الجزائر ….والهدوء الذي يسبق العاصفة
انه التقييم الذي يصدره كل المتتبعين والمختصين في الشأن الجزائري سواء على مستوى الداخل او الخارج ، فالصحافة م نقل كلها تتوقع قريبا ان الحدث المقبل سيكون هو الحدث الجزائري ، الحدث الذي سيصنعه الشباب الذي مل وكل وكره حياة البؤس والفقر والضياع
لم يتوقع الشعب الجزائري في يوماً ما أن تصبح بلادهم بهذا الشكل وبهذا الواقع المرير مئات الألوف من الجزائريين قاوموا الاستعمار الفرنسي لسنين طويلة من أجل الحرية ومن أجل عيش حياة كريمة في وطنهم.
لم يتوقع هؤلاء الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم من أجل أن يعيش أبنائهم وأحفادهم حياة كريمة توفرها لهم دولتهم لم يتوقعوا أن تصبح الجزائر دولة ينتشر فيها الفقر وتحرم مواطنيها من ابسط الحقوق الحق في عيش حياة كريمة
لم يتوقعوا أن يرحل الآلاف من الشباب الجزائري ويترك وطنه ويموت العديد منهم غرقا في البحر.
انتشار الفساد وانتشار الفقر وانتشار الغلاء الرهيب في السلع الأساسية جعل العديد من الشباب الجزائري الذين يشكلون نحو75% من السكان يخرجون إلى الشارع ويعبرون عن رفضهم على قرارات الحكومة التي سببت في إفقار الشعب الجزائري نزلوا إلى الشارع لينبهوا الحكومة بأن هناك الملايين من الفقراء لازالوا يعيشون في الجزائر لم يرحلوا كما رحل الآلاف منهم .
أن احتجاجات الشباب الجزائري هي أيضا تعبر عن سخط الشعب الجزائري على أداء الحكومة التي لم تنجح في إدارة الأزمات وفي حل مشكلة البطالة المتفشية بين صفوف الشباب وغلاء العديد من السلع الأساسية ولم تفلح في حل أزمة السكن وتدني خدمات البنية التحتية ولم تستطيع القضاء على الفساد والبيروقراطية الإدارية.
غريب كل هذا الفقر في دولة تصدر النفط والغاز و تقول أن احتياطها من النقد الأجنبي بلغ 150 مليار دولار.
نحن بحاجة لمنابر للتعبير عن أرائنا بكل حرية دون قيود فالهامش الموجود ضيق لا يتسع للرأي الأخر، ولسنا في حاجة لمنابر تشيت احذية الجنرالات وناهبي خزائن الدولة ، امثال جريدة » الشروق » التي حتما ستغرب ان عاجلا او آجلا …نحن في حاجة الى شباب يقول باعلى صوته لا ….لا …والف لا ليعيش لوبي ناهبي الثروات البترولية والغازية في الغنى الفاحش في الوقت الذي يعيش فيه السواد الاعظم من شعبنا تحت عتبة الفقر .
فجزائر المليون شهيد هي اليوم على صفيح ساخن ، وقد بدأ الخان يتصاعد من البركان الذي قد ينفجر في كل لحظة ، لأن شباب الجزائر لم يكن في يوم من الايام ليرهبه القمع…وهو يرى ان جيرانه الشرقيين تونس ليبيا مصر انجزوا ثورتهم ضد الفساد والمفسدين الذين اتوا على الأخضر واليابس في هذه الدول ، في حين نلاحظ ان الجار الغربي المغرب الذي لا يملك لا غاز ولا بترول ولا ثروات معدنية ، ولا يحزنون … يحقق مع ملكه الشاب طفرة نوعية في البناء والنماء والتقدم ، فالاوراش التي يعرفها الجار الغربي لم يسبق للجزائر البلد البترولي حتى ان حلم بها ….فماذا تعني هذه المفارقة الغريبة ، في زمن الغرابة ، زمن تساقط الديكتاتوريات الواحدة تلو الاخرى …
هل تنجح احتجاجات الشعب الجزائري في إسقاط الحكومة كما فعلت احتجاجات الشعب التونسي لننتظر فالايام وحدها كفيلة بأن تكشف لنا كل الأوراق والحقائق وتزيح النقاب عن المستور…آنذاك سيكتشف شعبنا اعجب العجائب …فالغد المشرق قريب ، وهدوء الشعب الجزائري هو فقط الهدوء الذي يسبق العاصفة ، عاصفة ستقتلع لوبيات الفساد من جذورهم وستحاكمهم محاكمات سيسجلها التاريخ الى ابد الآبدين …لأنه لا يمكن لنا ان نسكت ابدا على من يمتصون ثواتنا عفوا بل دماءنا … وان غدا لناظره قريب … وحتما ستكون سنة 2012 سنة الشعب الجزائري الذي حتما سينع فيها الحدث ….
Aucun commentaire