على هامش المهرجان الثاني للشاي بوجدة ـ مشروب الفقراء
جماعة لبصارة ـ عين الصفاء تفوز بالرتبة الأولى
فازت جماعة لبصارة ـ عين الصفاء بالمرتبة الاولى خلال المسابقة التي نظمتها ادارة المهرجان الثاني للشاي يومي 23 و 24 اكتوبر 2010 بوجدة ، متبوعة بكل من قبيلة بني فاشات (دبدو) ثم قبيلة بني وكيل التي احتلت المرتبة الثالثة …
هذا المهرجان الذي نظمته جمعية ابناء زليجة بشراكة مع وكالة تنمية الشرق وبدعم من وكالة تنمية الأقاليم الجنوبية ، والذي يهدف الى التعريف بمختلف الطقوس التي صاحبت وتصاحب مشروب الشاي عبر تاريخه الطويل ، وهي طقوس تختلف من حضارة الى أخرى ومن مجتمع الى آخر ، فكؤوس الشاي تحمل في ذاتها ثقافة الشعوب الممتدة عبر مختلف الحقب والعصوروالتي تضرب بجذورها في اعماق التاريخ ،فلكل قبيلة طريقة خاصة بها في تهيئ » براد الشاي » بالنعناع او بالشيبة او باللويزة او المعشب …
الشاي الذي يرتبط ايضا بالفقر والفقراء حيث يعتبر المشروب المفضل ، فمن منا لا يتذكر الأكلة الرائعة في زمن الفقر و » قلة الشي » ـ خلال الخمسينيات و ستينيات القرن الماضي ـ الأكلة التي تتمثل في الخبز والشاي والزيتون ألأسود …وهي الأكلة الوحيدة التي تتحاشاها السيدة » شميشة » في وجباتها الراقية في زمن » الدوزيم » ربما لأن السيدة شميشة ممن لا علم لهم بهذا الصنف من الوجبات » الشهية » … الشاي الذي صاحبنا كفقراء منذ نعومة اظافرنا ، حيث الأم تضع في كوب الشاي فتات الخبز لتطعمه ايانا ونحن في الشهور الاولى من عمرنا في الزمن الذي كان فيه الحديث عن الفيتامينات ضربا من ضروب الخيال ، ثم يصاحبنا الشاي بعد الى المدرسة التي كانت تبعد عن منازلنا بعدة كيلومترات نقطعها يوميا ونحن في عمر الزهور ـ حتى ان ذاكرتنا كادت تنسى كل شيء الا تلك المسافات التي تعتبر فيها كل خطوة كنا نخطوها وكل واد كنا نقطعه وكل سهل كنا نتسابق فيه ببراءة الأطفال البدويين الصغار، أجمل لحظات العمر رغم قساوتها ـ ، فكان الشاي الذي يكاد يتجمد من البرد في القنينات الزجاجية هو المشروب الذي نتناول به كسرة خبز الشعير بكل نشوة ، ونحن جلوس على التراب متكئين على جدارالحجرة اليتيمة التي كنا ندرس فيها ، وبكل حيوية وثقة في النفس ننتشي الشاي باياد صغيرة نحيلة ترتجف من البرد القارس وهو يلسع اجسادنا الضعيفة كالعقارب ، نتبادل القهقهات والطرائف بكل تحد لقساوة الطبيعة ، نشعر بمنتهى السعادة ونحن نتجرع الشاي من القنينة الزجاجية التي نمسكها بيدنا اليسرى وكسرة الخبز بيدنا اليمنى … نعم انه الشاي ، المشروب الذي ملأ كياننا وذاكرتنا ، وطفولتنا » انه البراد ، والكيسان والصينية «
انه الشاي الذي صاحبنا ايضا في كل لحظة خلال السبعينيات من القرن الماضي في داخلية ثانوية عبد المومن ونحن نردد مع ناس الغيوان رائعتهم ـ الصينية ـ … » فين اللي جمعوا عليك اهل النية …ذوك اللي ونسوك … فين اهل الجود والنية …فين احياتي … فين حومتي واللي ليا …آه يالصينية » انها الأغنية التي كانت تجمعنا كتلاميذ داخليين جاؤوا من كل حدب وصوب ، من جميع مدن الجهة الشرقية ، من بواديها وقراها ، ودواويرها ، ومداشرها ، داخلية ثانوية عبد المومن التي كانت تضم أكثر من 600 داخلي …كانت اجنحة النوم تهتز باغنية » الصينية » عندما كان أحدنا ينجح في التقاطها من اذاعة من الاذاعات بواسطة الراديو » ترانزيستور سيس 6 »
ياه … استسمحكم نسيت نفسي وانزلقت بي ذاكرتي مع الشاي فلأترك ذكريات داخلية ثانوية عبد المومن حتى لا أثير في نفوس الداخليين الحسرة على تلك الفترة …من اروع فترات العمر ، وبدون شك ستصل وجدة سيتي البعض من هذه الذكريات من بعض الزملاء الذين لن ينسوا داخلية عبد المومن وسنوات السبعينيات من القرن الماضي …الذين لن ينسوا لياليها وأيامها ،وساعاتها ودقائقها ، لن ينسوا اضراباتنا عن الطعام ، ولن ينسوا السهرات الفنية الرائعة التي كنا ننظمها خلال كل عطلة ، ولن ينسوا سي عمر رحمه الله الحارس العام للداخلية ، ولن ينسوا سي محمد بلشهب رحمه الله مدير الثانوية ولا سي الهواري المقتصد ، ولا السيدة خديجة الممرضة ، ولا …ولا
على اي لنا عودة لزمن داخلية عبد المومن ، » وبصحتكم كأش الشاي المنعنع ، مشروب الفقراء «
5 Comments
السلام مبروك للجميع متمنيين المزيد ومحتجين في نفس الوقت عن عدم مشاركة كفايت رغم انها من الاصول العريقة وشكرا
نحن إلى فترات معينة من حياتنا ولو رجعنا لنعيشها مرة أخرى لكرهناها
Un thé à la menthe moins sucré(mous)(atay bennaà naà ou bechiba).je pense qu’il est 10 miles fois mieux
que les autres boissons sucrés et industriéles.
puis félicitation à labsara qui a gagner à la compètition dans notre région.
مبروك لبصارة على هدا الفوز
نعم نحن إلى الماضي بحلوه ومره وهمساته التي تؤرخ لحظات الزمان والمكان عبر سطور من الذكريات المحفورة في ذاتنا المنطوية على الكثير من العادات والتقاليد العريقة فيشدنا الحنين إلى جلسة شاي وحكايات الجدة الشيقة عن أبطال أحببناهم وجبناء كرهناهم .ولكم كانت تروقني حكاية (سارق الشعير) لما تحمله من دلالات عميقة عن حبنا لماضينا المرتبط بالكرم والجود ولو بكوب من الشاي. وهنيئا لكل الفعاليات الجمعوية التي نظمت المهرجان ولهدا المنبر الحر .