Home»Débats»رئيس الجماعة الحضرية لوجدة بين العقلانية العكلانية

رئيس الجماعة الحضرية لوجدة بين العقلانية العكلانية

0
Shares
PinterestGoogle+

أعلن منذ البداية، أنني سأكون صارما، لا أحابي، لا أجامل، ولا أتحامل، غايتي الأولى المقاربة، والمساهمة في البناء. كلنا سنمضي وسيبقى التاريخ والوطن؛ والعاقل يربأ بنفسه، أن يسجل التاريخ عليه، الإذعان، والصمت…

ليس النقد الذي أنشده هنا ذما ولا تجريحا، إلغاء ولا تجاوزا، إنما هو في العمق، اعترافٌ بالآخر، تقوية له، مهما كان الخلاف عميقا ومهما انفرجت زاويا النظر وتباعدت.

إن تدبير الشأن المحلي والسهر على مصلحة السكان هَمًّا مصيريا يجمعنا، وجب على الفاعلين الجمعويين في حقله أن يكون لهم رأيٌ، في كل ما يمت إلى العملية بصلة، وهذا حتى تتم المساهمة في مشروع التنمية البشرية المطروح اليوم. تدبير الشأن المحلي واقصد تفعيل دور الوداديات وإشراكها ، فضاء متشعب جدا، يتجاوز الطاقمَ البشري الصرف، إلى آفاق أخرى أرحب وأوسع، فيها البرامجُ ,التكوينات…، بل كلُّ المرتكزات والمفاهيم التي تؤطر و تؤثر على العملية  و تجاوزا للتيه والتداخل، فإنني سأركز اليوم على نقطة واحدة. إشراك الوداديات في تدبير الشأن المحلي.

كثر الحديث مؤخرا عن دور الجمعيات و الوداديات، و في المقابل، هب بعض المسئولين المنتخبين ومن يواليهم ، ومن مختلف المواقع، يدافعون ، تارة، بشعارات ، وأخرى، بلقاءات ، وحيث أصبح هذا هو حال بعض المسئولين المنتخبين في وطننا المسكين: » أذنٌ من طين، وأخرى من عجين »، عيْن فيها قَرَد، وأخرى تشكو الرَّمد، وجب بَرْيُ الأقلام، و شحذ مرهفات الأحلام، فإننا لا نملك غير الكلمات ، تشُد الفِكَرَ، تؤد البصيرة والبصر. من هنا، لزم طرح الإشكال أعلاه: إشراك وتفعيل الوداديات في تدبير الشأن المحلي بين العقـلانية والعكـلانية.

فالعقلانية ، مذهب فلسفي، ومن ثم منهج في التفكير، تمتد جذورها من الحكيم أفلاطون، إلى الفارابي، فابن رشد، إلى ديكارت – أب العقلانية الحديثة- إلى غيرهم من الحكماء الذين أبلوا بلاء حسنا، في سبيل فهم سنن الكون، وإدراك حيثيات الواقع من حولنا، تنويرا للفعل البشري، وتسديدا لمساعيه. والعقلانيةُ فلسفةً، لا تعنينا فيما نحن فيه الآن، ولكن باعتبارها منهجا، فهذا مناط ذكرها، في إشكاليتنا، وذلك لأن المسئولين المنتخبين عندنا، يعجبهم لَـوْكُها مقترنةً بالحداثة، للدلالة على أنها نِحْلَتَهم في التسيير، وأنهم بالتالي معاصرون، حداثيون، يعيشون زمانهم، يدركون متغيراته، ويحسبون بالتالي للمستقبل…فإلى أي حد يعتبر إشراك الوداديات في تدبير الشأن المحلي معقلنا، خاصة في تنزيل تجاهل أو إقصاء من طرف المسئولين المنتخبين تجدهم في بعض الأحيان يتأجج غضبهم من بعض الوداديات ويؤسسون جمعيات موالية دورها الرئيسي الصمت على الأمر الواقع و اللهث كالكلاب وراء المصالح الضيقة ورمز لشعارات خاوية . نتساءل ما هي نسبة حضور العقلانية عندهم بالتالي.

أما العكلانية قياسا على العقلانية، ليست فلسفة تتأسس على بناء نظري نسقي، يتأمل الوجود والقيم والمعرفة، ولا منهجا يمتاز بقواعده الصارمة الضابطة، كالضرورة والسببية مثلا، إنها ما جاء في لسان العرب، جمعٌ وتنضيد للملفات والقضايا على أساس البث فيها لاحقا، تخمينٌ، وقراءة للفنجان، حبس للطاقات، وقيد يكبل الهمم الأبية والطموحات…
هكذا، فإذا كانت العقلانية تقوم على أساس إحلال العقل محلا مركزيا في نظرية المعرفة، وفهم العالم، والإجابة عن التساؤلات المطروحة فيه قدر الإمكان، وإذا كانت تسعى جاهدةً للتحلي بالمنطق، حتى تتـناغم النتائج مع المقدمات، فالعكلانيةُ تعامُلٌ لا يعنيه المنطق في شيء، سلوك سياسي اجتماعي اقتصادي عبثي، تدبير يقوم على برغماتية نفعية ضيقة، عباءة تُطيق كل الشعارات والألوان، من اليمين إلى اليسار…

وعليه، ماذا عن إشراك الوداديات الفاعلة في تدبير الشأن المحلي من طرف المسئولين المنتخبين؟ لماذا الإقصاء أصلا؟ لمادا التحامل وزرع البلبلة والفتنة ؟ إنه إما لتجاوز خطأ تم ارتكابه، وإما لكون المُقَدَّر خطأً لا يتوافق وأهواءَ أهل الرأي عندنا، وإما هو من قبيل التخمين العفوي لا غير.

نحن إذن أمام سمة من سمات العكلانية المحددة من قبل؛ وبحضور هذه، تنعدم آليا العقلانية، التي ترى أن إشراك الوداديات في تدبير الشأن المحلي. لا ينبغي كسره، وإنما نشره، ليعُم كل القطاعات، باعتباره حافزا كبيرا للعقل حتى يتقد، ليحقق الوعي بالواقع، وليجعل المدمنين على الموت انتحارا في المقاهي، وأمام الشاشات الرقمية، يدمنون على الحياة، والفاعلية المُجْتَمَعية، والإبداع، من خلال الكلمة والرقم والرمز، هكذا يكون الإقلاع، وتتحقق المشاركة، فتنعدم السلبية… هكذا يكون حب الوطن، وخدمة الوطن، وصيانة الوطن…

ما هو نصيب العقلانية في هذا الكلام سيدي رئيس الجماعة الحضرية لوجدة ؟ هل صاحبنا- مع احتراماتنا الكاملة له – يعرف معنى إشراك الوداديات في تدبير الشأن المحلي وما يستلزمه من تضحيات وإمكانيات ؟ هل يتسلح بالتخطيط المستقبلي البعيد؟ هل يفقه الظاهرة الإنسانية؟ هل يفهم أن إشراك الوداديات في تدبير الشأن المحلي من شأنها أن يصنع العجائب؟ إنه من العار، ومن المؤسف، أن نسجل أن الكثير من مسئولين المنتخبين، بعيدون كل البعد عن العقلانية، مهما تشدقت بها أفواههم، وتجملت بها عروضهم، فما هم بالتالي، غير جماعة من العكلانيين الجدد، الذين لا ترى عقولهم في إشراك الوداديات في تدبير الشأن المحلي غير العَرَضِ، والذين لا هَمَّ لَهُمْ، سوى حبسِ الطاقات، وإلغاء الكفاءات، وفي المقابل، لا بأس في أن يراكموا الامتيازات الحقيقية، و الاصرارعلى الباطل واللعب بالأوراق الواهنة ولو على حساب الآخرين ونؤكد أن الامرلايزيدنا الا عزما وقوة،

فهل وُضِعَ إذن، إشراك الوداديات في تدبير الشأن المحلي ، تتناقض وأهواءَ المسئولين المنتخبين؟ هذا احتمال لا أريد الأخذ بـه، لأنـه قتـلٌ للثقـة التـي ينبـغي أن تكـون متبـادلـةً بين المسئولين المنتخبين والمجتمع المدني، كمـا أنـه » نذيرٌ بحدوث نكبات « ، كما يقول بول نيزون. ولا باس أن نذكر أننا لا نسد أبواب الحوار مهما اشتد البعد الفكري والنظري والتصوري همنا الوحيد مصلحة الوطن والمواطنين ونؤكد أننا ننتظر أن يسلك السيد الرئيس الجماعة الحضرية عقلانية في تدبير الأمر ويتجنب كل عكلانية لا تفيده في شيئ سوى التخبط في الجدال والصراع  ونشر المقالات… يبقى أملنا أن الأمر ليس كما نظن وان الأمر فعلا قد تغيير في تدبير الجماعة الحضرية من طرف نخبة يشهد لها بالعلم والحنكة ولا نريد أن يتأكد لنا أننا كنا في عالم الأحلام لأننا نقسم أننا لا نسكت على أمر لايخدم الوطن والمواطنين.

ودادية حسن الجوار حي المير المير علي وجدة

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *