مراسل الصبر وائل الدحدوح
. لم يعد هذا الرجل الصخر ، و العلم البحر ، و الأمة الفجر ،
مراسل قناة تلفزيونية ما ينقل عبرها إلى العالم أخبار غزة ، و أحوال أهل القطاع ، و ما يفعله فيه قتلة الأنبياء الملاعين و من شايعهم و ساندهم من خدام الباطل الأسفلين ، من فتك بربري بالحياة و الأحياء ، و انتقام جنوني حتى من الأموات و الجمادات ، في أرض أرادوا موتها و سعوا في خرابها ، فإذا بها تنهض لتعلم الأحياء معنى الحياة و العزة و المجد.
بل أضحى هذا الرجل الأمة ، وائل الدحدوح رضي الله عنه و أرضاه ، رسول صبر ، و نور فجر ، ينقل بحاله و قاله ، و بكلماته و كلومه ، و بجوارحه و جروحه ، معنى الصبر الجميل ، و تحقق الصبر الأصيل، للعالمين كافة في مختلف البقاع و الأصقاع . ولم يعد وائل الدحدوح مراسلا عاديا ينقل ظاهر الأحداث من حوله ، يبتغي بذلك السبق الصحفي ، و التميز المهني ، بل أمسى مراسلا رسولا يعرض أحوال نفسه ، التي ابتليت بفوادح الخطب ، و قواصم المحن ، و لم تنكسر ، بل تسربلت بسربال الصبر ، و درع التحمل ، وواجهت هذه النوازل الزلازل بنفس كأنها ليست نفسه التي بين جنبيه بل نفس أعدائه و مناوئيه.
ولو ابتلي غير وائل من الصحفيين الذين ينقلون جلسات المجتمعين ،و رقصات المغنين ، و مراوغات اللاعبين ، و مؤشرات الأسواق و البورصات …ببعض ما ابتلي به وائل ، لكنا رأينا شيئا آخر من الجزع و السخط و الكفر و البغي… غير الذي أمدنا به وائل من الصبر و التحمل و الاحتساب .
لقد ألحقك صبرك الجميل يا وائل بأوائل هذه الأمة في الخير و الخلق و التسليم ، فهنيئا لك الصبر و التصبر و الرضى ، و دمت مراسلا رسولا.
Aucun commentaire