Home»Débats»معركة الشنّاقة.

معركة الشنّاقة.

3
Shares
PinterestGoogle+

معركة الشنّاقة.


هنا وقعت معركة الشنّاقة . الموقعة التي سقطت فيها مُدخرات الأجراء و الفقراء تحت ضربات المضاربين. هنا شُدّت الأعصاب و ارتفع الضغط الدموي لأكثر من مواطن هزمته ظروف العيش المزرية. هنا أصيب أكثر من مشتري بالسكري.
هنا اضطرّ كم من مواطن، لم يسعفه الأجر لاقتناء ذٓكٓر، للتضحية بالأثاث في سيبل الظفر بإحدى الإناث.
هنا إغتنى اللئام بالأغنام فضاعفوا الأرباح في أيام و قبلهم حظيت حفنة من محظوظون ، « لها حمٓوات في العُرس »، بامتياز استيراد الأضاحي مع استرداد خمسمائة دِرهم عن كل رأس.
محظوظة هي الأغنام الأجنبية: ما قدّم عن كل رأس مستقدم يعادل المبلغ الذي دُعمت به أسرة كاملة بعد إثبات ربّها أنه مُعدٓم.
طوبى لخراف ولدت خلف البحر.
هنا أعيد الإعتبار للنعاج و بدأت رحلة المساواة بين الجنسين دون الحاجة لتدخل جمعية نسوية و لا لاحتجاج. هكذا حقّقت الحكومة أحد أهدافها العظيمة بضمان المساواة و لو بين بهيمة و بهيمة. ولن ننسى هنا بركات المخطط شديد الإخضرار الذي بيعت الخراف بفضله بأثمان الأبقار.
معركة الشناقة لم تكن في الحقيقة سوى امتدادا لمعركة الرؤوس الثلاثة التي بدأت و لايتها بالهجوم على جيوب الفقراء و ما تبقى من الطبقة المتوسطة.
كان لكل هذه المعارك ما قبلها، فقد بدأها قبل سنوات كبيرهم الذي علمهم السحر و التلاعب بالسعر. حين كان سعر البرميل بين ارتفاع و انخفاض في كل البلدان أصرّ صاحبنا على عدم تراجع العداد هُنا مهما كان.
المعارك هنا لا تنتهي. عقب انتهاء حملة التصويت العقاب المرتب و انجلاء الغبار عن معركة الصناديق التي اشترى فيها من اشترى و باع فيها من باع و تحالف فيها العدو مع الصديق، فازت حكومة ثلاثية الأضلاع أفلحت في توسيع دائرة الريع و تضييق سبل العيش الكريم . لم تمر على تعيينها شهور حتى انجلت الحقيقة و اتضحت الأمور و افتضح المستور.سرعان ما ابتدأ الفتك بالجيوب ليكتشف الناس أن كل تلك البرامج لم تكن سوى وعود عرقوب.
لم يعد الحمام رمزا للسلام و الحرية، و كل ما فعله المحراث هو إعداد خطة لتقسيم الميراث. أما الميزان فما زال غير معنيّ بتحقيق عدالة اجتماعية.
رأينا في عهد الرؤوس الثلاثة استنساخ كم من مسيلمة. هذا يبشر بإنجاز تتمخض عنه أزمة و ذاك يفتخر بكونه مطلعا على الجوارب و ألوانها و يعرف كيف تُقضى المٱرب  » من تحتها » . كل همّه حصد الحقائب و حصر المناصب على الأقارب.و كلما سألوه عن الحلول للأزمة الغذائية أفتى بوجوب تحليل العلاقات الرضائية.
إيه يا زمن الزلاقة و موقعة الملوك الثلاثة. رحم الله زمانا كانت تخاض فيه المعارك نصرة للإخوة و صدّا للغزاة و الدخلاء. ها قد عشنا زمنا تسيدت فيه الدكاكين الانتخابية فهددت القدرة الشرائية لأبناء البلد. ها هي سيوف الغلاء تسلط على الأجراء و تسلخ جيوب الفقراء.

أربعة أيام بعد عيد الأضحى لهذا العام الهجري 1445.

……….هذه الساحة كانت مسرحا لإحدى معارك الشناقة.
سيدي يحي، وجدة…….

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *