ما هي الجهة التي تقف وراء ابتزاز أصحاب الهواتف الخلوية باسم الدين ؟
ما هي الجهة التي تقف وراء ابتزاز أصحاب الهواتف الخلوية باسم الدين ؟
محمد شركي
للمرة الثالثة على التوالي أتوصل من بعض معارفي برسالة باللغة الفرنسية مضمونها ما يلي » من فضلك أرسل خمسة أسماء من أسماء الله الحسنى إلى 11 مسلما ،وثق بأن مشاكلك الكبرى ستحل وهي : يا الله / يا كريم / يا مجيب / يا رحمن / يا رحيم » . فهل هذه الفكرة وليدة شخص أو أشخاص سذج أم أشخاص يستهدفون جيوب الناس أم هي من بنات أفكار اتصالات المغرب التي استنفذت كل أساليب القمار ، وفكرت في الفئات المتدينة التي لا تستهويها أساليب القمار ولا تغريها جوائز السيارات أو غيرها ، فلجأت إلى أسلوب استغلال الدين بشكل مكشوف ، وبصيغة فيها إغراء مبطن بالتهديد . فالمسلمون يثقون في خالقهم سبحانه وتعالى ، وكل من خدعهم بالله عز وجل انخدعوا له . فعبارة » ثق بأن مشاكلك الكبرى ستحل » فيها نوع من الإغراء إذ لا يخلو إنسان من المشاكل الكبرى يتمنى أن تحل بقدرة قادر . والمسكوت عنه في هذه العبارة يفهم ضمنيا إذ يهدد من لا يرسل هذه الرسالة بأنه سيواجه مشاكل كبرى كتحصيل حاصل . وهذا نوع من الابتزاز والتحايل الذي قد يؤثر في بعض الشرائح الاجتماعية ذات المستويات الثقافية المتواضعة ، فتخضع للابتزاز بيسر وسهولة . ومعلوم أن أسلوب الابتزاز هذا الذي يجمع بين الإغراء والتهديد ظهر في الستينات من القرن الماضي حيث كانت تروج رسالة زعم من اخترعها أن رجلا يدعى الشيخ أحمد، وهو في الحرم المكي أو الحرم النبوي رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبره بنهاية العالم ،وكان المطلوب من الناس يومئذ أن يستنسخوا مضمون هذه الرسالة عددا معينا من المرات ، وكان هذا زمن لم تكن الآلات الناسخة قد ظهرت عندنا أو انتشرت بعد .
فلما ظهرت الآلات الناسخة اهتدى أصحابها إلى هذه الحيلة ،فظهرت مرة أخرى حكاية الشيخ أحمد لابتزاز الناس عن طريق صرف بعض أموالهم من أجل استنساخ رسالته . وكانت رسالة الشيخ أحمد واضحة الابتزاز عن طريق تضمينها عبارة تهديد ووعيد بحيث يتوعد من لم يروج أو يسوق هذه الرسالة بموت أقاربه وخراب بيته ، والويل والثبور وعواقب الأمور. ولما تطورت وسائل الاتصال اهتدى المتحايلون الجدد إلى أسلوب الرسائل عبر الهواتف الخلوية بصيغة جديدة لأن حكاية الشيخ أحمد أكل عليها الدهر وشرب . ويعول المتحايلون على شرائح بسيطة من الناس يسهل العبث بهم باسم الدين ، ذلك أنه لا أحد يتردد في ترديد أسماء الله الحسنى المحبوبة إلى النفوس والمتعبد بذكرها ، كما أنه لا يوجد من لا يحسن الظن بربه الكريم ، ويتشفع إليه بأسمائه الحسنى في كل أحواله خاصة المشاكل ، وقد أمر الله تعالى خلقه أن يدعوه بأسمائه الحسنى. والقضية عند المتحايلين الجدد لا علاقة لها بتذكير الناس بربهم أو بأسمائه الحسنى ،بل القصد هو ابتزازهم من أجل تسويق المكالمات عبر الهواتف الخلوية تماما كما تستغل هذه الهواتف لأساليب القمار المختلفة التي ترد في شكل رسائل ، و تقتحم على الناس هواتفهم الخلوية دون إذن منهم أو رغبة ، وبأسلوب وقح وفج لا يراعي كرامة المواطنين وحرمتهم ، وإنما يرى فيهم أصحابه مجرد ضحايا ومغفلين قابلين للاستغلال والابتزاز. ففي كل حين يرن جرس الرسائل عبر الهواتف الخلوية المقلق للراحة ليعبث بالمواطنين، ويعرض عليهم العروض الكاذبة والسخيفة في غياب قوانين تحميهم من هذا العبث . وإمعانا في الاستخفاف بالمواطنين بدأ استغلال أسماء الله الحسنى وباللغة الفرنسية من أجل تسويق رسائل الغرض منها سرقة أموال الناس عن طريق استنفاذ بطاقاتهم . ولا شك أن هذه الحيلة السخيفة لن تخدع إلا المغفلين، لهذا يجب أن ينبه مثل هؤلاء إلى عبث العابثين باسم الدين .
1 Comment
اني عاجز عن الشكر