ما سر توزيع جريدة ـ العلم ـ مجانا بوجدة ؟ هل هي حملة سابقة لآوانها ؟
يوم الثلاثاء 23 غشت 2011 تم بوجدة توزيع جريدة العلم مجانا ، الشيء الذي اثار عدة تساؤلات حول السر وراء توزيع الجريدة الناطقة باسم حزب الاستقلال مجانا بهذه المدينة … فانا بدوري تسلمت الجريدة وحاولت ان اكتشف هذا السر الذي يكمن وراء هذا الكرم الحاتمي وصرت اتصفح الجريدة باحثا عن اللغز ، لأتبين الأمر بسرعة ، حيث اكتشفت ان الأمر يتعلق بمقال عن مدينة وجدة تحت عنوان » مدينة وجدة بوابة المغرب العربي الكبير ـ مقومات وخصائص ومعطيات تؤهلها لتكون مدينة مثالية في مستوى طموحات سكانها » وهكذا عرف السبب وبالتالي بطل العجب .
طبعا بصفتي مواطن عادي انخدع في الماضي عدة مرات بمختلف السلوكات والتصرفات التي يقوم بها هذا الحزب او ذاك والتي لا تعتبر دائما بريئة ، وبعد ذلك اخذت عهدا على نفسي » اللي عظو لحنش يخاف من الظفيرة » حيث صرت اتساءل تساؤلات مشروعة حول كل سلوك يقوم به حزب او شخص متحزب يعتبر نفسه مشروع مرشح للبرلمان ، فلو ان توزيع جريدة العلم مجانا حدث قبل هذا التاريخ لكان الأمر جد عادي ، ولصفقنا له ولقلنا » الحمد لله ربحنا 3 دراهم » لكن ان يكون هذا السخاء مباشرة بعد اعلان تاريخ الاستحقاقات التشريعية في نوفمبر المقبل ، و مباشرة بعد الخطاب الملكي السامي الأخير بمناسبة عيد الشباب ، حيث ارتفعت حمى الانتخابات وبدأنا نشم روائح الحملة الانتخابية قبل ألأوان من طرف العديد من المرشحين الذين اصبح كرمهم حاتميا خلال شهر رمضان ، شهر التوبة والغفران ، خصوصا في مدينة الألفية : مدينة وجدة والتي ستعرف صراعا مريرا بين عدة مرشحين جلهم من الوجوه القديمة ، فالأمر قد حسم بالنسبة للخضر حدوش كمرشح للحركة الشعبية ، وعمر حجيرة كمرشح لحزب الاستقلال ، والحرب الباردة اشتعلت بالفعل منذ اسابيع بين المرشحين عبر الشبكة العنكبوتية ، وهو ما ستقوم العدالة والتنمية باستغلاله لصالحها رغم انها ما زالت لم تكشف عن وجه مرشحها القادم ، وما اذا كانت ستجدد الثقة في عبد العزيز افتاتي ام سترشح عبد الله الهامل رغم ان كلا منها يتميز بشخصية مغايرة ومباينة للآخر ، على اي مهما كان مرشح العدالة والتنمية فانها عازمة على الدخول بقوة في الانتخابات المقبلة لتؤكد ان فوزها خلال الانتخابات البلدية السابقة كان فوزا مستحقا …
اما المرشح الذي قد يحدث المفاجأة فهو » عبد النبي بيوي » والذي تفيد الاخبار بان حزب الاصالة والمعاصرة سيزكيه لخوض غمار الحرب الانتخابية الشرسة خلال نوفمبر المقبل بوجدة ، لا سيما ان عبد النبي بيوي اصدر اشارات قوية خلال التجمع الجماهيري الضخم الذي نظمه بساحة زيري بن عطية على هامش حملة الاستفتاء للتصويت على الدستور ، هذا التجمع الضخم بكل المقاييس كان رسالة واضحة المعاني والدلالات لعبد النبي بيوي بانه هنا وانه لن يبقى خارج الميدان السياسي ، وانه قادر على الفوز كيفما كان لون التزكية التي سيحصل عليها ، ولربما كان التجمع الجماهيري هذا بساحة زيري هو الذي جعل حزب الاصالة والمعاصرة يعيد النظر في علاقته بعبد النبي بيوي…وبالتالي يزكيه كمرشحه بوجدة
طبعا الموقف الذي ما يزال غامضا هو موقف حزب الاحرار فاذا ما استثنينا الحوات فان ايجاد مرشح بمواصفات تمكنه من خوض قوة امواج انتخابات نوفمبر يبقى معقدا من جهة ، ومن جهة اخرى ان اعادة تزكية الحوات سيكون صعبا ومحرجا خصوصا امام الحركات الشبابية التي تطالب بالتشبيب ليس في حزب الاحرار وانما في جميع الاحزاب …
على اي اننا في وجدة بدأنا نشم روائح الحملة الانتخابية السابقة لأوانها ، بل ان درجة الحرارة سترتفع بشكل ملموس مباشرة » بعدما نشربو الماء » اي بعد عيد الفطر …والى ذلك الحين نستودعكم الله
3 Comments
والله فقدنا الثقة كاملة في هاذه الإنتخابات نفس الوجوه ونفس الأشخاص الذين مل منهم الشارع الوجدي كونهم أصحاب الشكارة و يشترون مقاعدهم كل مرة بالمال .وجوه الفساد طاغية على رأس القوائم الإنتخابية وهاذا لن يخدم الحقل السياسي المغربي فالأحزاب السياسية لابد أن تعرف ثورات داخلية من أجل تنقيتها من منطق تزكية أنت من عائلتي و أنت صاحبي إذن تزكيتك مضمونة.أين الوجوه الجديدة إذا كان البرلمان سيعطي نفس التشكيلة بنفس الوجوه القديمة فتلك هي الكارثة الكبرى.فمن خلال التزكيات المقترحة في المقال نشم رائحة المال القذر والفساد الإنتخابي.كيف يقبل تزكية من له قضايا محكوم فيها من طرف محاكم المملكة .ومن يتربع على كرسي زعامة الحزب من منطلق خويا يساندني .ومن يزكى لا لشيئ إلا كونه من الأغنياء .هل الأحزاب فكرت في فتح أبوابها للمنخرطين الجدد من الشباب المثقف الذي له غيرة على وطنه و مستعد للدفاع عنه بعيدا عن الحسبات السياسوية الضيقة.فحين نصل إلى مرحلة الرجل المناسب في المكان المناسب داخل الأحزاب وليس منطلق وراثة مقاعد المسؤولية داخل الأحزاب من منطلق أنا عندي اللي يوقف معايا من الحزب فالرباط باش نوصل بالزربة لفوق،أو أنا عندي الفلوس نشري بلاصتي صحة،وقتهاسنقول أن الأحزاب دخلت في المسار الصحيح.وحينئذ سنرى أن نسبة الإقبال على التصويت ستصل إلى أرقام قياسية.
إلى »متتبع للشأن الوجدي »: ولذلك كله كانت 20 فبراير. حيث أن الدور الذي تؤديه هذه الحركة هو تماما الدور المفروض في الأحزاب لعبه والذي تخلت عنه بشكل يصعب معه استرجاع الأمل فيها وفي إمكانية قيامها بأدوارها الطلائعية. إذ يبدو ومع كامل الأسف أن أحزاب »نا » أصبحت أحزاب نفسها، عوض أن تكون لنا.والأمل الوحيد المتبقي لاسترداد الأحزاب لعافيتها هو، في نظري، أن يتحمل شبابها مسئوليته التاريخية في فرض تغييرات جذرية داخلها، قوامها الديمقراطية الداخلية وفرض معايير الكفاءة والأهلية ساعة تقرير الأجهزة المسيرة، والفصل نهائيا مع مفهوم وواقع »الزعامات التاريخية » التي غدا جليا للقاصي والداني أنها ،في حقيقة الأمر، ليست أكثر من مبرر لممارسة الاستبداد الحزبي لقضاء مآرب شتى
واضح ان المقال و كاتبه مدسوسان، فالقول ان كل الأحزاب في سلة واحدة الا حزب العدالة و التنمية الذي تقول انه يعرف ديمقراطية داخلية هو افتراء لأنك لا تعرف الواقع، و ثق بي ان كل هدا لن يزيدنا الا اصرارا من اجل مواصلة النضال و الفوز بالمرتبة الأولى مرة اخرى. شيئ اخر، الجلوس في المقاهي لن ينفع في شيئ و رمي الفشل الشخصي على الأحزاب ما هو الا ضعف