هل تعتبر سياسة التحالفات التفافا على الدستور ؟
بعد التحالف الذي عرفته الساحة السياسية المغربية بين كل من « البام » والحركة الشعبية و التجمع الوطني للاحرار والاتحاد الدستوري ، تعرف الساحة السياسية اليوم اعلانا عما يسمى ب « التحالف من أجل الديمقراطية » وهو عبارة عن توسيع للتحالف المذكور الذي ضم اربعة احزاب ليشمل اربعة احزاب اخرى هي كل من الحزب العمّالي والحزب الاشتراكي واليسار الأخضر وحزب النهضة الفضيلة،
المثير في التحالف هو طبيعة القوى السياسية ذات البرامج المختلفة والتي تتموقع على ساحة المشهد السياسي ضمن مواقع لا يجمع بينها لا التاريخ ولا الجغرافيا، بحيث اصبح الحديث عن احزاب يمينية او يسارية غير ذا جدوى ، بل حتى الوسط الذي مثله على الدوام حزب التجمع الوطني للاحرار منذ اواخر السبعينات لم يعد ذا دلالة سياسية.
هذا الوضع يمكن ان يؤشر على نوايا مبيتة تهدف بالاساس الى الالتفاف حول اهم ما جاء في الدستور من تعديلات ولعل اهمها ايجاد مخرج لظاهرة الترحال السياسي التي حرمها الدستور الجديد، بحيث تمكن « تخريجة التحالف » من اعادة ترتيب اوراق التواجد داخل البرلمان دونما حاجة لاستبدال الحزب ، كما يمكن فهم الالتفاف على الدستور الجديد من خلال ضرب مبادئ التنافسية الشريفة عبر « سد الطريق » على هيآت سياسية لعل اهمها « حزب العدالة والتنمية » حسبما تقول بعض التقارير في تعليقها على التحالف الجديد. كما ان من شأن هذا التنسيق تجميع شتات اصوات الاحزاب الصغرى بما يمكن من الحصول على مقاعد بشكل ملتو ، وبما يمكن من القفز على نظام « العتبة » الذي لولا هذا التحالف لن تتمكن اصوات الاحزاب الصغرى المعبر عنها من المرور الى مرحلة احتساب المقاعد.
هذا الاستنتاج لا يعني مطلقا تحريم حق التحالف السياسي بين الهيآت السياسية التي تنوي دخول معترك الاستحقاقات التشريعية،ولكن لا بد من تحالف بضوابط تراعي شروط التنافس المبني على تكافؤ الفرص و امتياز الأجود .
كما ان التحالف – حسب التجارب الدستورية العالمية- يرتبط بنمط الاقتراع اللائحي بالاغلبية المطلقة عند المرور الى الدور الثاني او ما يعرف دستوريا « بالبالوتاج » .
من خلال قرائتنا – تقنيا- للجهود المبذولة من طرف الدولة عبر اقرار حزمة من النصوص والاجراءات ، واقتناعنا بوجود ارادة تستوجب تفاعلا مماثلا فاننا نشجع على انخراط الجميع في هذا المسلسل ولكن في المقابل ومن خلال قرائتنا لواقع الحال كنوع التحالف المشار اليه وطبيعة الاحزاب التي ذابت فيه دون تناغم بين برامجها السياسية فاننا نخاف فعلا من اجهاض هذه التجربة والجهود المبذولة.
4 Comments
لا خوف عليهم ولا هم يحزنون فهذه الوجوه كانت تعيش الشتات والتشرذم شانهم شان بني صهيون والان انصهرت في هذا التحالف لكي تنمسخ وتسيح سيحان الشحوم المذابة في مسارب الاودية
(وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا « 16 » )
علاوة على هذا الالتفاف الذي يعتبر ضربا لجهود الدولة تنضاف مشكلة الضحك على القواعد المشكلة لهاته المخلوقات السياسية ، فهل يا ترى تم التوافق بين كل حزب من هؤلاء مع قواعده في مناطق المغرب و عبر مكاتبه الجهوية والاقليمية؟ اكيد ان التوافق تم فقط في فندق الرباط الذي شهد هذا التكالب عفوا التحالف ، لقد « عاق المغاربة » ولم تفيقوا بعد من سباتكم يا اشباه الساسة ، ولكن اذا لم تستحي فتحالف مع من شئت وضد من شئت
آ المخزن، بيناتنا الله إلا ما غدي نكولك غير المعقول: راك محزم بالخاوي. واش داك الشي لمصدقش مع الهمة بغيتو يصدق مع هاد قش بخة اللي طلعوا المغاربة فالراس من زمان يا رحمان؟ !
نعتبر أن خطوة تشكيل هذا الكائن الجديد تحت إسم » التحالف من أجل الديمقراطية » يعد الحلقة الرئيسية في عقد متكامل من حلقات العبث السياسي التي لا يخفى على المواطن الحصيف والسياسي النزيه أن اليد التي حبكته ورتبت حلقاته هي نفسها التي ظلت تعبث بالوضع السياسي بالبلاد منذ سنة 2003…. من لم يبذل الوسع من أجل دعم القيم السامية للعمل السياسي من خلال النضال الديموقراطي الجريء وينحاز إلى كتلة المصالح الموضوعية للشعب، فلن يجد أمامه في قابل الأيام غير جرار يجره جراً ، وحينها لن يعدو أن يكون سوى قطعة من مجروراته.(نقلا عن عبد العزيز عثماني من موقع هسبريس