عن غيرهم بغيرتهم وصدقهم وتفانيهم, الى التحلي بروح التسامح والمسامحة والعفو عند المقدرة, فكم تكون النكهة والحلاوة عندما تستطيع النيل من الطرف الذي آذاك… لكنك تظله بتسامحك وعفوك.فكيف لنا لا نسامح والله يسامح المخطئ ولو كانت خطاياه كخطايا زبد البحر,إن وافته المنية وهو تائب صادق مقر عدم العودة الى المعصية … ألا يمكن أن يغفر له الله كل خطاياه؟

  إننا نعيش زمن الفتنة ,زمن اختلط فيه الحابل بالنابل,زمن أصبح فيه الإنسان كثير الانفعال,يتغير شكله ولونه لكلمات بسيطة,رغم أن قلبه قد يكون مليئا بالصدق والخير. ولست هنا لأذكر بعض الإخوة الذين دخلوا على الخط,والذين أعلم الكثير من صفاتهم الحميدة وفضائلهم المجيدة.

  أرجو أن يفهم كلامي إيجابا ودعوة الى التسامح والتصالح , خدمة لقرائنا الكرام الذين ينتظرون منا عطاءات تزيل عنهم بعض الهموم وتروح عنهم احباطات تعليم يسير أعرجا وإصلاحات  لم تقد جرعة كافية لإخراج التعليم من كبوته.

والله الموفق.   

    

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. FAN DE OUJDA CITY
    12/05/2013 at 22:36

    كلما فتحت بوابتي المعتادة إلا ووجدته أمامي ، و وجدت « مقالاته » السريعة (على غرار الوجبات السريعة ) تحط هنا وهناك ، يكتب عن كل شيء دون علم ، يتهم هذا ذاك . فهو الرجل النزيه الذي يفهم في كل شيء ، يفهم في السياسة وفي الدين وفي الاقتصاد وفي التربية ووفي التوجيه وفي التخطيط وفي الجنس وفي الشعر ……فكرهت بوابتي ، وهجرتها ، ثم عدت إليها بعد أن اسعادت عافيتها وسمعت أنه ظهر في مكان آخر كمرض يصعب استئصاله

  2. ismal
    13/05/2013 at 00:20

    جازاك الله خيرا يا السي المقدم على النصيحة، ونتمنى أن لا تصبح المواقع ساحات للسب و الشتم و التحقير و بأسلوب يضاهي ما نسمعه في الأسواق و في الملاعب الرياضية في الوقت الذي تكالبت فيه بعض الجهات على قيم و شيم المجتمعات الإسلامية

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *