قراءة في مقابلة المغرب والأرجنتين الودية
أحمد الجبلي
تجمع الأخبار على أن الجامعة المغربية لكرة القدم في اتصال مباشر مع نظيرتها في الأرجنتين من أجل إجراء لقاء ودي بين المنتخب المغربي وميسي ورفاقه. وهو خبر تم تأويله بأنه رد عملي على الفيفا لكشف الغطاء عن المظلومية والمؤامرة التي تعرض لها المنتخب المغربي البطل. كما يؤكد الخبر بأن المغرب يلح على حضور فريق الأرجنتين بكل لاعبيه الذين توجوا بكأس العالم 2022.
فإن صح هذا الخبر، فهل يعتبر، ما تقدم عليه الجامعة، سلوكا جيدا وحكيما، خصوصا وأنه ينبئ بإطالة عمر فضيحة الفيفا وكشفها بمنظار آخر من خلال ورقة الميدان؟ وهل في صالح الجامعة الدخول في مزايدات والاستمرار في جلد الفيفا، وهي ) أي الجامعة( التي اكتوت بنارها سنة 1985 حين تم عقاب المغرب بسحب عضويته منها؟ أم أن الأمر عادي جدا وهو لا يعدو كونه مجرد لعب وقياس العضلات مع بطل العالم تهييئا لما هو آت من فعاليات؟
من الصعب أن يتوفر لديك دائما فريق بمثل هذه المواصفات التي يتمتع بها المنتخب المغربي الحالي، بكل مكوناته، وبما أن المنتخب المغربي الحالي، ومن ورائه المغرب كله ملكا وشعبا، والشعوب العربية والعجمية والإفريقية قاطبة، وبما أن الدروس الرياضية والأخلاقية والحضارية التي يصدرها للعالم لازالت لم تتوقف، ليس آخرها الاستقبال الشعبي الأسطوري المنظم والاستقبال الملكي المهيب، وبما أنه منتخب لازال جائعا يطمح إلى مزيد من افتراس منتخبات عالمية، فإن هذا الظرف بكل ما فيه من طاقة إيجابية داعمة ومعنويات قد بلغت عنان السماء، هو الوحيد الذي يسمح للمنتخب بأن يخوض المزيد من المباريات مع الكبار.
إذن، إن التفكير في مبارزة بطل العالم، واختيار شهر مارس 2023، أي في انتظار التعافي الكامل لكل اللاعبين، لهو تفكير يدل على أن ما حققه المنتخب المغربي من حيث التسويق للمغرب قد بلغ مداه، وهو ينظاف لكل ما حققه المغاربة ضمن الفعاليات العالمية كحصد الميداليات الذهبية في حفظ القرآن وتجويده، وابتكارات الشباب وابداعاتهم في المعرض الدولي للاختراعات، وأفضل إكسبو عالمي، وفي الطبخ، والتراث، والمسابقة العالمية للرياضيات، وفي الرياضة تم تتويج الفريق الوطني لكرة القاعات بكأس القارات، كما سيطر المغاربة على كؤوس الكاف الافريقي،…وفي مجالات أخرى يصعب حصرها.
إذن، المغرب يعمل على استغلال أي فرصة سانحة لمزيد من التسويق، ولهذا فمقابلة بطل العالم، ستحضى بملايير المشاهدات وستكون مثيرة إلى أبعد الحدود، أما إذا فاز بها المنتخب الوطني فحينها سيتحقق ما يلي:
– أن كل ما ذكرته الصحافة العالمية عن المؤامرة وإقصاء المغرب خوفا عن الأرجنتين كان صحيحا، وفشل ميسي أمام المنتخب المغربي أكبر دليل.
– أن الأرجنتين التي هزمها المنتخب السعودي، وها نحن نهزمها من جديد، ليست جديرة بالحصول على الكأس.
– أن أفضل لاعب شاب في المونديال كان عز الدين أوناحي كما ذكرت الصحافة العالمية وليس الأرجنتيني إينزو فرنانديز.
– أن أفضل حارس في المونديال هو بونو لأنه حافظ على نظافة شباكه عندما كان الحكم نزيها والفار يقظا.
– أن ميسي يعد اللاعب المدلل من طرف شركات الإشهار العالمية لذلك تم منحه ست ضربات جزاء كهدية،
– أن المنتخب الوطني المغربي عندما يلعب بكل لاعبيه الأساسيين يتحول إلى أسد غاضب يرعب الكبار ولو كانوا أبطالا.
– كما سيعود هذا الفوز بمزيد من الخير على السياحة المغربية وتوسيق العلاقات الدبلوماسية وعقد اتفاقات توأمة بين مدن العالم والمدن المغربية، فضلا عن التسويق العالمي الواسع للزي الرياضي الوطني وبوسطيرات المنتخب الوطني البطل.
أما إن كانت المقابلة ستغضب الفيفا، فسيكون هذا شأنها، إذ لا يوجد أي دليل على أن المغرب يتحدث عن مؤامرة أو يعمل على كشق مخططاتها المشؤومة لإقصاء منتخب احترم جميع قوانين اللعبة ولم يخرج عما سطرته الفيفا نفسها، بل تحمل الظلم العلني والبطاقات الصفراء الوهمية الجائرة حفاظا منه وحرصا على نجاح مونديال قطر.
Aucun commentaire