بن كيران والنقاش المغلوط
نلاحظ في أيامنا هذه أن النقاش في الساحة السياسية والذي يقوده حزب العدالة والتنمية يتحول بسرعة كبيرة إلى نقاش حول الدين بدل أن يكون نقاشا حول ماهية الإجراءات العملية والبرامج والتوجهات الاقتصادية.
فحزب العدالة والتنمية حينما يقول بأن مرجعيته هي الإسلام وهذه مغالطة خطيرة الهدف منها استمالة الشعب المغربي للتصويت عليه في الاستحقاقات الانتخابية. فالكل يعلم أن المغرب مرجعيته الإسلام وكل الأحزاب السياسية مرجعيتها الإسلام وحتى الأحزاب اليسارية التي كانت في وقت مضى غير واضحة أمام هذا الأمر أصبحت الآن تشهر بمرجعيتها الدينية الموثقة في أدبياتها.
لذا فلنتفق على أمر في غاية الأهمية وهو أنه لا يوجد حزب سياسي في المشهد السياسي المغربي مرجعه دين آخر غير الإسلام.
فالعدالة والتنمية استغل جهل فئة عريضة من الشعب المغربي موهما إياها بأن بلدنا سوف يتجه نحو الإسلام وهاته مغالطة خطيرة، لأنه، أولا: المغرب بلد إسلامي حسب الدستور و حسب التقاليد والأعراف. ثانيا، فحزب العدالة والتنمية يتهم ضمنيا الأحزاب السياسية الأخرى بأن مرجعيتها ليست الإسلام وهذا أمر خطير لأن الإسلام ليس من احتكار أي حزب، بل أكثر من ذلك فشعار كل المغاربة هو: الله الوطن الملك. وهي الثلاثية المقدسة. فكيف إذن يأتي حزب سياسي ويريد أن يظهر نفسه بأنه المنقذ ويلعب على هذا الوتر الحساس للمغاربة؟
لقد صوت عدد كثير من المغاربة على حزب العدالة والتنمية ليس لكي يصبحوا مسلمين أو يعيشوا شعائرهم في ظروف جيدة وإنما صوتوا على حزب المصباح لأنه في حملته الانتخابية وعدهم بمحاربة الفساد و بنسبة نمو تفوق 7 % وبحل مشكل البطالة وو..
لهذا فمحاسبتهم لهذا الحزب سوف تأتي من خلال هذا التعاقد وإعطاء حصيلة ما أنجزه. وانتقادهم لهذا الحزب الذي يترأس الحكومة هو من خلال هذا المنطلق.
فما هي الحصيلة بعد أكثر من 9 أشهر؟ فيما يخص محاربة الفساد: أجابنا السيد بنكيران أن الله عفى عما سلف ولا يمكن محاسبة المفسدين.
أما فيما يخص حل مشكل البطالة : أولا، لم ينفذ رالسيد بن كيران التزامات الحكومة السابقة في تشغيل عدد من المعطلين حاملي الشهادات الجامعية. ثانيا قال بأنه يستحيل توظيف هذا العدد من المعطلين في القطاع العام. ثم ثالثا طلب من المعطلين أن يبحثوا عن شغل في القطاع الحر. أليست هذه مهزلة؟ ثم لاحظنا أنه لما طالب المعطلون بحقهم في الشغل واجههم بالعصي، هذا من جهة ومن جهة أخرى، لما ذهب آخرون وحاولوا ممارسة التجارة الحرة حاربهم وحجز لهم سلعهم ودمر لهم عرباتهم. فبالله عليكم ما الذي أتى به حزب العدالة لحل معضلة تشغيل أبنائنا ؟
فهل التعبير عن عدم رضانا بما يفعله حزب العدالة والتنمية يعني أننا غير مسلمين أو ضد الإسلام ؟ فحاشا أن نقول شيئا ضد الإسلام وديننا ليس بحاجة إلينا لندافع عليه لأن الله هو من ينشره، بل نحن نناقش أمورا دنيوية بعيدا عن أي مزايدة كانت.
في هذا المقال أردت فقط أن أحذر من استغلال الدين لأهداف سياسية كالقول مثلا : » إذا صوتتم على حزبنا فسوف نطبق الدين » ، أو « من يحاربنا فهو يحارب الدين » الخ. فهذا توظيف خطير للدين ،عــلما بأن الحزب هو منظمة سياسية، ومتسيسة، وتشارك في اللعبة السياسية من أجل الوصول إلى السلطة وإلى أهدافها الخاصة. فحذار من الوقوع في فخ الخطاب السياسوي الذي يستغل الدين لأغراض دنيوية.
1 Comment
لقد سبق لفيلسوف الجدلية الفذ منذ أزيد من قرنين من الزمن الى القدرة الهائلة التي يملكها رجال الدين على استعمال الدين وتوظيفه في السيطرة على عقول وأفكار وثروات وحياة ضعاف الشخصية من النساء والسذج من الناس الى درجة غسل أدمغتهم وجعلهم تحت السيطرة. كم من أناس أخذت منهم أموالهم وأولادهم ونساؤهم كم من أناس استعبدو واستغلو حتى النخاع كم من من أعراض هتكت وبيوت خربت ودماء هدرت