Home»Débats»ادريس لشكر …المغرب أولا ….الوحدة الترابية دائما

ادريس لشكر …المغرب أولا ….الوحدة الترابية دائما

0
Shares
PinterestGoogle+

عبد السلام المساوي


ترأس الكاتب الأول للحزب الاستاذ ادريس لشكر أشغال المؤتمر الدولي للبرلمانيين الاشتراكيين الشباب بمقر الحزب التي افتتحته وسيرته الأخت هند مغيث رئيسة الاتحاد العالمي للشباب.
وتناوب على الكلمة الافتتاحية الأخ الحسن لشكر منسق المنتدى الدولي للبرلمانيين الاشتراكيين الشباب وفيدال كاردوزو نائب برلماني بالرأس الأخضر ونائب رئيسة اليوزي وإريكا سانشيز برلمانية بالبرلمان الكولومبي ورئيسة مجموعة الصداقة المغربية الكولومبية وكوت بيرسطوف برلماني بالنرويج ونائب رئيسة اليوزي
وينعقد هذا الفروم تحت شعار  » الأجندة التقدمية لحقوق الإنسان الأساسية : الوصول إلى المياه، الأمن والحريات  » بمشاركة 20 برلماني من إفريقيا وأمريكا الجنوبية وأوروبا أيام 7, 8, 9 , 10 شتنبر 2024
بقول الأستاذ ادريس لشكر  » سعداء جدا باستضافة تظاهرتين عالميتين أساسيتين، لاول مرة يخرج الاتحاد العالمي للشباب الاشتراكي أو اليساري تخرج رئاستها إلى القارة الإفريقية في أول اجتماع لها بمقر الاتحاد الاشتراكي وبدعوة من شبيبتنا الاتحادية.
لاشك أن ذلك من المكاسب الكبرى خاصة لمن يرجع إلى تاريخ شبيبتنا المغربية في علاقتها مع « اليوزي »، هذه المنظمة كانت عبر التاريخ معادية لقضيتنا الوطنية، وأن تحضر اليوم لاجتماع رئاستها في استضافة الشبيبة الاتحادية وبمقر الاتحاد الاشتراكي فلا شك أنه تطور مهم ونتيجة مرضية لمجهود قامت به الشبيبة والحزب على امتداد عقود من الزمن وعلى امتداد سنوات.
بالموازاة، وعلى المستوى المؤسساتي وعبر برلمانات العالم، شبيبتنا استطاعت أن تترأس المنتدى العالمي للبرلمانيين الاشتراكيين وهو منتدى يلتئم، بعد أن التئم سواء في أمريكا اللاتينية أو في المغرب بمراكش في دورته الأولى، يلتئم هذه المرة لمناقشة قضايا ٱنية قوية مطروحة في جدول أعمال البشرية برمتها تتعلق بالسلم والأمن والتغيرات المناخية والماء والجفاف وهذه المواضيع لاشك أن الشبيبات العالمية باعتبارها أكثر إيمانا بهذه القيم سيكون لتوصياتها ولنتائج أشغالها ٱثارا على القرارات خاصة للذين يحملون معهم نفس الهم على مستوى الأحزاب اليسارية في إطار الأممية الاشتراكية أو في إطار التحالف التقدمي الدولي أو بما سيكون من تأثير على البرلمان الدولي كبرلمانيين شباب أو على البرلمانات القارية أو اللقاءات القارية لاشك أن هذه التوصيات ستجد صداها في كل هذه المجالات.
وفي الختم نظل في بلادنا والحمد لله تلك الأرض الطيبة التي يرتاح الجميع للقاء بها وللتداول والنقاش في القضايا الدولية بصددها ونحن سعداء باستضافة هؤلاء الشباب من القارات كلها وسعداء كذاك بالمجهود الذي بدله شبابنا سواء في الشبيبة الاتحادية أو البرلمانيين الشباب. »
نقرأ في البيان السياسي لحزب الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية فاتح شتنبر 2022  » إن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إذ ينبه إلى ضرورة التأهب وقراءة المتغيرات الحالية بعين وطنية فاحصة من طرف مدبري الشأن الدبلوماسي، فإنه في الوقت نفسه يدعو تنظيماته وتعبيراته البرلمانية والشبيبية والنسائية إلى التحرك بوتيرة أعلى من السابق، والتحرك داخل كل المنظمات الإقليمية والقارية والدولية من أجل دعم حق بلادنا في السيادة على كافة مجالها الترابي، وحسم هذا النزاع المفتعل لصالح الأمن والسلم الدوليين من مدخل تأمين السيادة الوطنية في مواجهة مشاريع التقسيم التي تعد مجالا خصبا لنشاط الحركات الإرهابية ومافيات السلاح والجريمة العابرة للقارات ومآسي الهجرة غير النظامية  » .
المعركة الدبلوماسية بشأن قضيتنا الوطنية ليست مهمة حصرية لمؤسسات الدولة بل مسؤولية المجتمع بأحزابه ونخبه ونقاباته ومثقفيه وبرلمانييه وجمعياته.
جاء في الخطاب السامي لجلالة الملك بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة  » إن قضية الصحراء هي جوهر الوحدة الوطنية للمملكة ، وهي قضية كل المغاربة ،
وهو ما يقتضي من الجميع ، كل من موقعه ، مواصلة التعبئة واليقظة ، للدفاع عن الوحدة الوطنية والترابية ، وتعزيز المنجزات التنموية والسياسية ، التي تعرفها أقاليمنا الجنوبية .
وذلك خير وفاء لقسم المسيرة الخالدة ، ولروح مبدعها ، والدنا المنعم ، جلالة الملك الحسن الثاني ، أكرم الله مثواه ، وكافة شهداء الوطن الأبرار . »
وواهم من يعتقد أن هناك تأمينا بنكيا على حساب المواقف الدبلوماسية للدول حتى تلك التي تعد بين الحلفاء التقليديين ، فقد نكسب اليوم موقفا ونخسر غدا آخر ، وقد جربنا ذلك مع بعض دول أمريكا اللاتينية . لذلك فالمعركة الدبلوماسية معركة يومية للدولة والمجتمع يخوضانها باستمرار سواء لتثبيت القرارات الإيجابية أو لانتزاع قرارات جديدة ، وهذا لا يمكن أن يتم إلا بيقظة دبلوماسية رسمية وانخراط دبلوماسي شعبي ومجتمعي .
من المطلوب ألا تتهاون الدبلوماسية المغربية في الدفاع عن القضية الوطنية الأولى للمغاربة بكل الطرق الممكنة ، سواء في إطار الشرعية الدولية داخل المحافل والمنظمات الدولية ، أو في إطار الدفاع المشروع عن سلامة وحدة أراضينا ، وهذا يقتضي منها بالأساس ألا تركن إلى سياسة الكرسي الفارغ والمقاطعة الدبلوماسية الشاملة ، كلما كان ذلك ممكنا وكلما لم تصل جسامة الإعتداء المرتكب في حق قضيتنا الأولى إلى مستوى غير مقبول .
والخشية اليوم أنه في حالة زيادة التصعيد والتوتر وارتفاع حدة التجاذبات الديبلوماسية مع الخصوم ، وهذا أمر متوقع ومحتمل حدوثه ، أن نقبل بترك ساحات كبيرة لفائدة حماة الإنفصال وأدواته ، فلا بد من الحفاظ على  » شعرة معاوية  » التي تعتبر واحدة من أفضل طرق التعامل مع الخصوم الدبلوماسيين ، والتي تساعدنا في حالة البحث عن انفراجات دبلوماسية بدل أن تتراكم وتتعقد العلاقات وتكون غير قابلة للحل .
المعادلة الصفرية في الممارسة الديبلوماسية تقول إنه كلما ربحت الوحدة الوطنية رقعة جديدة من الداعمين خسرت أطروحة الإنفصال رقعة من مناصريها …مطلوب إذن يقظة دبلوماسية.الموازية
إن الديبلوماسية الموازية مهمة جوهرية بالنسبة للحزب ، يمارسها الاتحاد الاشتراكي من خلال واجهة المنظمات الدولية والجهوية والإقليمية والأممية الاشتراكية والأممية الاشتراكية للنساء ، والاتحاد العالمي للشباب ، بالإضافة إلى ربط علاقات ثنائية مع الأحزاب القريبة ايديولوجيا من حزبنا .
إن من أولى الأولويات عندنا ، هي تعبئة كل مواردنا البشرية والتنظيمية والإعلامية التي نتوفر عليها في حزبنا ، من أجل أن نكون رواد وطليعة الدبلوماسية الموازية ، وأن نستثمر كل علاقاتنا الخارجية ونبني أخرى ، من أجل أن نكون جزء متينا من جدار صد مناورات خصوم وحدتنا الترابية . وإن موقعنا في المعارضة البرلمانية ، قد يكون ورقة إيجابية، إذا أحسن استثمارها ، لبيان أن قضية الصحراء المغربية هي قضية دولة ووطن ومجتمع وشعب بمختلف تياراته ومناطقه وأجياله .
نسجل المشاركة المتميزة والمثمرة لحزبنا في المؤتمر الأخير للأممية الاشتراكية الذي انعقد بالجارة الشمالية  » اسبانيا  » ، وهي مشاركة تعكس وعي الحزب بأهمية الديبلوماسية الموازية ، وكذا تعكس قوة حضوره ومتانة علاقاته الخارجية التي تترجم الاحترام الذي يحظى به الحزب في المنتديات الحزبية الدولية ، وخصوصا ذات المرجعية الاشتراكية الديموقراطية .
وإن نجاح الحزب في الحصول على مقعد نائبة الرئيس في الجهاز التنفيذي الأول لمنظمة الأممية الاشتراكية ممثلا لقارتنا الافريقية ، ومساهمته المقدرة في التصويت لصالح صديق المغرب السيد بيذرو سانشيز رئيس وزراء المملكة الإسبانية رئيسا للمنظمة ، هو دليل على الموقع الذي يحتله الحزب ضمن منظومة الأحزاب الاشتراكية الافريقية ، مما مكنه من محاصرة الصوت الانفصالي الذي تزداد عزلته داخل المنظمة دورة بعد أخرى ، وكذا دليل على مكانته الاعتبارية وسط مختلف الطيف الاشتراكي الديموقراطي ، مما أهله للدفاع عن المصالح الوطنية ، وعلى رأسها قضية الوحدة الترابية .
لا يكفي أن تكون اليوم ، مجرد دولة لها حدود وحكومة وجيش وادارات وشعب ، بل يجب أولا ، أن تكون لك مقومات هذه الدولة ، تاريخيا وتنوعا ومؤسسات وتداولا ديموقراطيا للسلطة ، وبناء سياسيا ومجتمعيا ودستوريا صلبا يسند ظهرك في المواجهات الكبرى ، ويصد عنك الأطماع والمؤامرات ومخططات الهيمنة ، التي تستعمل فيها وسائل استخباراتية قذرة .
أشر الخطاب الملكي لذكرى ثورة الملك والشعب ( 20 غشت 2021 ) على اكتمال عملية انبعاث المغرب كقوة ضاربة رئيسية على المستويين الاقليمي والدولي . فالملك الذي اختار هذه المناسبة ذات الرمزية البالغة في الوجدان المغربي لمصارحة شعبه بالتحديات الداخلية والخارجية ، ومن ثمة توجيه رسائل في كل الاتجاهات ، كان يستلهم هذه الذكرى لأجل شحذ الهمم لثورة ملك وشعب أخرى ، ثورة يكون الهدف منها هذه المرة تثبيت المغرب كرقم صعب في المعادلات الجيوستراتيجية القادمة .
كان الخطاب الملكي واضحا وصريحا وجريئا ، رسالته الأساسية الموجهة الى الداخل مفادها أن المغرب مستهدف في استقراره ويتعرض لعملية عدوانية مقصودة ، وأن الوضع يستدعي أولا وقبل كل شيء تعزيز الجبهة الداخلية وتقويتها ، وجعل كل ما عدا ذلك وعلى رأسها التنافس الانتخابي والصراع حول الحكومة والبرلمان والجماعات مجرد وسائل فقط لبناء دولة بمؤسسات قوية ، وليس غاية في حد ذاته .
فالملك يدرك بما يتوفر عليه من معطيات دقيقة ، ان الوضع العربي والاقليمي والقاري المحيط بنا وضع مضطرب بشكل لم يسبق له مثيل . ولئن كانت الاضطرابات في ما مضى محصورة في حدود دولة معينة ، فانها اليوم أصبحت عابرة للحدود ، فما تقع من حروب باردة واصطفافات شرسة بسبب وباء  » كوفيد – 19  » ، وما يجري على أفغانستان وليبيا وجنوب الصحراء ، وما يمكن أن تتسبب فيه حماقات دولة جارة ، ناهيك عن المحاولات المتتالية لاستهداف المغرب بمبررات حقوق الانسان المفترى عليها أو بسبب مصالح متنافس عليها ، كلها أسباب وغيرها تفرض فرضا علينا مؤسسات وشعبا رص الصفوف ، لإغلاق أي اختراق لزرع الفوضى واللاامن في البلاد . فوجود الشقوق في الجبهة الداخلية للوطن هو الأخطر ، وهو بداية الهزيمة ، فالشقوق تتسع ، بشكل طبيعي داخل الدول بسبب فشل السياسات العمومية ، فما بالك لو كانت الظروف المحيطة غير طبيعية .
على ضوء ما يتعرض له المغرب من تحولات في مواقف حلفائه الخارجيين التقليديين وحملات أعدائه الظاهرين والمتسترين ، لم تعد الدعوة إلى تحصين الجبهة الداخلية ترفا نخبويا او خطابا سياسيا يردد في الانتخابات ، لكسب بعض الاصوات والمقاعد ، ولاستعماله كورقة للابتزاز السياسي ، بل أصبح ضرورة وطنية لاسناد الموقف المغربي الرافض لكل الصفقات التي يتم عقدها لاخضاعه بالقوة لمصالح الاخرين، او التهديد بالمس باستقراره وأمنه . فالجبهة الداخلية كانت وما زالت هي الحصن الحصين لهذا البلد عبر مختلف المراحل ، التي شهدتها المعركة الوطنية من أجل وحدتنا الترابية وبناء دولة المؤسسات ، حيث كانت قوة البيت الداخلي هي اقوى ورقة يمتلكها المغرب في مواجهة خصومه ، وبدن شك سيستمر هذا المعطى حاضرا الى اليوم ، مهما تغيرت السياقات الوطنية الدولية والاقليمية الحالية . لذلك فان المهمة الأكبر للأحزاب والحكومة والبرلمان والنقابات والاعلام بشقيه العمومي والخاص ، هي تعزيز الجدار الوطني كل من موقعه ، فالجبهة الداخلية القوية هي أفضل سلاح دفاعي ضد الأخطار الخارجية ….
ان خطاب ذكرى ثورة الملك والشعب ( 20 غشت 2021 ) ، خطاب مؤسس منتزع للموقع المغربي في المضمار الجهوي والدولي .، خطاب يعيد المغرب لما هو منذور له : الريادة ولاشيء غير الريادة . فالمغرب كان في فترات طويلة من تاريخه جزءا من النظام العالمي ، حيث كان ملوكه وامبراطورياته يجسدون لقرون محور الغرب الاسلامي ، وكانوا يعتبرون قيادة روحية لافريقيا . وكل ما يحاك حولنا الان هو لاضعاف ثقتنا بأنفسنا وحصرنا في الزاوية الضيقة ، لكن المغرب كما نفهم من خطاب جلالة الملك قادم ، بل هو حاضر من خلال قوته الناعمة متعددة الأشكال ، التي لا تقاوم في افريقيا أحب من أحب ذلك وكرهه من كرهه ، لسبب بسيط هو ان التاريخ يعيد نفسه وأن افريقيا هي من تريد ذلك .
غدا ستبزغ شمس الحقيقة ، وستشرق بأنوارها على الفضاء المغاربي ، انها حتمية التاريخ التي لا يمكن الفرار منها .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *