Home»Débats»هل يشعر الدرس السينغالي قادة الجزائر بالاحراج امام العالم ؟

هل يشعر الدرس السينغالي قادة الجزائر بالاحراج امام العالم ؟

0
Shares
PinterestGoogle+

قام الرئيس السنغالي  عبد الله واد   بوساطة للمصالحة بين  الأطراف الموريتانية المتنازعة  على السلطة  ، والتي وصل بها المطاف الى حد خلق جو من الاحتقان السياسي  والذي  اوشك ان يدخل الشقيقة موريتانيا في دوامة  يصعب الخروج منها ،  بل كادت هذه الخلافات ان تدخل  الأحزاب الموريتانية  في متاهات سياسية مظلمة لا أحد يمكنه ان يتكهن بنتائجها   ، خصوصا امام عدم الاستقرار السياسي الذي  عرفته البلاد خلال السنوات الأخيرة  حيث ما ان   تخرج من  انقلاب عسكري حتى تجد نفسها وقد دخلت في انقلاب آخر …
امام هذا الوضع ، ونتيجة لكون السينغال بلد جار لموريتانيا ، ونتيجة لكون الرئيس عبد الله واد رئيس  لجمهورية السنيغال ، ونتيجة لوعي  السينغال بان امنه مرتبط بجارته موريتانيا وان  عدم استقرار الأوضاع في موريتانيا  سيجعل السينغال غير مطمئن على  جاره  خصوصا وان الحاكم المسلم يجب ان يضع دائما نصب عينيه قوله صلى الله عليه وسلم   » مثل المؤمنين  في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ّ  »  فما كان على الرئيس السينيغالي عبد الله واد ان يتشفى في جارته ، وانما  شد الرحال الى موريتانيا  ، ولم يعد منها الا وقد قام بمصالحة كل الاطراف المتنازعة ،  حيث  كانت الصورة المعبرة والتي تشابكت فيها ايدي الزعماء الموريتانيين  يتوسطهم عبد الله واد ،  هي النموذج الذي كان يجب منذ اثنين وثلاثين سنة ان  يقوم به قادة الشقيقة الجزائر  في المصالحة بين المغرب  والبوليزاريو ، لقد كان على حكام الجزائر بدلا من صب  الزيت على  النار ان يلعبوا دورـ الجار الذي يحب الخير لجاره ـ  كان عليهم ان  يتوسطوا  بين المغرب والعاقين من  ابناء الصحراء  بدلا من ايوائهم ، وتسليحهم ، وتجنيدهم ، وصرف الملايير من الدولارات  لشراء الآصوات للأعتراف بجمهورية وهمية  اكتوت بنارها الجزائر قبل المغرب  ،واصبحت عالة على  الجزائر بدل ان تصبح عالة على المغرب ـ كما خططوا لذلك  قبل 32 سنة خلت ـ  ،   لقد كان على قادة  الجزائر ان يدخوا التاريخ الناصع من بابه الواسع  لو انهم  استعملوا الخيط الأبيض  بين المغرب والبوليزاريو لاصلاح ذات البين  ، بدلا من ان يتسخوا ويلطخوا سمعة الجزائر باثارة بذور التفرقة بين المغرب وابنائه  بذريعة كاذبة  وهمية  وخادعة  » تعني ايمان الجزائر بتقرير مصير الشعوب  » في الوقت الذي  لا تجرؤ  فيه الجزائر على الحديث عن  مشكل  تايوان بالصين حيث ان هذه الأخيرة تعتبر ان تايوان جزء لا يتجرؤ من اراضيها ، كما لم تجرؤ الجزائر عن الحديث عن  انفصاليي الباسك الذين يطالبون بتقرير مصيرهم …ولا  عن القبارصة الاتراك والقبارصة اليونان الذين صوتوا لتقسيم الجزيرة في الوقت الذي رفض فيه قادة اوروبا ذلك معتبرين ان  جزيرة قبرص ينبغي ان تبقى موحدة  مهما كان الخلاف بين هؤلاء القبارصة واولئك ..  
الجزائر التي ما تزال تعيش دوامة العنف  ، حيث  ما يزال المخرج منه بعيد المنال ، وفي الوقت الذي قبل فيه المغرب التفاوض مع  جبهة البوليزاريو ، فان  الجارة الجزائر التي تحضر هذه  اللقاءات  كطرف  مهتم لا تحضرها الا  بنية عرقلة  اي اتفاق يمكن ان يحدث بين المغرب وابنائه العاقين ،و لا تحضر الجزائر هذه اللقاءات الا لتخيط بالخيط الاسود ،  وهنا يكمن الفرق الشاسع  والكبير بين الرئيس الكبير  عبد الله واد وقادة الجزائر ، البلد الذي  كانت مشاكله السبب الرئيسي في احتلال المغرب  من طرف المستعمر الفرنسي عندما هب ذات يوم  للدفاع عن  كرامة الجزائر في معركة   ايسلي  …المغرب الذي وقف بجانب الجزائر في حرب التحرير وما تزال مدينة وجدة التي كانت تأوي  زعماء المقاومة الجزائرية بمن فيهم الرئيس عبد العزيزي بوتفليقة تتذكر ليلة هجوم الطيران الفرنسي على حي  كواوش بوجدة  ومع ذلك لم يتزعزع ايمان   » اوجادا » في ايواء  االمقاومة الجزائرية ـ بمن فيهم الرئيس  الراحل هواري بومدين والرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة ـ  ومدها بالسلاح  والمال ، ولم  يكن  أحد من اوجادا يعلم انذاك ان القدر يخفي لهم ان واحدا من هؤلاء الذين  يتقاسمون معهم   » الملح  »  سيقسم باغلض ايمانه ان الحدود لن تفتح بين المغرب والجزائر ما دام  رئيسا للجزائر  وهو الرئيس بوتفليقة  » الذي يتنمي الى جماعة اوجادا  » ، والمثل المغاربي يعتبر  » الملح واعرة ، كتفشل الركابي  » وبالفعل لقد  اصيبت  » ركابي  » الجزائر بالفشل  ولم تستطع ان تتقدم قدر انملة  منذ ان  اختلقت قضية الصحراء  لمعاكسة الوحدة المغربية ، وهذا ليس تشفي ـ معاذ الله ـ  لكن ايمانا بقوله تعالى  » فلا يخشى مكر الله الا القوم الخاسرون  »  …
الجزائر التي  عندما ادركت ان رمال صحرائها بدأت تتحرك في شخص  قبائل الطوارق   ، وان هذه الحركة التي بدأت في شمال مالي حينما  حملوا السلاح وأخذوا يطالبون بتقرير مصريهم في الانفصال والاستقلال ، حينها تخلى قادة الجزائر  عن مبادئهم والتي  تتمثل في الدفاع عن تقرير مصير  الشعوب  ،  و تحركوا بسرعة البرق  لاحتواء  الامر  ، وسارعوا الى  الوساطة بين الحكومة المالية والطوارق في الشمال  للألتفاف على المشكل وحلحلته قبل ان تنتقل عدواه الى طوارق الجزائر ، ولم تجرؤ الجزائر التي  تتشدق بتقرير مصير الشعوب ان تعتبر ان مشكل الطوارق  » هو مشكل تقرير مصير الشعوب  » رغم رفضنا القاطع لكل حركة انفصالية ،  … وبذلك يتضح ان الاسطوانة الجزائرية   بخصوص قضية الصحراء المغربية ليست لا قضية مبدأ ولا يحزنون وانما هي قضية  بلد  صار همه الوحيد هو اختلاق المشاكل للمغرب وان لا يهدأ له بال متناسين قوله تعالى  » يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين  »  …
 ان الدرس السينغالي  في شخص  الرئيس  عبد الله واد  درس محرج  لقادة الجزائر الذين   يعبرون في  كل مناسبة وطنية ومن خلال برقيات  التهاني  عن  » الحب  الذي يجمع البلدين الشقيقين وعن المصير المشترك « وعن …وعن …وعن …العديد من المشاعر التي تعتبر قمة النفاق السياسي  ..
بدون شك ان الدرس السينغالي  أحرج كثيرا قادة الجزائر امام العالم  بخصوص الكيفية التي  ينبغي فيها للجار  ان يتعاون مع جاره  بصدد مختلف المشاكل … فكم  نتمنى ان يستفيد  قادة  الجزائر الجارة  الشقيقة  للمغرب  من درس عبد الله واد …

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

3 Comments

  1. tarek
    05/06/2009 at 22:41

    est ce que je peux savoir pourquoi il n y a que les marocains qui cherchent a se réconcilier avec l’algérie!! c’est bien d’être gentil et s approcher des autres mais aussi si ces gens la ne veulent pas de nous il faut savoir s’arreter a un certain moment !! si mme zahra peut me repondre

  2. عبدالقادر فلالي-كندا
    05/06/2009 at 22:43

    إن مقياس تقنيات التقييم عن بعد من بين اهم مناهج تشخيص وتحديد هويات الزعماء السياسيين وصانعي اقرار إذ يتم الإرتكاز على بروتوكول تحليلي نصي لمقياس هيرمان » بنية مقياس تشخيص السياسيين المفاهيمي » حيث استعملت هذه التقنية في رصد لمحيط السياسة الخارجية في مجلس العموم البريطاني لتحليل رؤساء الوزراء من 1945 إلى 2005 حيث أظهرت هذه المقاربة نجاعة ودقة فائقة ولن يتسع المجال لتفصيلها هنا
    المهم هنا أن الشخصيات التي حكمت الجزائر من عسكريين ومدنيين يصنفون في خانة الزعماء ذوي التشخيصات الفردية المركبة بمقياس منخفظ، شخصيات عانت ماض صعب ، شخصيات سلطوية تركز على منطلق الأبيض والأسود لتفسير الظواهر، يشتغلون على مفاهيم قبلية راسخة كما يمكنهم أن لا يستقبلوا أو يسدون ذاكرتهم أمام البدائل، تكويناتهم محدودة، آفاقهم ظرفية وآنية. لن نتفاءل كثيرا في قادة الجزائر لأن المسألة متعلقةبتغيير عقلية المنتقم الذي يغدر في أية لحظة يهيمن على الأفكار ، إلا أن هؤلاء يعانون هزات نفسية خطيرة مع ذواتهم ولا يعلنون عنها مما يزيد من حدتها
    للإشارة فإنه تندرج في هذه القائمة شخصيات بنفس المعايير : تشافيز، أحمدي نجاد، القذافي، توني بلير، مارغريت تاتشر، كاسترو، بوش الإبن…
    أأسف على هذا الشرح المطول إلا أنه يضعنا أمام معضلة وجب علينا نحن المغاربة التعايش معها وإن كتب عليك جار لئيم فماعليك إلا مجاراته لأنك أخلق منه وأعف منه. أين يندرج ترحيل أطفال مغاربة في سن الرابعة والخامسة من قبل الجزائر وترحيلهم إلى كوبا من أجل غسيل دماغهم؟؟ السؤوا الذي يحير المتتبع هو أين الضمير الجزائري اين هو شعب مليون ونصف شهيد اين هم أحرار الجزائر الذي سمعنا عنهم فليسائلوا حكومتهم لماذا تمول الجزائر مرتزقة في حين يقتات المواطن الجزائري على الفضلات؟؟

    شكرا أخي ابا زهراء على موضوعك

    عبدالقادر فلالي-ماجستير استشارات نفسية/علم نفس إجرامي
    filala71@yahoo.ca

  3. مغربي حتى النخاع
    06/06/2009 at 23:33

    يا ابا الزهراء,لا أظن انه لم يمر على مسمعك المثل القائل »فاقد الشيء لا يعطيه »دلك ينطبق تماما على الجارة الجزائر التي لم تمتلك يوما هده الروح الطيبة لتحدو هدا الخدو,فلا خياة لمن تنادي يا أخي.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *