لازال أسلوب وزارة التربية الوطنية في انتقاء النواب دون شفافية ودون نزاهة / نيابة وجدة نموذجا
بداية أكرر مرة أخرى أن منصب نائب أو غيره من المناصب لا يعنيني بل لا يشرفني أيضا في زمن التسيب ، وإنما أتناول موضوعه دفاعا عن مصداقية هذا المنصب التي ابتذلت عن طريق أسلوب الوزارة المفضوح في الانتقاء ، وهو أسلوب نستنكره بشدة لأنه يفتقر إلى الشفافية والنزاهة . فأسلوب الاتصال ببعض العناصر عبر الهواتف الخلوية، واستدعاؤها لما يسمى المقابلات لشغل المنصب موضوع طعن لأنه يثير الشكوك بل أكثر من ذلك يدل على غياب النزاهة ،ومن ثم سيادة المحسوبية والزبونية. ففي الوقت الذي يعرف المغرب غليان الشارع بسبب مناهضة الشعب المغربي للفساد بشتى أشكاله لا زالت وزارة التربية الوطنية غارقة في الفساد تكرسه بشكل ممجوج . فما المانع من أن تصدر الوزارة مذكرة تعلن فيها شغور منصب نائب بنيابة وجدة أنكاد وتفتح المجال أمام كل من له رغبة للترشح لهذا المنصب ، وتقديم مشروع بين يديه ، وتكون المنافسة الشريفة ، وتكون النزاهة ، وتكون الشفافية ، وتقبل النتيجة بكل روح رياضية ؟ فلماذا أسلوب التكتم واللف والدوران ، والاتصالات الهاتفية وراء الظهور ، وفي الكواليس ؟ وهل يعقل أن تنتقي الوزارة نائبا من ضمن مرشحين استأثروا بالترشيح دون غيرهم ؟ وما الذي يميز هؤلاء عن غيرهم ؟ وبأي قانون امتازوا عن غيرهم ؟ وبأي حق تتجاهل الوزارة آراء الذين يعنيهم أمر هذه النيابة ؟ ألا تخشى الوزارة أن يكون من انتقته دون المستوى المطلوب ، أو لا يوجد توافق حوله بين من سيشتغلون معه وهم يعلمون من أمره ما علم للوزارة به ؟ ألا تخشى الوزارة أن يعود انتقائها على أساس الزبونية والمحسوبية بالضرر الفادح على قطاع التربية في هذه الجهة التي تردت فيها الأوضاع التربوية من سيء إلى أسوأ ؟ ومن المخجل بل من المضحك أن أحد الذين استدعتهم الوزارة للمقابلة زبب ولم يحصرم أي صار نائبا قبل أن يجتاز المحك ،وافتخر أمام بعض معارفه بأن ملفه مدعوم بقوة من جهة ذات نفوذ يعول عليها
. فهذا عار ليس بعده عار ، وهذا استخفاف بالمسؤولية وبقطاع التربية الحيوي الذي هو وجه الوطن ، وقلبه النابض ، إذا صلح صلح الوطن كله وإذا فسد فسد الوطن كله . فهل الأمر يتعلق بالكفاءات والأخلاق والسلوك القويم في اختيار من يقود مؤسسة تسهر على التربية ـ يا حسرتاه ـ أم أن الأمر يتعلق بدعم من لا يستحق ممن لا أهلية له
. فهذا عار ليس بعده عار ، وهذا استخفاف بالمسؤولية وبقطاع التربية الحيوي الذي هو وجه الوطن ، وقلبه النابض ، إذا صلح صلح الوطن كله وإذا فسد فسد الوطن كله . فهل الأمر يتعلق بالكفاءات والأخلاق والسلوك القويم في اختيار من يقود مؤسسة تسهر على التربية ـ يا حسرتاه ـ أم أن الأمر يتعلق بدعم من لا يستحق ممن لا أهلية له ، ولا خلاق ، وهو حديث الألسنة ومحل طعن ؟. قد يظن البعض أنني أتحامل على شخص ما بعينه والواقع أنني لا أضمر حسدا لأحد ولا حقدا على أحد ، وإنما أنكر على من يدعي أن ملفه مدعوم من طرف جهة ذات نفوذ ادعاءه ،لأن هذا الكلام دليل على أنه لا يستحق المنصب ، ولو كان يستحقه بالفعل لعول على رب العالمين وتوكل عليه ، وعول على كفاءته وجعلها مصدر اعتزازه وافتخاره ، ولم يفخر بما يعتبر إهانة وسبة عند أصحاب النفوس الأبية وأصحاب الغيرة على الكرامة . فما أقبح أن يقبل الإنسان قدم غيره من أجل أن يشغل منصبا فوق مستواه . ولنفرض أن هذا الإنسان نال مراده بعد أن أراق ماء الوجه ، ومرغ كرامته في الوحل فكيف يكون حاله ، وهو أعلم بحقيقته ؟ وكيف سينظر إليه من يعرف حاله وحقيقته ؟ وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول : » إذا لم تستحي فاصنع ما شئت « فالذي قلل الله تعالى حياءه يصنع ما شاء ولا يبالي . إنه زمن التردي في الوقت الذي تضج فيه حناجر الشعب بمحاربة الفساد وهي تناضل من أجل إسقاطه ، ولكن أهل الفساد لا حياء لهم ، ولا يعنيهم إلا الوصول إلى مناصب فوق أقدارهم مهما كانت الوسيلة ، وقد يضحون بما يصونه العقلاء من كرامة من أجل أن يعرضوا أنفسهم للسخرية والإهانة .
ولقد نسيت الوزارة أن في الجهة الشرقية نوابا لهم الحق كل الحق في أن يديروا أم النيابات في الجهة، والواقعة في تراب الأكاديمية يا حسرتاه ، وقد أبلوا البلاء الحسن وعرفتهم ساكنة الجهة الشرقية بدماثة أخلاق ، وحسن سلوك ، والعمل في صمت ، إن هؤلاء أولى وأجدر بهذا المنصب ،
فكم من طالب طلب هذا المنصب وهو ليس أهل له ، وصار بعد ذلك أضحوكة يسخر منه الساخرون ، بل ويتجاسر عليه كل تافه ولا يستطيع أن يرفع رأسا لأنه طأطأ للذل أول مرة . ولقد نسيت الوزارة أن في الجهة الشرقية نوابا لهم الحق كل الحق في أن يديروا أم النيابات في الجهة، والواقعة في تراب الأكاديمية يا حسرتاه ، وقد أبلوا البلاء الحسن وعرفتهم ساكنة الجهة الشرقية بدماثة أخلاق ، وحسن سلوك ، والعمل في صمت ، إن هؤلاء أولى وأجدر بهذا المنصب ، ولن أتردد في ذكر اسم السيد محمد البور الذي تمرس بالعمل النيابي في أقصى الجنوب وفي الشرق ، وتولى منصب مدير أكاديمية في عز الأكاديميات ، ولن أتردد أيضا في ذكر اسم السيد عبد الرحمان البوعتلاوي الذي لا يقل تجربة وخبرة عن زميله السيد محمد البور. فلماذا يتم تجاهل هذين النائبين وقد اكتسبا خبرة التدبير والتسيير ؟ لماذا ينتقى نائب جديد سيشرع من جديد في التدرب على المهمة ، ولن يتدرب إلا بعد إلحاق أكبر ضرر بأعرق النيابات ؟ لست أدري ماذا جنت الجهة الشرقية لتعاقب بهذا الشكل المكشوف والمفضوح ؟ وهل لا زال في المصالح المركزية من يريد الانتقام من الجهة الشرقية لأنفة رجالها وكرامتهم ، ورفضهم للخضوع ، والنكاية فيهم باختيار من يقبل الذل والهوان ليكون مسؤولا دون المسؤولية يفسد ولا يصلح. سيبقى رجال الجهة الشرقية على شموخهم مهما حاول من يريد النيل منهم من خلال تمكين من لا يستحق من مناصب لها رجالها الذين تأبى عليهم كرامتهم الاستجداء والانبطاح والهرولة التي يجيدها الوصوليون والانتهازيون التافهون ، والمستقبل سيؤكد تفاهتهم وسيفضحهم الله تعالى كما فضح من سبقهم في التفاهة وقلة الكفاءة. هذه كلمة حق أجهر بها ولا أخشى في الله لومة لائم ولا لؤم لئيم حتى يحق الله الحق ويبطل الباطل .
6 Comments
أذهب معكم في الكثير من الأفكار والمواقف التي وصلتم إليها في قراءتكم المحترمة غير أني أضيف فقط أن نصيب مسؤولية رجال ونساء التعليم في مصيبتهم وارد بقوة فالغيرة والأنفة والجهر بالحق أصبحت عملة مفقودة في سوق نخاسة ومذلة فقد فيها رجل التعليم ماء وجهه.نقابات تتوالد تنسيقيات تنتشر كالفطر همها الوحيد الركوب من أجل تحقيق أهداف ذاتية وبعض الأحيان حزبية ضيقة وصدقني أيها الأخ الفاضل عندما سيجد رجل التعليم نفسه كل مشاكله وهمومه وانشغالاته ستعرف حلا بما يليق بمكانته المجتمعية وإلى ذلك الحين فالله ولي الجميع.
لا حول ولا قوة إلا بالله،هذا الأسلوب في الترشيح يراد به إما توزيع غنيمة بين بعض الجهات و إما خلق مزيد من المشاكل المفتعلة حتى تحوّل الأنظار عن المشاكل الحقيقية لرجال التعليم، إن إسناد المسؤولية لغير أهلها لا بد أن يخلق انقساما بين العاملين في قطاع التعليم:هناك من سيستفيد من سوء التسيير وهناك من سيحتج وهكذا دواليك
اسمحوا لي ان اقول لكم ان كل رئيس يبحث دائما على من هو اقل منه خبرة و تجريبة لتولي مناصبا تحت امرته
اتساءل لم لم ينشر تعليقي على هذا المقال؟
تحقيق النجاح يتطلب أن يكون الإنسان متفائلاً ، وأن يكون فكره إيجابيا ، بمعنى أن ينظر إلى الجوانب المشرقة في الحياة ، وأن يحذر التشاؤم والفكر المحبط.
انت دائما تتحدث عن السيدين البور والبعتلاوي وتتغافل النواب الأخرين فهل هم أقل كفاءة ام مطرب الحي لا يطرب؟