كيف يرانا الآخر
في أكبر أكاديمية للدراسات
الحربية ب »ويست بوينت » بأمريكا يتدرب الطلبة على
خطة « حرق السفن » “Burning the Ships” فيتساءلون
عن صاحبها فيجيبونهم نسبة لشخصية حربية مغربية إسمه « طارق ». مقولة لهنري أستاذ الجيو سياسة بجامعة جورج واشنطن
« سوزن » مدرسة بالمرحلة الإبتدائية
تقول » أنتم حفدة الشريف الإدريسي لا يمكن إلا أن تكونوا أكثر جغرافية
وخرائطيين ، فما ابن بطوطة « ماركوبولو العرب » إلا منارة للتميز الذي
يجعل المستشرق يقع في خلط إسمه العالم العربي .
إن المعمار الذي تم تخليده بالأندلس بناه
الفنانون المغاربة وليس المشارقة والدليل على ذلك صوامع مساجد المغاربة التي تختلف
عن المعمار العثماني. تصريح لروبرتو أمادوس معماري من أمريكا اللاتينية.
السيد « عبدالغفور » من أندونسيا آت
للمرة الثالثة للمغرب ليستقر بها وقناعته منبثقة من كون المغرب البلد المسلم الذي
يحافظ على سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، قرر عبدالغفور استقطاب أعداد من
عشيرته للإقامة بالمغرب.
» نحن نخجل من أنفسنا عندما نسمع أن
البعض يصنف المغرب ضمن بلدان العالم الثالث… » تصريح للسيدة
« هيلين-ب » طبيبة نفسية كندية جمعتها ظروف تبادل علمي بمستشفى ابن رشد.
أضافت قائلة » ..تفاجأت من الخبرة المغربية والمستوى العلمي للأطر المغربية
التي لم أتوقعها، لأننا كنا نسمع فقط عن دول عربية أخرى كانت تدعي الريادة بل
الأزيد من ذلك أنها كانت تعتم على المغرب في كثير من الحالات لكننا وجدنا العكس
..!! » .
ب –س – طالبة مغربية أنهت دراستها إلا
أنها أرادت المكوث بصورة غير شرعية بكندا، فتم اصطحابها إلى المطار من أجل
ترحيلها. جاءتها فكرة طلب اللجوء السياسي فصرخت »أنا لاجئة سياسية.. »
فأجابها ضابط شؤون الهجرة بالمطار ».. بلدك ديموقراطي ونحن نعرفه جيدا.. »
ثم اجابت » ..لا لا أنا أقصد أن والداي يريدان عقد قراني بشخص وأنا
مرغمة.. » ابتسم نفس الضابط « … ونحن نعرف كذلك انه في المغرب يوجد قانون
يحمي الأسرة والمرأة بشكل خاص.. » فغادرت التراب الكندي.
ليست هذه مقاطع إشهارية أو دعاية تجارية يقصد
بها الترويج لزيارة المغرب، إنها مواقف يومية واحتكاك دائم مع توصيفات تفاجؤك، بل
تجد نفسك غير ملم بأمور يطرحها عليك الأجنبي الدارس أو العامل عن عدد المناطق
المصنفة في التراث الإنساني وعن عدد القصبات و غروب شمس « مرزوقة »
العالمي. مرورا بالدهشة التي انتابتهم خلال
جلسات السماع العمومية لضحايا الماضي الأليم بالمغرب، وقوفا عند تمسك المغاربة
بالتقاليد الإسلامية العريقة كالفروسية التي ملأت لوحاتها أبهى ردهات وأروقة
المعمور.
» بلدكم، فيه سحر وفقر ودعارة وأنتم لا
تتحدثون العربية » إنها جملة مختصرة لأي عربي من المشرق ودول الخليج، من
السباك إلى الإعلامي من متولي إلى قاسم وسامي. لا يطرح مواضيع التاريخ والأبطال
الذين بصموا الحضارة الإسلامية، تأتي تعبيراتهم نتيجة حتمية لجملة من المكبوتات
المتراكمة .
تعبر المواقف عن رؤية الغرب للمغرب فينظر له
بالبلد العقلاني الثابت على مبادئه، بلد المصداقية والإرادة الشجاعة. ثم مختصر
رؤية العربي للمغرب والتي يجملها الحديث النبوي الشريف فيما مضمونه أنه حينما
تحدثا رجلان للرسول صلى الله عليه وسلم ووصفهما لمكان ما ذهبا إليه حيث قال الأول » لقد زرت المكان ووجدت فيه من
المفاسد والفتنة والفسور…. » قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « لقد
صدقت » ثم قال الرجل الثاني » لقد زرت نفس المكان ووجدت فيه من الأناس
الأخيار المتدينن وأماكن العبادة… » فقال رسول الله » لقد صدقت، فسأل
الحضور الرسول صلى الله عليه وسلم عن إجابته « لقد صدقت » لكلا الرجلين
فقال » ..الأول كانت نيته رؤية المفاسد فله ما أراد أما الثاني فكانت نيته
لقاء أهل الدين والعلم فوجد ماأراد.
1 Comment
حفظك الله يا السي عيد القادر وزاد من امثالك