في برنامج قضايا وآراء على القناة الأولى يعترف وزير التربية الوطنية بـأنه يخوض مغامرة في تدبيره لشأن قطاع التربية
في برنامج قضايا وآراء على القناة الأولى يعترف وزير التربية الوطنية بـأنه يخوض مغامرة في تدبيره لشأن قطاع التربية
محمد شركي
كشف برنامج قضايا وآراء الذي يقدمه الصحفي العدوي على القناة الأولى كيف آل مصير وزارة التربية الوطنية إلى السيد الوفا الذي اعترف به يخوض مغامرة في تدبيره لشأن قطاع التربية الحيوي . ومعلوم أن كلمة مغامرة في اللغة العربية تعني القتال والبطش دون المبالاة بالموت ، أو بتعبير آخر المخاطرة بالنفس أو غيرها مما يخاطر به ، أو التهور. ولما أبدى صاحب البرنامج اندهاشه من استعمال الوزير هذه اللفظة تدارك الوزير فلتة لسانه بقوله مغامرة ،ولكنها إيجابية وهو نعت لا يتطابق مع المنعوت إلا في تصور من لا يلقي بالا لشيء اسمه التناقض . وبالفعل بدت شخصية الوزير متناقضة أو على طرفي نقيض في كل أحوالها ، فهو حتى في حركاته العادية يقهقه حتى يبدو حلقه ، و يكشر ويعبس بعد ذلك مباشرة حتى يتحول وجهه إلى تضاريس من التجاعيد ، وينفعل بسرعة ، ويتظاهر بالدعابة بأسرع من ذلك .
ولما سئل عن شعوره ، وهو يتولى الوزارة ذكر غيابه عن الوطن لما يزيد عن عقد من السنين، واشتغاله بالعمل الدبلوماسي طيلة تلك المدة ،مما يعني أنه كان غائبا عن الشأن التربوي . وفي هذا السياق صرح أنه يخوض مغامرة ،ولكنه وصفها بالإيجابية.
وإذا ما تجاوزنا شكله إلى تصريحاته ،نجده يعلق على استطلاع آراء الشارع المغربي بخصوص المدرسة المغربية وما هي عليه من تدهور بقوله : هناك فرق بين مدرسة القطاع الحضري والقطاع القروي من حيث سوء الوضع . ولما سئل عن شعوره ، وهو يتولى الوزارة ذكر غيابه عن الوطن لما يزيد عن عقد من السنين، واشتغاله بالعمل الدبلوماسي طيلة تلك المدة ،مما يعني أنه كان غائبا عن الشأن التربوي . وفي هذا السياق صرح أنه يخوض مغامرة ،ولكنه وصفها بالإيجابية. ولما سئل عما يقال عن جهله بقطاع التعليم ، نفى ذلك ، وقال :أنا أعرفه ،ثم استطرد قائلا يعني : عندي رغبة للمعرفة . وشتان بين من يعرف ، ومن عنده رغبة للمعرفة . ولما أراد أن يثبت معرفته زعم أنه اجتمع بالفعاليات وزار المؤسسات ،علما بأنه لم يزد اجتماعه عن اللقاء بخمس نقابات تقوم بدور » أمي الغولة » كما يقول المثل المغربي ، ولعله زار مدرسته ،أو مدارس كان يعرفها ، واشتاق لرؤيتها أو أراد على عادة الوزراء عندنا العودة على حيث كان ولسان حاله ها أنا ذا قد صرت وزيرا، واكتفى بتلك الزيارات واللقاءات ليزعم أنه على علم بالتعليم مع أنه علم شيئا وغابت عنه أشياء .
ولما سئل عن نتيجة علمه ومعرفته بالتعليم عبر عن قناعته بأن المنظومة التربوية يجب أن تعرف استقرارا لأنها غير مستقرة . وبدا التناقض واضحا في كلامه حيث صرح أنه سيواصل العمل بمعطيات المخطط الاستعجالي و بما كان من قبل ، ولكنه في نفس الوقت سيراجعه ويبطل منه ما يبطل دون احتفال بما صرف من مال لأنه لا يريد صرف المزيد على ما لا يفيد
ولما سئل عن نتيجة علمه ومعرفته بالتعليم عبر عن قناعته بأن المنظومة التربوية يجب أن تعرف استقرارا لأنها غير مستقرة . وبدا التناقض واضحا في كلامه حيث صرح أنه سيواصل العمل بمعطيات المخطط الاستعجالي و بما كان من قبل ، ولكنه في نفس الوقت سيراجعه ويبطل منه ما يبطل دون احتفال بما صرف من مال لأنه لا يريد صرف المزيد على ما لا يفيد كما قال علما بأنه لا يجب أن يضيع ما أنفق هباء منثورا دون مساءلة أو محاسبة. وبعد ذلك مباشرة عبر الوزير عما يؤكد جهله بالتعليم و ويؤكد أيضا أنه قد غامر بالفعل في الإقبال على وزارة دون دراية حيث صرح بأن التعليم بسيط ، ولكن تم تعقيده ، ولما أراد أن يضرب مثلا عن التعقيد قال : لما سمعت كلمة تأهيلي ظننت أنها ذات علاقة بالتعليم المهني . ولا شك أن غيابه عن الوطن لأكثر من عقد من السنين جعله يرى التعقيد بهذا المفهوم العامي . كما أنه يرى التعقيد أيضا في كثرة أرقام المذكرات التنظيمية ، مع أنه واصل إصدار المذكرات كما كان الحال من قبله ولكن دون أرقام . وعلى طريقة كل من سبقه إلى هذه الوزارة التي تعاني من الفشل الواضح عبر متفائلا بقوله : المدرسة المغربية ليست خائبة ، ولكن لا بد من أن يرد لها الاعتبار حتى لا تضيع قيمة الشواهد . واستطرد منوها ومفتخرا بمصداقية الشواهد المغربية من خلال نتائج الطلاب المغاربة في الخارج ، وهم بطبيعة الحال النخبة المتميزة ، وليس سواد الطلبة . واتخذ الوزير المجلس الأعلى للتعليم شماعة علق عليها مشاكل المنظومة التربوية كلها ، أو علق الحجام بسقوط الصومعة كما يقال .
ففي نظره عدم اجتماع هذا المجلس هو سبب مصيبة المنظومة التربوية ، لهذا فكر في تفعليه ليكون برلمانا مصغرا ينعقد خلال ثلاث دورات سنويا ، ويبدو أن الوزير يريد أن يحول الوزارة إلى دولة قائمة بذاتها لها برلمان مستقل . وخلاصة ما أراده الوزير لمدرسة المغربية الاستقرار ، وهو جاد في تحقيقه من خلال قانون أساسي يجمع شتات المنظومة التربوية على حد تعبير الوزير. وما كاد الوزير يذكر الاستقرار حتى انطلق محاوروه ، وهم من الحزب الحاكم ، ومن فيدرالية جمعات الآباء والأمهات والخالات ….فضلا عن ثلاث نقابات من نقابات » أمي الغولة « . وعبر هؤلاء المحاورون عن تصورهم لاستقرار المنظومة حيث لا استقرار إلا بتحقيق مصالح كل فئة يمثلها أحد المحاورين ، وما أضيق الدنيا عندما ينظر إليها من ثقب الإبرة. ولما سئل الوزير عن إجراءاته المتسرعة أو الارتجالية أجهز على ما يسمى بيداغوجيا الإدماج معيرا بلد صاحبها بأنه بلد متخلف ، وهو لا يرضى التخلف لوطنه . وجريا على نمط تفكيره الذي يطبعه التناقض، قال بعد ذلك نحن نقف وقفة تقويم لبيداغوجيا الإدماج . أما بخصوص إلغاء مؤسسات التميز، فإنه ودائما على ضوء نظرته المتناقضة صرح بأنه يحتفظ بما كان ، ولا يسمح بالمزيد منها نظرا لكلفتها ،متنكبا الحديث عن نخبوية هذه المدارس كما نسب له من قبل في وسائل الإعلام بإيعاز من جماعات الضغط التي تملي عليه القرارات تجنبا لسخط أصحاب مؤسسات التميز.
وفي لقطة هزلية على الطريقة المراكشية ، وبعد أن أنكرت المحاورة الوحيدة ، وهي أستاذة فلسفة من حزب الاتحاد الاشتراكي على الوزير استعماله عبارة رجال تعليم فقط دون الإشارة إلى النساء قهقه ، وظل يردد : « أنا مزاوك أنا مزواك ما عمري نعاود «
وفي لقطة هزلية على الطريقة المراكشية ، وبعد أن أنكرت المحاورة الوحيدة ، وهي أستاذة فلسفة من حزب الاتحاد الاشتراكي على الوزير استعماله عبارة رجال تعليم فقط دون الإشارة إلى النساء قهقه ، وظل يردد : « أنا مزاوك أنا مزواك ما عمري نعاود » وكانت نظرات الوزير إلى هذه المحاورة تنم عن الإعجاب والرضا على طريقة الوزير السابق الحبيب المالكي ، وهو ما لم يحدث مع رئيس فيدرالية جمعيات الآباء والأمهات ،الذي قاطعه الوزير ، ولم يقبل منه اتهامه إهمال الدستور الجديد لإلزامية التعليم . ولما أنكر رئيس الفدرالية سوء فهم الإدارة التربوية ، وهيئة التدريس لتدبير الزمن المدرسي حيث قلصت بعض المؤسسات جداول الحصص بمدينة سلا ، قال الوزير أنا على علم بها ، وعلى طريقة الجمع بين القضية والنقيض ، قال لا بد أن يراقب المفتشون جداول الحصص ، وهي تعني عند الوزير الزمن المدرسي وزمن التعلم .
ولما سئل الوزير عن خلافه مع المفتشين صرح بأنهم عناصر أساسية إلى جانب باقي العناصر، وعليهم أن يقوموا بواجبهم دون انتظار صدور المذكرات . ولما سئل الوزير عن الدروس الخصوصية ، وابتزاز أصحابها للمتعلمين ظل يردد : الله يهديهم ، الله يهديهم ولسنا ندري أهو استجداء أم تهديد مبطن ؟
ولما سئل الوزير عن خلافه مع المفتشين صرح بأنهم عناصر أساسية إلى جانب باقي العناصر، وعليهم أن يقوموا بواجبهم دون انتظار صدور المذكرات . ولما سئل الوزير عن الدروس الخصوصية ، وابتزاز أصحابها للمتعلمين ظل يردد : الله يهديهم ، الله يهديهم ولسنا ندري أهو استجداء أم تهديد مبطن ؟ ولما سئل السؤال التقويمي الأخير كرر قوله : لا بد من عودة الثقة إلى المدرسة المغربية التي تعاني من أخطاء ، وتحتاج إلى إصلاح ، لهذا كان قراره بتوقيف التكوينات الصورية إلى حين التأكد من فعاليتها وجدواها، وهو ما ينقض كلامه السابق بأنه سيواصل ما كان ، وفي نفس الوقت يغير ويبدل . ولست أدري هل الوزير نفسه خطأ مضاف إلى أخطاء المنظومة ، أم أنه إصلاح من ضمن الإصلاحات . والمؤكد أنه تم انتقاء الذين حاوروه بشكل دعائي مكشوف ، وكلهم أثنوا على شجاعته في ممارسة التغيير، مع اتهامه في نفس الوقت بشكل من الأشكال بالتسرع . ولا يخفى أن الثناء عليه كان من قبل جماعات الضغط أو لوبي النقابات التي استجاب لها مضطرا لا بطلا ، كما سبق أن أشرنا إلى ذلك سابقا .وتأكد أن سياسة السيد الوزير هي جس نبض قطاع التربية لمعرفة مصادر الاحتقان من أجل المسارعة للالتفاف حولها بسرعة وتسرع في اتخاذ القرارات . ونسي السيد الوزير أن أصحاب المصالح من الفعاليات قد غمزوه تغماز التين ، وعرفوا نقطة ضعفه ، وهم يرقصونه كما يشاءون على حساب إفلاس المنظومة التربوية ، وإفلاس قطاع حيوي عليه يتوقف مصير البلاد والعباد .
6 Comments
قراءة صائبة لتصريحات الوزير وشطحاته، ويبدو ان مصير المنظومة التعليمية سائر الى المجهول والله يحفظ والسلام
والله كل ما اتمناه و انا رجل تعليم ان يتقي المفتشون الله في هدا الرجل لالم يكف ما نهبتموه من المال العام بدعوي التكوينات الهزلية ز المشاريع التي لم تصل الي المؤسسات لا
ما اراه هو ان السادة المغتشين وبعض الموظفين ممن استفادوا ماديا من البرنامج الاستعجالي اصبحوا يخشون فقط علي امتيازاتهم فكفي نهبا للمال العم بدعوي التكوينات الهزيلة او المشاريع التي لم تنزل الي الواقع قام بها ناس في مكاتب بعيدة عن الواقع اتقوا الله
وحق لمثله أن يضحك على الذقون بما أنه وجد من يبادله الإبتسامة فضلا عن الضحك ؟؟؟ لأن مثل هذه الملفات حقيقة تستحق البكاء والبكاء وليس الضحك إلا إذا أردنا الضحك على أنفسنا لأن الضحايا هم فلذات أكبادنا
السلام عليكم
لا ادري لماذا البعض دائما يعارض من اجل المعارضة.لما كان الوزراء لا يستقبلون النقابات كانت تقوم الدنيا ولا تقعد بداعي عدم اشراكهم في التدبير. والان عندما يستقبل الوزير النقابات الاكثر تمثيلا يسخر البعض منه.لما جاءت بيداغوجيا الادماج وكذا ثانويات التميز كثير عارضوها ولما اوقفها السيد الوزير الان يلومونه..قهقه الوزير يقول البعض لماذا يقهقه.غضب الوزير يقولون لماذا غضب.اعترف بخطأ يقولون لماذااعترف. اتخذ الوزير قرارات حاسمة ينعتونه بالتسرع .اما بالنسبة للتعويضات المالية عن التكوينات الصورية فالكل سكت عنها ويلومون الوزير على توقيفها. ونرجو ان يبادروا الى ارجاعها للدولة ان كانوا حقا لا يرضون بأكل المال العام .الحاصل ان السيد الوزير عليه ان يكتب على باب وزارته ( كيفما درنا حصلنا )والسلام
التعويضات علقت بتعليق التكوينات هو حديث الساعة بالنسبة للمفتشين بالنيابة وحين نناقشهم بأن التكوين هو من صميم عملهم ولا يجب أن يأخذوا عليه التعويض:فاذا أخذوا التعويض عليه فمن حق الأستاذ أن يأخذ التعويض على الدروس التي يقدمها للتلاميذ ومن حق الإداري أن يأخذ التعويض على الشواهد التي يعبِها …يكون ردهم بأن هذا حق متوارث