« الشهرة صنع فرنسا » أو الشهرة made in France
قال الفضيل بن عياض – رحمه الله – : » إنه ما أحب أحدٌ الشهرة والرياسة إلا حسد و بغى وتتبع عيوب الناس وكره أن يُذْكَر أحدٌ بخير « .
ماذا عساه كان يقول – لو عاش هذا الزمان – في حمى « الخرجات « الإعلامية » لبعض « الكتاب و الفنانين » التي وجدت لها في مواقع التواصل الاجتماعي و الجرائد الالكترونية و غيرها وسيلة للانتشار السريع..( فهذا كاتب عُقدته الوحيدة الدين الإسلامي و اللغة العربية و آخر ينتصر لمثليته و يسعى الى » تدويلها » و فرض الاعتراف بها ، وآخر يدعو صراحة إلى الحرية الجنسية و يرضاها – كما نقلت بعض المواقع -لأمه و أخته و زوجه، و أخرى تتعرى على خشبة المسرح لأن الدور يستدعي ذلك، و أخرى تحبك مسرحية على « ديالها »، وأخرى تختار مرة مزبلة تتمرغ فيها احتجاجا على دعوى الفن النظيف و مرة تظهر شبه عارية على غلاف مجلة باسم الفن، و آخر يصرح أن لا مشكلة لديه في أن تمارس بناته الجنس خارج إطار الزواج بعد بلوغهن 18 سنة..)
أقبح ما تَصوًّره ذاك الصوفي بخصوص الشهرة أن يُورِّث هَوَسُها صاحبَه أخلاقا ذميمة كالحسد و حب الذات وتتبع عيوب الناس.. و غاب عنه – و ما كان له أن يعلم ذلك – أن يأتي زمن على الشهرة تجد لها فيه من المرضى و المهووسين بها من يتهافت عليها بأي وسيلة كانت.. بازدراء دينه أو الاجتراء على قيم مجتمعه المسلم و ثوابت أمته أو الإساءة إلى أمه أو بناته أو زوجته او أخواته …و لو علم هذا الصوفي ذلك كان أضاف إلى كلامه السابق: »… و باع دينه و وطنه وأساء إلى أهله و ولده ».
إن الوَصْفة السحرية للشهرة التي يتهافت عليها هؤلاء اليوم و التي قد ترفع – في تصورهم- ممثلا أو ممثلة، كاتبا أو كاتبة، مخرجا سينمائيا أو مخرجة ، من الدرجة تحت الصفر إلى ما فوق، أو تخرجه من البيات الشتوي الطويل إلى عالم الأضواء أو تسوق أعماله أو أسمه، هي: سب الدين الإسلامي أو الطعن فيه أو التشكيك في أصوله و مبادئه، أو سب علمائه، أو الدعوة إلى العلمانية و الترويج لها داخل المجتمع أو الدعوة إلى الحداثة في شقها الذي يشجع على العري و العهر و الفاحشة باسم الحرية…أو الانتصار لقضايا شاذة من خلال أعمال عفنة تشجع على كل قبيح… وهي الشهرة في نسختها الفرنسية أو الغربية أو بتعبير آخر »الشهرة صنع فرنسا »أو شهرة made in France،التي بقدر ما وجدت من يسوقها داخل المجتمع وجدت من يلهث خلفها..
إن تصدر البعض للمشهد الثقافي أو الإعلامي أو الفني في المغرب لا يعكس بالضرورة جودة إنتاجاته و لا بلوغها مستوى الإبداع.. لأن الفساد- كما لا يخفى على أحد- لم يعد منذ مدة مقتصرا على الجوانب الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية بل تعداه ليشمل الجانب الثقافي و الفني.. و يكفي آن نتأمل لائحة « المثقفين » الذين ملأت أسماؤهم دنيا « الثقافة و الفن » و أخبارهم الصحف في السنوات الأخيرة لنصطدم بهذه الحقيقة، ونعرف كيف أريد للبعض أن يشتهر و أريد لآخرين أن يتواروا خلف حجب النسيان.. و نعرف كيف صُنِعت من الغث أسماء مشهورة ..
إن أمر الوصفة السحرية « للشهرة صنع فرنسا » أو الغرب عموما أصبح مفضوحا كما أن أمر اللاهثين وراءها لم يعد يخف على أحد،و الناس – حتى البسطاء منهم – أصبحوا يعرفون تماما هذه الوصفة التي يلجأ إليها كل غث يطلب الشهرة فينا فنانا كان أو كاتبا او غيرهما كما أصبحوا يعلمون أنها شهرة في شنعة و ظهور في قبح ما يلبث أن يطوي طالبها النسيان…
إن الشهرة التي يصنعها التطاول على الدين أو على قيم الأمة و ثوابتها أو يصنعها العري أو تصنعها الفاحشة أو الدعوة إليها هي استفزاز حقير لمشاعر أفراد المجتمع المغربي المسلم وإرهاب معنوي ممنهج يمارس ضدهم يباركه بل ويحمل لواءه لوبي « علماني حداثي » نشيط يتوفر على وسائل هائلة، (مال ، صحافة..) يتقوى بالغرب بشكل فاضح و تدعمه جمعيات و تغدق عليه.. يسعى إلى فرض خيارات تعاكس ثوابت الأمة الدينية و الحضارية… مهووس – على حد تعبير د خالد فتحي – بنموذج الحياة الغربية في شقها المائع المتفسخ…
تقول الكاتبة أحلام مستغانمي في إحدى مقالاتها- المنشورة على إحدى المواقع – : » فبحكم إقامتي 15 سنة في فرنسا، أعرف تماماً الوصفة السحرية التي تجعل كاتباً عربياً ينجح ولكن ذلك النجاح لا يعنيني »
فإلى متى يظل أصحاب تلك الخرجات الإعلامية يلهثون خلف « الشهرة صنع فرنسا » أو الغرب عموما !!!؟؟
و متى يعرفون أن الشهرة الحقيقة يصنعها الإبداع الهادف و يصنعها الانخراط الواعي في هموم الأمة المسلمة و يصنعها العمل الجاد على الحفاظ على قيم الأمة و ثوابتها و توظيفها بما يخدم صالحها – أي صالح الأمة – لا مصالح جهات ينبطح لها المهووسون بالشهرة صنع فرنسا او الغرب عموما؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ .
3 Comments
وماذا استفذنا مم صنع في السعودية أو ترنس أو مصر أو سوريا أو ايران صوى الترهيب والقمع والديكتاتورية وخنق الحريات. تنتقدون فرنسا والغرب وتتبنون فكرهم دون علمكم بذلك تستوردون تكنولوجياتهم وقمحهم وادويتهم وانظمتهم وقوانينهم! ما هذا التناقض?
الشهرة التي تصنع على حساب القيم الأخلاقية عمرها قصير ومآل صاحبها النسيان « والبقاء للأصلح »
الى صاحب التعليق الاول: يبدو انك لا تفهم شيئا و لا أدل على ذلك خلطك بين الفكر و التكنولوجيا و القمح و الدواء.. بل إنك لا تحسن حتى كتابة سطرين دون ان ترتكب اخطاء… ثم انك وقعت تعليقك بسبحان الله،و تتباكى في تعليقك على خنق الحريات و تستصغر القيم و هل الدعوة الى العري او التشجيع عليه حرية؟؟؟ فمن هو المتناقض في كلامه او مواقفه،انت أم صاحب القال؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ فهل تعرف المعنى الحقيقي لقولك »سبحان الله »؟؟؟
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا » «