موقع هسبريس يكرس التضييق على حرية الرأي لفائدة الطيف العلماني
موقع هسبريس يكرس التضييق على حرية الرأي لفائدة الطيف العلماني
محمد شركي
دأبت على تتبع ما ينشر على موقع هسبريس من أخبار وآراء ، واعتقدت في البداية أن الأمر يتعلق بنقلة نوعية في المجال الإعلامي تعكس تنسم حرية التعبير وحرية الرأي في بلادنا، إلا أنني أصبت بخيبة أمل كبرى عندما اكتشفت أن الأمر لا يعدو مجرد حيلة بخسة لجأ إليها الطيف العلماني لتسويق آرائه على حساب آراء غيره ، بل من خلال ركوب آراء غيره على هذا الموقع الإلكتروني. والملاحظ أن هذا الموقع دأب على تناول قضايا دينية في بلادنا من خلال نماذج لدعاة ، أولزعماء جماعات أولزعماء أحزاب محسوبة على الإسلام . ويأخذ تناول هذا الموقع للقضايا الدينية عندنا شكلا مغلفا أو مبطنا ظاهره إفساح المجال للإسلام ، وباطنه توفير الأرضية للطعون العلمانية فيه. ومعلوم أن الساحة الوطنية كغيرها من الساحات العربية تعرف عودة السجالات الإسلامية العلمانية التي كانت بعد حركات الاستقلال عن الاستعمار الغربي خلال القرن الماضي ،وإبان اشتداد الصراع بين المعسكرين الرأسمالي والشيوعي المستقطبين آنذاك للشعوب العربية والإسلامية ، والخاطبين لودها من أجل المصالح المكشوفة . ولقد عاد الصراع من جديد بين الإسلام والعلمانية ، وهذه المرة بسبب حركات الشارع العربي ومن ضمنه الشارع المغربي ، أو بسبب ما يسمى الربيع العربي . والجميع يهرول ويلهث من أجل قطف ثمار هذا الربيع الذي لم يزهر ولم يثمر بعد. فبعد مفاجأة الحراكات العربية للتيارات السياسية والحزبية التقليدية الصورية ، والجماعات الدينية الفارغة ، والتي كانت تدير المسرحيات الهزلية مع الأنظمة الصانعة لها بشكل أو بآخر، حاولت هذه التيارات و هذه الجماعات استغلال الوضع لركوب هذه الحراكات ، وادعاء صناعتها، أو حضانتها من أجل الوصاية عليها. وصدق المفكر الدكتور مصطفى المرابط حين قال : » إن الحراكات العربية لا يمكن أن تسمى ثورات لأنها تفتقر إلى النخبة والطليعة الثورية صاحبة البرنامج الثوري ، والمنظرة للثورة ، والمعبئة للشعوب ، كما هو حال الثورات المعروفة في التاريخ الإنساني. وفي غياب النخبة أو الطليعة المنظرة للثورات دخلت كل الأطياف الانتهازية على الخط من أجل سد الفراغ من خلال ادعاء التنظير للربيع العربي. وتسللت مختلف الأطياف الانتهازية وسط جموع الشباب والأغرار المندفعين الذي أوجدوا الثورة ببراءة وتلقائية ، ودون سابق تنظير أو تخطيط ،ولكنهم لم يعرفوا إدارتها لقلة خبرتهم . وأمام هذا الوضع تحاول الأطياف الانتهازية مخادعة هذا الشباب والتقرب منه والتودد له لقطف الثمرة ، وهي الأطياف المتورطة في المسرحيات الهزلية مع الأنظمة الفاسدة ، والمستبدة ، والتابعة للغرب حسب توصيف الدكتور مصطفى المرابط في إحدى محاضراته عن ظاهرة الربيع العربي . ومقابل انتهازية بعض الجماعات المحسوبة على الإسلام لركوب ظهر الربيع المغربي ، يحاول الطيف العلماني ركوبه أيضا من خلال استغلال السجال مع هذه الجماعات وركوب ظهرها أيضا ،وكذلك ركوب غيرها ممن له صلة بالإسلام. وهكذا بدأ السجال المسرحي لهذا الطيف العلماني مع الإسلام من خلال اختلاق أعداء سماهم الإسلامويين ، وهو يتوهم أن إضافة الواو في النسبة للإسلام يعني شيئا آخر غير الإسلام ، و يحاول إيهام الرأي العام بذلك . وهذا أسلوب فج من أساليب تسويق ما يسميه الغرب » الإسلاموفوبيا » . والطيف العلماني بهذا السجال السخيف إنما يخادع الأغرار الذين أبدعوا الربيع المغربي لصرفهم عن كل ما له علاقة بالإسلام ،وإعدادهم لقبول الطرح العلماني البائر. ولعمري هذه طريقة مكشوفة للتسلل بين صفوف الشباب والأغرار لقطف ثمرة نضالهم بانتهازية مبتذلة مفضوحة . ومن أجل جعل الكفة تميل لفائدة الطيف العلماني يحاول موقع هسبريس نشر نوع من السجالات التي يظن أنها تسجل نقطا لفائدة هذا الطيف لدى الرأي العام . ومن نماذج هذه السجالات ما دار بين سماسرة العلمانية وبين شيخ السلفية المستفيد من العفو الملكي . فاختيار الطيف العلماني مساجلة هذا الشيخ لم يكن اعتباطيا، بل هو حيلة مكشوفة يحاول هذا الطيف أن يستغفل بها الرأي العام من أجل إثبات عذريته أمام جهة منتسبة للإسلام وهي متهمة بأقبح تهمة ألا وهي الإرهاب الذي يرفضه الشعب المغربي . فمن جهة يتظاهر موقع هسبريس المسوق للرأي العلماني بالحياد ، والموضوعية ،والتجرد من خلال نشر رأي رجل دين يعتبره متطرفا ، و بالأمس القريب كانت العلمانية عندنا أول من تتهمه وتدينه بالإرهاب ، ومن جهة أخرى يوهم بأنه يوجد بالفعل سجال ومقارعة الرأي للرأي بين علمانية متحررة وإسلام متشدد . والحقيقة أن الأمر لا يعدو مجرد ركوب الطيف العلماني لنوع من الأطياف الإسلامية التي يسهل ركوبها من أجل تسجيل الأهداف عن طريق غض الموقع الطرف عن حالات الشرود المفضوحة للطيف العلماني في سجاله السخيف معها . وبعد تجريب ركوب ظهر الشيخ السلفي ، وظهر شيخ الطريقة الشارد و المعارض ، وظهر المفتي الغريب الفتاوي …. إلخ انتقل الأمر إلى ركوب ظهر بعد الدعاة الذين لا يمكن نعتهم بنعت يخدم الطرح العلماني ، من أجل النفخ في سجال بخس مبتذل ،همه النيل من الإسلام عن طريق النيل من كل من ينتسب إليه ، بغض الطرف عن طبيعة انتمائه . وأثار انتباهي تجني أحد المنتسبين للعلمانية من النوع الرديء على أحد الدعاة ، ونيله منه شخصيا ، ومن المقدس بطريقة فجة ، وبضحالة فكر ، وبؤس تفكير كشف عنه جهله المركب المثير للسخرية ، فساجلته ظنا مني أن موقع هسبريس بالفعل يحترم مهنيته ، ويلتزم الحياد . وبالفعل نشر الموقع ردي عليه أول مرة ، ولكن سرعان ما صفر الموقع نهاية مباراة السجال قبل الأوان ليظل العلماني مسجلا هدف الشرود المفضوح . ولما اتصلت بالموقع أعاتبه على إنهاء المباراة قبل وقتها القانوني ، كان الرد على عنواني الالكتروني أنني أطيل العناوين ، ولا أحترم علامات الترقيم ، علما بأنني مفتش ممتاز لمادة اللغة العربية ، أمارس الكتابة الصحفية ، وأنظم الشعر ، وأخطب في الناس ، وأظن أنني أعلم من طاقم الموقع بعلامات الترقيم ، وبتصويبها ، وعلما بأن علامات الترقيم أو طول العناوين ليست هي السر وراء إنهاء هذا السجال. وعلى الموقع أن يبحث له عن مصداقية إما من خلال التحلي بالشجاعة الأدبية والكشف عن قناعته العلمانية كما يفعل العلمانيون الذين يحترمون أنفسهم ، أو بإثبات براءته من خلال حياده وموضوعيته في السجالات التي يعج بها الوطن في ظروف انتظار الاستحقاقات التي أفرزها الحراك الوطني ، و الذي لا يمكن أن بنسب ليمين ولا ليسار ولا لوسط ، ولا لتلفيق بين هذا وذاك ، بل هو هزة عفوية في شكلها ،ولكن وبكل تأكيد وراءها أسباب داخلية وخارجية محلية وإقليمية ودولية حسب المراقبين المهتمين . فعلى موقع هسبريس نشر الشوط الثاني من الرد على العلماني بعنوان : » بل العلماني مستبد » ردا على زعمه أنه ضد الاستبداد لأن هذا الشوط الذي صادرته هسبريسقد نشرته مواقع أخرى مع شديد الأسف.ولهذا فإذا كان الموقع يحرص على سمعته، ومصداقيته ، فعليه أن يدير التحكيم في مباريات السجال بنزاهة وتجرد ، ويحترم الوقت القانوني لهذه المباريات ، وإلا كان دون مستوى مسايرة سجال أكبر وأخطر مما يظن . فالقضية أكبر من مجرد حملة انتخابية قبل الأوان ، فقد تصير أمرا عظيما يخشاه الحكماء ، ولا يبالي به السفهاء.
2 Comments
الحمد لله على فطنتكم أستاذنا محمد، كلاهما موقعا هسبريس ولكم ينهجان نفس الخطة.العديد يكتبون تعاليق فتظهر في الساعة الأولى ثم فجأة تندثر. كتب العديد من الأصدقاء المقيمين بالخارج مقالات جد بناءة فيصطدمون بجدار الموقع، لأنه يريد مقالات تنشر غسيل المغرب وتطعن في الإسلام. فجلبت ثلة من الفاشلين الإعلاميين يخطون ويظهرون مكبوتاتهم، والتعاليق الساقطة البديئة حتى بدأ يطهر للعموم أننا فعلا نكره بعضنا بسبب اللغة المستعملة والألفاظ النابية.
لم يكن الأستاذ الشركي مخطئا ولا متحاملا على موقع هسبريس عندما نعته بالاصطفاف مع التوجه العلماني فهذا الموقف أصبح واضحا لكل من يتصفح الموقع,وزيادةعلى ذلك فإن تحيز موقع هسبريس للتيار الأمازيغي يبدو جليا من خلال نشره للمقالات التي تتهكم على كل ماهو عربي بل وتسيئ للإسلام ,وقد يزعم أصحاب الموقع بأنهم مع حرية الرأي وهو ما يتعارض مع شروط النشر التي اشترطوها على المشاركين ومنها عدم الشتم والتعرض لأعراض الناس من جهة ومن جهة أخرى فإن عيون المراقب بموقع هسبريس لم تنم عن ترقب كل المقالا ت والردود التي تتصدى لاتهامات التيار الأمازيغي فلم يسمح لها بالنشر رغم ما تتميز به من موضوعية وبأخلاقية المعالجة ليس كتلك المشاركات التي تفتقد لأدنى شروط الكتابة الوضوعية والأخلاقية ,والمتصفح للموقع لاشك أنه يستنتج ذلك,