Home»Débats»توظيف حاملي الشواهد….توظيف انتقائي…

توظيف حاملي الشواهد….توظيف انتقائي…

0
Shares
PinterestGoogle+

استبشر المعطلون خيرا عندما أعلنت وزارة التربية الوطنية عن توظيف مباشر لحاملي الشواهد الجامعية،ابتهجت أسرهم وعمت فرحتهم . بدءوا جمع الملف كلهم أمل وطموح ووعد بعهد جديد قد يذيب الماضي مثل ذوبان الجليد.شدوا الوثاق وانتقلوا الى الأكاديميات باحثين عن الأفاق .استوقفهم رجل بيد من حديد بعد أن تصطفوا اصطفاف العبيد ،استجوبهم بغلظة:
–ما هي شواهدكم؟
–الإجازة.
–أية إجازة؟
–هل هناك فرق بين الإجازات ؟
–نعم.
كانت الصاعقة كبرى والكارثة عظمى عندما أعلمهم أن حاملي الإجازة في القانون بكل شعبه والاقتصاد ،لا يمكنهم ولوج التعليم لاعتبار شواهدهم غير تعليمية.فأردفوا قائلين:
–ألم تنص المذكرة على ما يلي : « – أن يكون المرشح حاصلا على الأقل على شهادة الإجازة أو شهادة الإجازة في الدراسات الأساسية أو شهادة الإجازة المهنية أو ما يعادل إحداها في المواد المدرسة بسلك التعليم الابتدائي؛… »؟

–بمعنى أن المذكرة لم تحدد نوع الشهادة في التعليم الابتدائي؟
–وبمعنى أن واضع المذكرة على علم بكافة الشواهد الجامعية ؟
إن الإقصاء لا يستند على نص قانوني وإنما على رواسب من الماضي ماضي الانتقاء والعشوائية والزبونية إلى حاضر التناقضات ،محاولة لامتصاص البطالة ببطالة جديدة،محاولة لإقصاء ما يمكن إقصاؤه تخفيفا للعبء وربحا للوقت وكأن حاملي الشواهد أرقام بلا أقلام.فعلا اعتبروا كذلك ما دام الساهرون على الأمر وطنيا اجتهدوا ترددوا وتريثوا ثم حسموا وتصرفوا وكأن التعليم ضيعة من الضيعات يتصرف فيها البعض كيف يشاء.إن الشواهد كلها جامعية ولا فرق بين الإجازة في القانون والإجازة في الفيزياء مثلا ،كلهم تحصلون على نفس الإجازة بل حامل الإجازة في القانون قد يكون تحصل على باكالوريا أدبية وبالتالي أكثر تعليميا من الثاني الذي تحصل على باكالوريا علمية .وعلى افتراض التمييز بين الشواهد على أساس المعيار التعليمي،

– فماذا سيقدم حامل إجازة علمية على إجازة في القانون أو الاقتصاد ؟
– ماذا درس في الجامعة من الجانب التعليمي ؟
– هل يحتاج التدريس بالتعليم الابتدائي إجازة تعليمية؟
– ألم يكن من الأجدر اختيار الباكلوريا معيارا للانتقاء توافقا مع نوعية- المدرسين والمدرسين بالفتح والكسر-؟
– ماذا سيقدم حامل شهادة ما للتعليم الابتدائي دون غيره؟
– كيف ينظم امتحان في شهر غشت؟من سيصححه؟ وكيف سيصححه؟وهل سينصف من سيصحح له؟
اننا نعبث بالقوانين ونتحين الفرص للتمييز بين معطلينا .كفانا ارتجالا وكفانا تسرعا ،اننا نعد جيلا من رجال المستقبل ،فلماذا العبث بمصيرهم؟

– ألم يكن من الأجدر فتح المجال على مصراعيه ما دام الجميع سيجتاز امتحان كتابي وآخر شفهي؟
خلاصة القول رجع الكثير منهم غاضبين يائسين قانطين محبطين مبتئسين حزينين ،أحسوا بالهوان والاحتقان ،وازداد عندهم الميل الى سوء الأحوال،كل صبرهم وضل اتجاههم ،قلت نعمتهم وكثرت نقمتهم…..اللهم أنصفهم كما أنصفت حاملي الشواهد العليا قبلهم….مع رجائي احتفاظهم على أمل منشود من رب معبود والبحث عن فرص لاصطياد الشواهد العليا دون حدود…والله من وراء المقصود.
والسلام.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. papi
    27/07/2009 at 15:14

    العبث والإرتجالية سيطر على هذه المرحلة الاساسية التي يعتبرها العديد استعجالية اي انها ضمن ملف المستعجلات ومصرها إما وإما

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *