إذا كان المغرب سيخسر صحراءه بسبب أميناتو فما قيمة دماء شهدائه ؟
المغرب إنما نال استقلاله عن الاستعمارين البغيضين العنصريين الفرنسي والاسباني بثمن باهظ مقداره آلاف أرواح الشهداء الطاهرة ، وأطنان من دمائهم الزكية ، وعذاب آلاف الشرفاء ، وخسارة مادية جسيمة من ثرواته المعدنية الباطنية التي شطبها المحتلان الغاصبان الفرنسي والاسباني قبل رحيلهما ، وثرواته الفلاحية الهائلة المستنزفة ، وخسارة بشرية لا تقدر بثمن إذ زج المحتلان الحاقدان بأبناء المغرب الشرفاء في حروبهما العنصرية في كل البلاد التي كانا يحتلانها ، واستعملا اليد العاملة بالأجور الرخيصة في شق الأنفاق لشبكات الميترو، وشق الطرقات السيارة ، وبناء العمارات وناطحات السحاب ، واستصلاح الأراضي الفلاحية حتى صارت أراضي شبه الجزيرة الإيبيرية القاحلة جنات معروشات وغير معروشات في زمن قياسي بفضل السواعد المغربية ، وخسارة ثقافية لا تقدر بثمن أيضا حيث استنبت المحتلان البغيضان ثقافتهما الهجينة في أبناء المغاربة ، وكانت النتيجة آلاف الضحايا من المستلبين بثقافة الفرنسيين والإسبان الساقطة التي تم الترويج لها عمدا لطمس معالم الثقافة والحضارة المغربية ، وهي علة لن يتعافى منها المغرب إلا بثمن باهظ من الخسارات والتضحيات.
وبالأمس القريب وبمناسبة إعلان إفلاس دولة الاحتلال الاسباني اقتصاديا بسبب هذه الأزمة الاقتصادية المفتعلة امبرياليا لنوايا غير خافية على أحرار هذا العالم تم تسريح اليد العاملة المغربية عن طريق كل المكائد والحيل، وتم تجويع أبناء السواعد البانية لدولة الإسبان الذين تصرفوا تصرف اللئام مع بناة بلدهم ، وتوجد اليوم آلاف الأسر المغربية فوق التراب الإسباني التي جوعت وأرغمت على الجوع والتي لا تهتم بها وسائل الإعلام الإسبانية المنشغلة والمهتمة بأميناتو، الخائنة عديمة الضمير الوطني ، والتي لم ترض باسم أمينة العربي المغربي الشامخ ، وحرفته ليصير إسبانيا هجينا أميناتو.
إن الإسبان عندما اضطروا لمغادرة الصحراء المغربية تحت ضغط المقاومة وضغط قانون تصفية الاستعمار، وضغط محكمة العدل الدولية ، ارتزقوا بقضية وحدتنا الترابية عن طريق مقايضتها بالغاز والبترول الجزائري الذي يعبث به جنرالات الجيش الذي باعوا أنفسهم لمحتل الأمس وعاثوا في الجزائر فسادا وجوعوا أغنى شعب بثرواته المعدنية الهائلة ، وعوض أن يصرفوا أمواله على رفاهيته صرفوها على مشاريعهم الخاصة ، وعلى اقتناء سقط الأسلحة من الدول المنهارة حضاريا أو المحتلة سابقا والمتحكمة فيهم حاليا ، وعلى عصابة من المجرمين يحتجزون في صحراء تندوف آلاف الضحايا الأبرياء لاستخدامهم دروعا بشرية.
فإذا كان المغرب سيخسر حسب ظن المحتل وأذنابه صحراءه بسبب مرتزقة مسخرة من طرف عصابات من المجرمين فماذا يقال عن دماء الشهداء الزكية التي سقت الصحراء وصيرتها أرضا طاهرة بعدما كانت أرضا يدنسها المحتل الاسباني النجس. لقد كانت للمحتل الاسباني يد في كل المؤمرات ضد وحدتنا الترابية ، ولا زلنا نتذكر كيف كانت السفن الاسبانية وطائراتها تنقل عصابات المرتزقة الكوبيين إلى الصحراء لدعم مرتزقة الجزائر ، ولقد خلع جنودنا البواسل سراويل المرتزقة بعد قتلهم ، وكشفوهم للعالم أنهم قوم غرل لا علاقة لهم بالأرض ولا بالدين وإنما هم مرتزقة تحركهم أيادي خفية ، وفضحوا كل الأيادي الخبيثة التي كانت تستهدف وحدتنا الترابية.
إن دماء المغاربة الذين لم يسموا أمازيغا ـ أي أحرارا ـ صدفة لا يمكن أن تذهب جفاء لأن مرتزقة رمت بنفسها بين أحضان عصابة المرتزقة ، وتظاهرت بالإضراب عن الطعام من أجل أن تجد إسبانيا محتلة الأمس الغاصبة في ذلك شماعة لمساومة المغرب في وحدته الترابية أمام ضغوط جنرالات الجزائر الذين يساومونها بالبترول والغاز وهي تمر بأزمة اقتصادية خانقة لأنها بنت اقتصادها بعرق المغاربة ، وبثروات المغرب ، وانهار اقتصادها المغتصب ، كما لحق الانهيار كل اقتصاد في البلاد الغربية التي بنت اقتصادها باحتلال أراضي الغير واستغلال ثرواتها ، إنها لعنة السماء اللاحقة بظلم الغرب في الأرض. إن الإسبان يريدون التسويف وصرف الأنظار عن احتلالهم لسبتة ومليلية والجزر الجعفرية وقد كثر إلحاح الشعب المغربي على رحيل المحتل ، لهذا تركب إسبانيا قضية المرتزقة أميناتو المتنكرة لهويتها لمساومة المغرب في مطالبته برحيلها عن شواطئه التي اغتصبها القراصنة الإسبان والتاريخ شاهد على ذلك العار والشنار .
فبإمكان المغرب أن يساند دعوة الباسك في الاستقلال عن إسبانيا ، وأن يساند القبائل والطوارق في شمال وجنوب الجزائر في الاستقلال عن الجزائر ولكنه بلد القيم والأخلاق واحترام القانون الدولي وإلا فما أسهل أن يجلب المغرب امرأة باسكية أو قبائلية أو طوارقية فوق ترابه فيعد معها مسرحية هزلية شبيهة بمسرحية أميناتو لتشويه سمعة إسبانيا والجزائر من خلال قضية لا علاقة لها بحقوق الإنسان وإنما هي قضية سياسوية من أجل تبادل المصالح بين دولة الاحتلال بالأمس ، والجنرالات الذين نصبتهم الدولة المحتلة قبل رحيلها ، والذين تسلطوا على الجزائر وارتزقوا بدماء الشهداء وبذروا ثروات الجزائر من النفط المحمر من كثرة ما ارتوت به أرض الجزائر من دماء الشهداء كما يقول أبناء الجزائر الأحرار الناقمين على الجنرالات الفاسدين .فالموت للمرتزقة ، والمجد والخلود للشهداء ، والعزة والكرامة للشرفاء.
ومن أراد أن تثكله أمه فليمس حبة رمل من صحراء المغرب ، وليحاول أن يجرب سقط سلاحه في ساحة تحرسها الأسود الضارية المتربصة بكل من تسول له نفسه أن يقترب من عرين الأمازيغ أبناء عبد الكريم الخطابي ، وموحا وحمو الزياني ، والشيخ ماء العينين ، وهي أسماء يعرفها محتل الأمس حق المعرفة إذا كان جنرالات الجزائر لا يعرفون التاريخ بسبب أميتهم ، وعليهم أن يعودوا إلى من نصبهم سماسرة له فوق أرض الجزائر ليعرفوا دلالة الخطابي والزياني وماء العينين ، ودلالة جيش المغرب الباسل كما ذاقوا بأسه بالأمس القريب في يوم معلوم ، وما يوم حليمة بسر.
3 Comments
j’ai comme remarque,vos informations étaient bien organisées, enfin je vous souhait bon courage et bonne chance
اذا كانت دماء الذين ماتورخيسة في سبيل الوحدة الترابية فماذا يعني أن تموت أميناتوالعدوة أو المئات من أميناتو
je n ai rien a dire, tres tres bien, Mr Mohamed Charki.