تبدو لعبة كرة القدم  اشد ابتعادا من غيرها  عن كل تفكير عميق .
فكثيرا  ما نشبه  فراغ كرة القدم  بفراغ العقل او الذهن .
ونتهم الجمهور  بالتسطيح والتكوير  والسذاجة .لكن غالبا  ما تعبر  هذه الاحكام  عن قدر لاباس به من السذاجة  والشفقة .
يتعجب  الانسان  من خلو  الشوارع  من المارة ، واغلاق المحلات  التجارية  ، فنعتقد  انه عيد  من الاعياد  ، او يوم اضراب وطني  او يوم حداد …
لكن سرعان مايبطل العجب  بمجرد مرورنا  من جانب المقاهي  التي تتحول الى  » ملاعب مصغرة  »  لمشاهدة  المباراة  التي يخوضها المنتخب الوطني .
ولا حاجة الى تاكيد  ما تخلقه مباريات  كرة القدم  من متعة  في نفس المتفرج ، ومن شعور  بالانتماء  قد يصل  الى حد التعصب .
نعم تحرص كل الدول  على تتبع المباريات  الدولية  التي تجريها منتخباتها  او انديتها  ، بشتى  وسائل  الاعلام  ، وتسهر جامعاتها  على تنظيم  ندوات صحفية  عقب كل هزيمة  او انتصار  لتشخيص  مكامن الضعف  ومواطن القوة  ، ومايترتب على ذلك  من تغييرات  تشمل  مستويات التسيير  والتدبير  والتبذير كذلك  والتدريب والاداء .. ويمكن تحديد الميزات التي تختص بها لعبة كرة القدم فيما يلي :
–    الشفافية الاعلامية : فكل مباراة  – ولاسيما الدولية – حدث اعلامي  هام .
–    المراقبة  التي يمارسها المتفرج  بشكل مباشر  او غير مباشر .
–    ثم قانون اللعبة  في محاولة لاحداث ثغرات  في صفوف  الخصم .

وبفضل هذه الامكانيات المتاحة  لم يصعب على المتفرج العادي  من فحص  الكارثة  التي مني بها فريقنا  الوطني مؤخرا بليبروفيل امام فريق الغابون ، وتحليلها محليا ووطنيا ولما لا دوليا  وربطها بالكوارث الاخرى التي يصاب بها الشعب المغربي .اذا كانت فعلا كرة القدم  واجهة اخرى  من واجهات الكساد بشتى اشكاله .
ويتمنى المسؤولون ، لو لم يتم اختراع التلفزيون والانترنت  او المذياع فوق الجبال  لنقل اطوار مقابلات الفريق الوطني لكرة القدم .
ويتمنى الطاقم المشرف وعلى راسه الحكومة المغربية والاجهزة الوصية   ان يلعب هذا المنتخب الرياضي  بمفرده  في الميادين  ليحقق انتصارات  دائمة  ومضمونة ، كما حققته انتصارات الحكومة الجديدة في ميادين الكوشة بتازة عندما تم نقل  الاخبار من احادية الزاوية دون تغطية اعلامية  او مراقبة حقيقية لما يحدث هنا وهناك من مناطق المغرب .
من الممتع جدا  تشكيل منتخبات وطنية  في كل هذه القطاعات ( منتخب في التعليم ، منتخب في الضحك ، منتخب في المسرح ، منتخب في الصحة ، منتخب في البرلمان ، منتخب في حقوق الانسان ، منتخب في المال العام ، منتخب في الفوسفاط ، منتخب في السمك ، منتخب في الغابات ، منتخب في المناطق النائية ، منتخب في القضاء ، منتخب في السياحة ، منتخب في الثقافة ، منتخب للقوات العمومية وتدخلاتها ، منتخب في مخافر الشرطة والدرك ، منتخب في المستشفيات ، منتخب في الديبلوماسية الخارجية ، ومنتخب الشعب …الخ المنتخبات ) وتنظيم اقصائيات  عالية بقوانين  شبيهة  بقوانين كرة القدم .
ولن يشكو هذا الاقتراح /الحلم كذلك  من نقص الحجة والبرهان في المفاوضات لاشهار راتب طاقم الكرة  علاوة على المفاوضات  التي يجريها منتخبنا الوطني  في شان الثروات الوطنية والمحلية مع الاتحاد الاوربي او مع شركائه الاخرين …