بنكيران يرهن المغرب
تحكي الألسن عن رئيس جماعة قروية شاب، لم يكن على دراية بخلفيات التسيير لكنه كان على إلمام واسع بطرق التزوير، وبعدما لم يجد في الجماعة ما يبني عليه طموحاته أي لم يجد « ما يأكل » خمن في عدة مشاريع، ولأنه على دراية « بما قلنا » ذهب تفكيره إلى صندوق التجهيز الجماعي، وحاول إقناع باقي أعضاء المجلس بالحصول على قرض من الصندوق المذكور قصد تجهيز الجماعة وتشييد الطرقات وبناء السوق والمدرسة وبعض المرافق الأخرى، وحدد قيمة القرض في 6 ملايين درهم. وتظاهر المستشارون بالبَلادة وقالوا له « إيوا إلى ما بقيتيش رئيس شكون يخلص »، وهي عبارة فقط للعرقلة لأننا نحن لا نعرف نية الرئيس ولكن أبناء بلده يعرفون جيدا دواخله، وفعلا تبين أن الرئيس لم يكن يبحث إلا عن ميزانية لتحقيق أغراض بعيدة عن الجماعة، ومرت بضعة سنين فسقط الرئيس وبعض من اقتنعوا بسلوكه وكان مصيرهم السجن لكن مصير الجماعة مأساوي حيث بقيت في حالة انهيار شامل. الآن بنكيران اقترض 6 ملايير دولار، وقد التقت الأرقام بشكل عفوي، لكن « شكون اللي غادي يخلص إلى ما بقاش بنكيران رئيسا للحكومة؟ وحتى إذا بقي لسنوات طويلة هل سيؤدي هو كل هذه المبالغ؟ إن من سيؤدي ثمن وفاتورة هذا الاقتراض الضخم هو الشعب المغربي. فمن سيؤدي فاتورة هذا القرار؟ وهل لهذا الغرض انتخب المواطنون حزب العدالة والتنمية ووضعوه في الرتبة الأولى؟ وما حقيقة المزاعم التي أطلقها بنكيران حول نسب النمو؟ فهل تمت عملية نصب وتدليس كبرى ضد الشعب المغربي؟ وهل وصل الحد إلى اللجوء لأكبر اقتراض في تاريخ المغرب؟ هل وصلنا مرحلة الخطر بعد أن تجاوزنا بصعوبات وضريبة مرحلة السكتة القلبية؟ فوزارة المالية والاقتصاد تضحك على المغاربة. فقد حصل المغرب على « خط الوقاية والسيولة » من طرف صندوق النقد الدولي بقيمة 6.2 مليار دولار يمكن استعمالها خلال مدة سنتين، وأبرز بلاغ للوزارة بأن المجلس الإداري للصندوق وافق على منح المغرب هذا الخط الائتماني الوقائي وذلك وفق « الآليات الجديدة التي أحدثها الصندوق في نونبر 2011، لتمكين البلدان التي تنهج سياسات اقتصادية سليمة من مواجهة المخاطر المحتملة المرتبطة بتداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية ». هذا هو العبث، كيف نكون بلدا ينهج سياسة اقتصادية سليمة ونكون في حاجة إلى مثل هذا القرض وبهذا الحجم؟ أليس في ذلك تناقضا؟ وحاولت الحكومة تبرير الاقتراض بكونه سيساعد على مواجهة المخاطر، هل بهذه الطريقة سنواجه المخاطر أم سنعرض البلد للأخطار التي يصعب مواجهتها؟ وماهي حدود مساهمة حكومة بنكيران في هذه الأزمة؟ إن حكومة بنكيران ومن خلال منهجية اشتغالها جلبت الكارثة للمغرب، حيث أعلنت منذ اليوم الأول مجموعة من الشعارات والقرارات التي ستتخذ مما جعل المستثمرين يفقدون الثقة في الحكومة. إن ما قام به بنكيران سيرهن المغرب للصناديق الدولية التي بنى زعيم العدالة والتنمية مجده على نقدها واعتبارها ضد الشعوب.
جريدة النهار المغربية
1 Comment
لا اعتقد أني سأضيف جديدا إذا قلت أن « النهار المغربية » مصنفة أكثر من غيرها ضمن الصحافة التي لا تحترم نفسها، وأن الدور الموكل لها حاليا هو ضرب حكومة بنكيران »فين ما جات »، وليس تحت الحزام فقط. لكن ماهالني حقا هو أن يلجأ موقع محترم ومسئول كوجدة سيتي إلى الترويج لما يصدر في الجريدة إياها، رغم وضاعته وعدم احترامه لضوابط وأخلاقيات النقاش والطرح. وعلى سبيل المثال، لأي سبب شبه المقال السيد بنكيران بشخص، مهما يكن، » على إلمام واسع بطرق التزوير ». متى مارس السيد بنكيران التزوير، وفي أية قضية، وما هو وجه التزوير بالضبط؟. ألم يكن حريا ب »وجدة سيتي » أن تتبين نبأ الفاسقين قبل تعميمه على قراءها؟.في كل الأحوال، رجاؤنا أن يكون ما وقع مجرد كبوة فارس