رفقا بالتلاميذ الصغار: » قالت لينا الأستاذة سيرو للانترنيت و ديرو بحث على حقوق الطفل »
» قالت لينا الأستاذة سيرو للانترنيت و ديرو بحث على حقوق الطفل »
قد يتصور القارئ أن هذا الكلام لتلميذ أو تلميذة على الأقل في المستوى الإعدادي بالنظر إلى نوعية النشاط المكلف به ( بحث) و طبيعة الموضوع( حقوق الطفل) و نوعية المصدر المعتمد في انجازه( الأنترنيت).. و لكن الحقيقة غير ذلك
فهذا الكلام هو لتلميذة صغيرة تتابع دراستها بالثالثة ابتدائي بإحدى المدارس الخصوصية… تخاطب به أمها عند رجوعها من المدرسة.. !!!نعم.. هو لتلميذة في الثالثة ابتدائي بإحدى المدارس الخصوصية…
والغريب أن هذا الكلام أصبح مثل اللازمة يتكرر على الأقل مرة في الأسبوع » قالت لينا الأستاذة سيرو للانترنيت و ديرو بحث على … » و لا يتغير فيه إلا عنوان الموضوع، فمرة » البخل » ومرة » حقوق الطفل » و اللائحة طويلة و ستطول خلال هذه السنة الدراسية .
قد نفهم حرص الأساتذة أو فئة منهم على تشغيل التلاميذ و تكليفهم بما يطيقون و لا يطيقون من الأعمال حتى يظهروا أمام مشغليهم و أمام أولياء التلاميذ أستاذة جادين مجدين متفانين في عملهم..
و قد نفهم أيضا حرص كثير من المؤسسات الخصوصية على أن ترسم لنفسها صورة المؤسسة الرائدة في التربية و التعليم ، المتشددة مع التلاميذ الحريصة على تشغيلهم من خلال تكليفهم بأنشطة منزلية عديدة و متنوعة و هي صورة أصبحنا نتلمسها في حديث أولياء أمور التلاميذ عن المدارس خصوصا في بداية الدخول المدرسي « المدرسة الفلانية مزيانة كتزير التلامذ و كتعطيهم الخدمة ف الدار بزاف، ما كاين اللعب » هذه هي الصورة التي يسعى بعض أرباب المدارس الخصوصية إلى ترسيخها و إن كان على حساب « التربية و البيداغوجياّ… »
و قد نفهم أيضا سعي بعض المدارس إلى تسويق صورة المدرسة التي تواكب التطورات التكنولوجيا في مجال التربية من خلال اعتماد الوسائل التقنية الحديثة في فصولها أو من خلال دفع التلاميذ إلى استغلال الوسائل المتوفرة لديهم.. و لما كانت الانترنيت هي « الصيحة الأخيرة » أصبحت معظم الأنشطة المدرسية تدور في فلكه و ترتكز عليه. ( فضح الله سوق لغزل) كما يقول المثل الدارجي.
لكن الذي لا نفهمه هو تكليف تلاميذ في السنة الثالثة ابتدائي بإنجاز بحث في موضوع حقوق الطفل أو أي موضوع آخر باعتماد الانترنيت.
ماذا ينتظر منهم ؟؟؟؟؟؟ تجميع المعلومات عن طريق القراءة الاستكشافية لمواضيع منشورة على الانترنيت،ثم اختيار المعلومات التي تخدم موضوعهم، ثم وضع تصميم للبحث ثم صياغة الموضوع صياغة يراعى فيها التسلسل في طرح الأفكار و سلاسة الأسلوب و سلامة اللغة من الأخطاء النحوية والإملائية ، والابتعاد عن التكرار..و.. و … !!!! و هل في مقدور التلاميذ في هذا المستوى القيام بهذا العمل.
أم ينتظر منهم – و هذا هو الواقع ،والأساتذة يعرفون هذا جيدا – أن يتولى الأب أو الأم أو الأخ الكبير أو الأخت الكبرى مساعدة هذا التلميذ في انجاز البحث عن طريق نسخ أول موضوع يجود به محرك البحث غوغل و لصقه copier coller « ثم تسليمه للطفل البريء الذي يقدمه في اليوم الموالي و كله حماس إلى الأستاذة مقابل « حسن جدا » في أحسن الحالات تشجيعا له على ذلك و تثمينا لجهده … ؟؟؟؟؟ !!!!! فماذا استفاد التلميذ الصغير؟؟
لا احد يجادل في أهمية الانترنت كأداة تعليمية مهمة للأطفال قادرة على تطوير مهاراتهم الذهنية والعقلية، وتنمية ملكات الإبداع لديهم… ولا أحد في المقابل ينكر أن استعمال الانترنيت محفوف أيضا بالمخاطر (خاصة إذا كان المستخدم له طفلا) و يكفي للتأكد من ذلك الرجوع إلى بعض الدراسات التي أجريت في هذا المجال…( حتى ألعاب الكومبيوتر الذي يتعاطاها الأطفال – على حساب القراءة – و يبلغ تعاطيها لدى بعضهم درجة الإدمان، فيها من المخاطر ما لا يجب على الآباء و المدارس تجاهله…)
و لا أحد يجادل في أهمية الانشطة التربوية ( فصلية كانت او منزلية) لكن الأهم أن يعي الأساتذة أن التخطيط الجيد للعملية التربوية عموما و تحديد أنواع الأنشطة على الخصوص يتوقف على معرفتهم لخصائص تلاميذهم الجسمية و العقلية و الاجتماعية والانفعالية .. وهو ما يفتقده كثير منهم نتيجة غياب التكوين …
فرفقا بالتلاميذ الصغار
أ.حمزاوي
2 Comments
لا حول ولا قوة إلا بالله
ou kol wa7ed radi yejazih allah 3ela l3amal deyalou
أتفق معكم على أن بعض المؤسسات الخاصة تكلف التلميذ أو التلميذة ما لا طاقة لهما به . فالعديد من هذه المؤسسات تسعى من أجل جلب الانظاراليها بأي طريقة ومن خلال الواجبات المنزلية المكثفة والانشطة المرتبطة ببعض « المقررات الخارجية « .و بظهور الانترنيت و تعميمه وارتباطه بظهور المدارس الخاصة أصبح حث التلميذ على الذهاب الى مقهى الانترنيت من اجل انجاز بحت قبل ان يكون الانترنيت متواجد في معظم البيوت ومن هنا أسأل هل هناك سن معين لتوجيه التلميذ إلى إجراء هذا النوع من البحوت ؟؟؟. وغالبا ما يكون هذا البحت من طرف الأب أو الأم أومن طرف الإخوة الأكبر سنا من التلميذ المكلف يإنجاز هذا البحث ،كما جاء في هذا الموضوع . لقد استغربت عندما قلتم يا أستاذ بان التلميذ المكلف في السنة الثالتة ابتدائي ، وفي نظري الضيق طبعا فان هذا التلميذ أصغر سنا من أن يلج مقهى الإنترنيت اذا لم يكن منزله يتوفر على النوع من الخدمة . لهذا وضعت السؤال من قبل عن السن المحدد للولوج إلى عالم الإنترنت ؟.اما عن ألعاب الكمبيوتر فحدث ولا حرج .اتفق معكم أستاذي أن بعض المؤسسات الخاصة تبحث عن الشهرة من خلال تكليف الطفل التلميذ ما لا طاقة له به ليقال عنها وقد قيل … أشكركم أستاذي على هذا الموضوع وبصفة خاصة البحث في حقوق الطفل والتي أتمنى أن تمتد إلى البحث عن حقوق أطفال الطلاق ليتعلموا حقوقهم كاملة غير منقوصة وبصفة خاصة الأطفال المحرومون من حق الزيارة و النفقة… أقف عند هذا الحد والسلام عليكم.
-عكاشة أبو حفصة