افتخار المغرب والوطن العربي والافريقي بالمنتخب الوطني في مونديال قطر يعني ان الازدياد في دولة غير الدولة الام لايغير من الهوية و من النسب والانتساب
سليمة فراجي
افتخار المغرب والوطن العربي والافريقي بالمنتخب الوطني في مونديال قطر جعل بعض المعلقين خصوصا من الغرب يبدون ملاحظات مفادها ان اغلب اللاعبين ولدوا أو تدربوا في اوروبا ،
لكن هل الازدياد في دولة غير الدولة الام يغير من الهوية و من النسب والانتساب ؟
هل الدراسة او الاقامة في دولة من الدول تجرد الانسان من حسه الوطني وبلده الأم ؟
هل المعمر الذي احتل البلدان في مختلف البقاع و أقام بها ، فارضا حمايته او استعماره نسي او تناسى اصله ومصالح اوطانه ؟ إذ كان كل ما ينهب من الخيرات يتم استعماله واستغلاله لفائدة الدول المستعمِرة ويتم معاملة الاهالي والمحليين معاملة العبيد ؟
اكاديمية محمد السادس لكرة القدم تخرج منها لاعبون في المنتخب الوطني ، ومحترفون مغاربة تدربوا في النوادي الدولية ويقطنون خارج ارض الوطن ، لكن لما يتعلق الامر بالمغرب يلبون النداء ويستميتون من اجل نصرة بلدهم الأم ولا يقبلون بأي عرض او فائدة مهما ارتفع ثمنها ايمانا بنداء الوطن وشموخه وقوة الارتباط به .
بل ان سجودهم في الملعب في ذروة ونشوة النصر وترتيلهم للقرآن والدعاء وترديدهم للنشيد الوطني اشارات قوية ودلالات على التشبت بالوطن الام
مواطنونا بالخارج واجهة خارجية قوية تمارس ديبلوماسية موازية ليس لها مثيل سواء تعلق الامر بالقطاع العلمي او الطبي او المعرفي او التقني او الرياضي او الحرفي ، لذلك حان الوقت ان تتم ملاءمة النصوص القانونية مع متطلبات الجالية المغربية بالخارج .
واذا كانت بعض دول الغرب لا تقبل بتفوق الاخرين ممن تعتبرهم وتعاملهم معاملة الاسياد ، علما انه تم شن هجوم غير مسبوق على قطر الدولة المنظمة للمونديال لمجرد انها تجرأت حسب منطقهم وتفوقت واقعيا ، فقد حان الوقت ليدرك الجميع ان الأزمنة تغيرت وتتغير ومن سره زمن ساءته ازمان ،
واذا كان المستقبل كفيل بان تسود الديموقراطية واحترام الحقوق والحريات والنهوض بقطاعي التعليم والصحة والتوزيع العادل للثروات في العالم العربي فاننا سنتأكد قطعا ان حروب الجيل الرابع التي شنها البعض سيكون مآلها الفشل ، وان محاولة طمس الهويات تكون مستبعدة المنال لا محالة !
…
Aucun commentaire