واقع ـ دوزيم ـ المرير مع مطبات التشهير
مرة أخرى وكعادتها، أبت القناة الثانية إلا أن تتحف الجمهور المغربي » بما لذ وطاب » من الفكاهة في برنامجها: » آش خسرتي يلاضحكتي » الذي تنشطه حنان الفاضلي، وكان أن أدرجت ضمن فقرات برنامجها المتنوع فقرة سفاج ومهيول وهما يؤديان دور الإسكافي والمعلم ،حيث تعمد الإسكافي إبقاء هذا الأخير واقفا في وضعية غير مريحة،فيما كان هو منشغلا بإصلاح السباط . دار الحديث الفكاهي بين الممثلين فيما مجمل مضمونه أن المعلم يتصف بالتقتير والاقتصاد في المؤونة والتحايل على شروط العيش…
إن هذا السيناريو » الحامض » القديم شكلا ومضمونا فيه مغالطة كبيرة،ولا يمكن لكل ذي عقل نير وبريء أن تحرك فيه دواعي الفرجة ، لأنه ببساطة لا يمكنه أن يصمد أمام حقيقة أن رجال التعليم هم الأكثر إنفاقا من بين جميع موظفي الدولة ، أولا بدليل الحيز الزمني المتاح لهم من أجل هذا الإنفاق، وأيضا بسبب حرصهم على الكرامة،وتمسكهم المعهود بمستوى عيش محترم . اسألوا من أجل هذا مدراء الأبناك ليؤكدوا لكم نضوب الحسابات الجارية لأغلب رجال التعليم مهما علت رواتبهم،وذلك مع متم كل شهر.
نحن لم نتفاجأ، من جهتنا، بهذا الموقف من دوزيم التي دأبت،في السنين الأخيرة،على تكريس الرداءة مضمونا والتشهير أسلوبا في معظم برامجها.
فقبل بضعة أيام أنتهت فصول تكرار برنامج » خيط أبيض » الذي تنشطه نسيمة الحر،وموضوعه إصلاح ذات البين بين ذلك المعلم الذي هو بالمناسبة عون إداري ولاينتمي لهيأة التدريس،كما صرح بذلك أحد المسؤولين كان حاضرا في البث المباشر، وبين زوجته التي رفضت استقباله في بيتها بعد إحالته على التقاعد . فكانت الإساءة إلى رجال التعليم ونسائه واضحة في ثنايا البرنامج ، ذلك أن الترويج لهذا النموذج المفلس من رجال التعليم في أول ظهور له،هو خطة غير محسوبة من شأنها أن تأخذ العامة بجريرة ما يقترفه الفرد وهو،بشيء من التماثل مع المجال الحقوقي،عقاب جماعي عن فعل إجرامي معزول.
إن القناة الثانية تتعمد الإثارة عبر حالات شاذة، وتحاول ترويج هذه الحالات كصورة نمطية لا تستقيم إلا في مخيلتها، التي أقول بصراحة أنها قد تجاوزها الزمن.وهذه خطة مغرضة تعتقد فيها الإستزادة في نسبة المشاهدة، وهي إنما في الحقيقة تضحي بمصداقيتها التي اهتزت في مناسبات سابقة بفعل مجانبتها لمقتضيات الواقع والنبض الحقيقي للمجتمع ،وقد تمت مساءلتها في إبانها.
ومعلوم أن ل » دوزيم » كما لسائر المنابر الإعلامية ميثاق شرف وأخلاقيات مهنة، فكما أنها ملزمة بعدم بث الأشرطة التي تتناول السخرية بين المواطن القروي ونظيره المدني وتتحاشى في الموضوع ذاته إثارة النزعات بين مكونات الطيف المجتمعي،أمازيغي في مقابل عربي مثلا،فلماذا لاتلتزم بالأمر ذاته حينما يتعلق الأمر بمنتسبي وظيفة يسعى المغرب جاهدا إلى تبويئها مكانة متقدمة في سلم اهتماماته أوهكذا يبدو؟ ولماذا بالمثل تختص » دوزيم » بنشر غسيل هذا القطاع دون غيره من القطاعات،وخاصة السيادية منها، والتي تزخر بوقائع ومفارقات تشيب لها الولدان في مجال التجاوزات وغرائب السيناريوهات؟ لماذا غاب مبدأ المحاسبة والتمحيص لدى القائمين على شأن برامج القناة الثانية وحضرت لديهم للأسف، روح البديهية في شكلها التشهيري الماكر؟ هل يهمها تسلية المواطن مهما كلف الثمن..؟ هل هدفها الإصلاح وترميم الوعي ، أم تمرير السخافات وترديد الخرافات .؟..أ
أسئلة كثيرة تطفو وتتداعى كلما ساقنا حظنا العاثر إلى متابعة واحد من تلك البرامج « الحديثة والحداثية » فيما بعض فقراتها يعود إلى عقود مضت، وقد سقنا آنفا نموذجا منها.
بناء على ما سبق،نحن مجموعة من أساتذة مدرسة حي السلام2 بسوق الأربعاء أصالة عن نفسنا ونيابة عن باقي رجال التعليم بكافة أرجاء الوطن،إذ ننبه لخطورة هذا المسلك في تكرار المزاح الثقيل،وعرض ما لم يتم التحقق من ملائمته لمقتضى الحال واللياقة الفكرية والأخلاقية، فإننا نهيب بأصحاب القرار في القناة الثانية أن يمنحوا مزيدا من الوقت لدراسة أشكال ومضامين البرامج التي تقترحها على جمهور متعطش للإنجاز المحلي، وأن تعمل على كسب ثقة الفئات الحية من المجتمع، وتفند بالتالي الرأي الذي يقول: « لقد زاغت دوزيم عن خطها التحريري المنفتح،الذي بشرت به في مطلع الثمانينيات، وانزلقت إلى خط تشهيري لن يسلم منه لا الغث ولا السمين ».
3 Comments
يا سبحان الله كاين واحد الإنسان مازال يتفرج على القنوات المغربية
السلام عليكم حسبي الله في هده القناة التي تعرض افلام ومسلسلات وبرامج تخدش حياء وكرامة الاسر المغربية اتمنى من المسؤولين المغاربة الغيورين على كرامة وشرف المفرب ان يفرضوا رقابة صارمة على هده القناة
لا أعرف ما أقول بااظبط لكن مغاربة غا مغاربة ,حرية التعبير .
في الأسبوع الماضي قرأت موضوع يتضمن تقريبا نفس الموضوع خول برنامج « الخيط بيض
و تقريبا كأنه تاي تشفى من القناة التانية و انا لا أعلم سبب هده المقالات واحد تلوى الأخر؟