Home»Débats»العالم يسير قدما نحو مجتمعات لقيطة !..

العالم يسير قدما نحو مجتمعات لقيطة !..

0
Shares
PinterestGoogle+

بقلم : عبد المجيد التجدادي

تشهد أوربا (و الغرب عموما و كثير من دول العالم من وراء قاطرته) تحولا ديمغرافيا اجتماعيا استثنائيا غير مسبوق . تحولٌ ديمغرافي اجتماعي عنوانه الأساسي اضمحلال سُنَّة الزواج و مؤسسة الأسرة ، مقابل ظهور علاقات ارتباط جديدة بين الجنسين ؛ لكي تكون المحصلة انخفاض نسبة المواليد الشرعيين (مواليد في إطار الزواج) مقابل ارتفاع نسبة المواليد غير الشرعيين (مواليد خارج إطار الزواج) . كل هذا التطور ينبئ بتحول اجتماعي قد تكون له آثاره الخاصة على تلك الدول سوف تقف على حقيقتها الأجيال القادمة .

(1) ــ  أرقام صادمة ، من الغريب جدا ألا تثير حفيظة الذين يَهُمُّهم الأمر :

بالنظر إلى خريطة عالمية تقريبية لنسب المواليد خارج إطار الزواج ، يمكن أن نلاحظ بأن أعلى النسب تسجل بأمريكا اللاتينية (73.7 % في الشيلي سنة 2018) ثم تليها أوربا و أمريكا الشمالية (70.5 % في إيسلندا سنة 2018) . أما في دول الشرق (العالم الإسلامي و العالم الصيني) فتنخفض تلك النسبة كثيرا (2.9 % في تركيا ، و2.3  % في اليابان ، و 2.2  %  في كوريا سنة 2018 ، و 0.1 %   في الجزائر سنة 2015) .

و فيما يتعلق بمجموعة الاتحاد الأوربي (27 دولة) : فالأرقام الرسمية تشير إلى أن نسبة الزواج (أي تكوين أسرة طبيعية) قد انخفضت من 8 ‰ سنة 1970 إلى 3.8 ‰ سنة 2020  ؛ في حين أن نسبة الطلاق (دلالة على مدى الاستقرار الأسري) قد ارتفعت من 1.4 ‰ سنة 1970  إلى 1.9 ‰ سنة  2020. [1]

غير أن المعبر أكثر عن اضمحلال الأسرة و ما يرتبط بها من أواصر رحِمِيّة فطرية هو انخفاض نسبة المواليد في إطار الزواج من72.7  % من مجموع المواليد سنة 2000 إلى 41.3  % سنة 2020 !…

و إذا أخذنا حالة كل دولة أوربية على حدة ، فسنجد تناقضات كبيرة تبين الاختلاف بينها في هذا الجانب : حيث إن هناك دولا أوربية ما تزال تحافظ على سُنّة الزواج و متانة المحضن الأسري الطبيعي الموروث  منذ الأزل ، في حين أن هناك دولا أخرى تجاوزت ذلك الإرث وأخذت تؤسس لأشكال « أسر جديدة » يتم ابتداعها بحسب هوى الأفراد (دون أية ضوابط اللهم ضابط « رضى الشريكين » ، ويبقى المجال هنا مفتوحا على مصراعيه لكل ابتداع جديد للجمع بين الجنسين بناء على قاعدة « التحرر من أية مسؤولية ») .

و نقتصر هنا في الحالة الأوربية للدلالة على ذلك على معطيات المواليد خارج إطار الزواج : ففي دولة مثل اليونان ارتفعت نسبة المواليد خارج إطار الزواج من1.2  % سنة  1960 إلى 11.1 % سنة 2018 ؛ في حين أنه في دولة مثل فرنسا ارتفعت تلك النسبة من6.1  % (49776 مولود) سنة 1960 إلى 60.4 % (425260 مولود) سنة 2018 !.. أي أن حوالي ثلثي مواليد فرنسا لسنة 2018 من خارج إطار مؤسسة الزواج !.. بل إنه في دولة أوربية مثل إيسلندا تجاوزت نسبة المواليد خارج إطار الزواج عتبة 70 % [2].

 

(2) ــ مظاهر اجتماعية شاذة تعافها الفطرة البشرية السليمة :

تجاوزت العلاقات بين الجنسين في دول الغرب كل الأعراف والتقاليد التي كانت هي نفسها تعتقد بها و تتمسك بها إلى حدود منتصف القرن 20 ، و انتقلت هذه العلاقات إلى مستوى من « التحرر » و الانفلات من أية التزامات ؛ مما يدفعنا إلى الحكم عليها بأنها دخلت في مرحلة من « الفوضى » و « العبث » .

و من بين المظاهر التي نسجلها في هذا الشأن بحسب شهادات تقارير أوربية نفسها نجد ما يلي :

أ ــ انتشار عادة « المصاحبة » بين الجنسين بمباركة المجتمع : تبدأ بالمصاحبة بين المراهقين و المراهقات في صفوف المدارس الإعدادية و الثانوية (إن لم يكن حتى في المدارس الابتدائية) ، ثم تتطور إلى المصاحبة بين الشبان والشابات في الجامعات و مقرات العمل . و قد تجتمع الشابة مع الشاب لسنوات في بيتٍ واحد ٍفيما يشبه « الأسرة » و لكن دون عقد زواج  (أي دون أي التزام) … وكثيرا ما تنتهي هذه المصاحبة بحملٍ قد يُتخلص منه بالإجهاض[3] ، أو قد يولد فينضاف إلى صفوف اللقطاء .

و المشكل في مثل هذه العلاقة المنفلتة من أية التزامات أنها قد تنتهي هكذا فجأة فيَفِرّ الشاب إلى علاقة أخرى ، و تبقى الشابة (الأم العازبة) في ورطة مع مولودها ، هذا إن لم تلجأ هي الأخرى إلى نسج علاقة أخرى مع شاب آخر لينتج عنها مولود آخر من سفاح . بل ، و قد تكون للفرد الواحد أكثر من علاقة واحدة في نفس الوقت مع الجنس الآخر !..  فيكون الأطفال هم أكبر الضحايا .

و من الأمثلة الصارخة على هذا النوع من « الصحبة » : ما تواترت على نقله العديد من وسائل الإعلام سنة 2009 حول طفل ابريطاني في الثالثة عشر من عمره وُلِد له طفلٌ من زميلته التي لا تكاد تتجاوزه بسنتين (15 سنة) بعد أن نسيت يوما ما من أيام « صُحبتهما » أخذ حبوب منع الحمل[4] !..

و كذلك ما تواترت على نقله العديد من وسائل الإعلام سنة 2013 بشأن وزيرة العدل الفرنسية حينها (رشيدة داتي) التي كانت تبحث عن أب لابنتها من بين سبعة أشخاص[5] !..

بل لعل الأمر أعمق من ذلك إذا استحضرنا هنا أن القادة السياسيين الأوربيين أنفسهم يشهدون على هذا الإنحدار بتقديمهم القدوة السيئة في ذلك : ففي فرنسا على سبيل المثال (الثانية أوربيا في نسبة المواليد خارج إطار الزواج وراء إيسلندا سنة 2018) ، قد أحصوا لأحد كبار زعمائها السياسيين ، و هو « جورج كليمانصو » [6]، 800 عشيقة !.، و 40 ولدا من سفاح !…

والمتتبع لأخبار القادة السياسيين في أوربا ، و رؤساء و ملوك دولها لا شك سيقف على نزوع الكثير منهم لاتخاذ العشيقات ، فيظهر فيما بعد أن لهم أولادا من سفاح ينتظرون الاعتراف بهم !…

ثم في قصة « صُحبة » الفيلسوفين الفرنسيين المشهورين  « سارتر »[7] و »سيمون »[8] في حد ذاتها مؤشرٌ على طينة البشر التي تقود سفينة العالم الغربي : فقد كانت « سيمون » رائدة من رواد تحرير المرأة طوال حياتها (الحركة النسائية) ، حتى إنها عبرت قبل مماتها بقليل عن رغبتها في التظاهر ضد لباس الحجاب في إيران . كانا الفيلسوفان معا في علاقة « صُحبة » دامت لمدة تزيد عن 19 سنة ؛ ثم اتفقا على أن يذهب كل واحد منهما إلى حال سبيله بدعوى « التحرر » من أية عبودية قد يسقطان فيها ؛ فانطلقت هي إلى ربط علاقة مع كاتب أمريكي ، ثم إلى علاقة شاذة مع إحدى طالباتها ..؛ و انطلق هو إلى نسج شبكة علاقات معقدة من النساء منهن تلميذات الأستاذة « سيمون » نفسها !.. و من المفيد جدا أن نستحضر هنا حملتهما (إلى جانب آخرين) الشعواء للحط من قدر الأسرة و قداسة عاطفتي الأبوة و الأمومة و ما يتصل بهما من أواصر !…

ب ــ هشاشة علاقات الأزواج في ظل مجتمع  يفتخر بأنه « غير محافظ » ، وغايةٌ في « التّفتح » ، و « متسامحٌ » مع الخيانة الزوجية ؛ و قانونٍ مدني لا يُجرّمها . ففي ظل هذا الوضع قد نجد امرأة متزوجة و لها أولاد من زوجها ، ثم هي في علاقة غير شرعية مع شخص آخر وقد تنجب منه !… و قد تتعدد علاقاتهما لمجرد وقوع شجار أو ملل أو إغراء ..، فتكون النتيجة الحتمية مزيدًا من اللُّقطاء .

و لعل من بين أشد الأمثلة فظاعة على هذا قصةُ رجل أعمال ابريطاني يدعى (Richard Mason) [9] يكتشف صدفة بعد أن بلغ من عمره 54 سنة ، أن الذين كان يحسبهم أولاده الثلاثة من طليقته التي عاشرها لعشرين سنة ليسو من صلبه !…

ت ــ واقع التساهل في إقامة علاقة جنسية بين الجنسين المشار إليه أعلاه إذا أضفنا إليه عامل الإغراء الصارخ الذي تمثله الشابات من خلال الفحش في المظهر لباسًا و حركةً فيما يمكن وصفه بـ »الاستعراض الجنسي » في الشارع العام والعمل و الإعلام ، مما يزيد من استثارةو تهييج الرغبة الجنسية،  و من احتمالات وقوع علاقات جنسية خارج إطار الزواج ثم إنجاب المزيد من الأطفال اللقطاء .

ففي دول أمريكا اللاتينية مثلا التي تشتهر بتساهل نسائها في اللباس إلى حد الإثارة والإغراء الجنسي الفاضح و العلاقات « العاطفية » المفتوحة دون أدنى حرج ، فإنه بمجرد إطلالة على بعض مهرجاناتها تتضح هذه الميوعة المستقبحة : فمهرجان « السامبا » بالبرازيل على سبيل المثال مشهور عالميا بأنه « محطة سنوية » للتزود بالأمراض المنقولة جنسيا ، و على رأسها السيدا (تحتضن البرازيل أكبر عدد في أمريكا اللاتينية لحاملي فيروس السيدا ، و حوالي ثلثي مواليدها من اللقطاء حسب إحصاء سنة 2014) !…

أضف إلى كل هذا مثلا : نوادي تبادل الأزواج ، و السماح بزواج الشواذ جنسيا (فعل قوم لوط)، و استئجار الأرحام ، و بيع و شراء البويضات و الحيوانات المنوية !… و الكثير الكثير مما يصعب حصره من الفحش الذي يثير التقزز والغثيان في نفس كل إنسان فيه بقية من فطرة .

 

(3) ــ الكفر بتعاليم السماء ركيزة هذا الانحراف الخطير  :

لتفسير هذا التنامي الملحوظ لظاهرة المواليد خارج إطار الزواج مقابل انحسار الأسرة ، نطرح الفرضيات التالية :

أ ــ انحسار دور الكنيسة الكاثوليكية (و دور الدين عموما) في توجيه الحياة الاجتماعية للأوربيين منذ ما عرف عندهم بعصر الأنوار و ما صاحبه من إصلاح ديني ؛ ثم تعزيزُ هذا التقهقر بالثورة الفرنسية و « لائكيتها » الفجّة . وهكذا انتقلت مَهَمّة توجيه الحياة الاجتماعية من الكنيسة (الدّين) بما تفرضه من قيود و التزامات إلى « هوى الشعب » بما يستحليه أفراده لأنفسهم في إطار  مُسمّى »الحرية » .

هذا ما يتضح من خلال مقارنة حالات العالم الإسلامي بدول الغرب . ويتضح أكثر من خلال مقارنة حالتي اليونان و فرنسا : ففي اليونان التي ما تزال تتشبت بالإرث الكاثوليكي ، فإن سوق الزواج ما يزال رائجا ، و الإنجاب من داخل مؤسسة الأسرة هو السائد ؛ أما في فرنسا اللائكية التي تأسست ثورتها و تأسس نظامها على أساس الخصومة مع طبقة « الإكليروس » و كسر « القيود الدينية » ، فقد كسدت سوق الزواج و أصبح أغلب الأطفال يولدون خارج مؤسسة الزواج .

و هذا تماما ما يؤكده الجغرافي (Laurent Chalard) ، المتخصص في التحولات الديمغرافية الاجتماعية ، حيث إنه فسر هذا التحول قائلا بأنه في نسبة كبيرة منه ناتج عن « تعميم إزاحة المسيحية »[10] . و يشهد له على هذا أنه في فرنسا نفسها أقاليم تقل فيها نسبة المواليد خارج إطار الزواج إلى أقل من المعدل الوطني ؛ لأن الدّين فيها بحسب تعبيره ما يزال يحتفظ بدور كبير ، و إنجاب الأطفال في إطار الزواج هو القاعدة (يتحدث هنا عن أقاليم يغلب فيها مهاجرون من خارج أوربا)[11] .

ب ــ انحسار أهمية مؤسسة الأسرة بعلاقات أفرادها و موروثها المتجذر في  أعماق التاريخ : و هذا ما يتضح من خلال مقارنة حالتي كوريا واليابان من جهة التي تمثل دول الشرق (آسيا) المعروفة بتماسك مؤسسة الأسرة و قداسة الروابط الأسرية و غيرها من الأعراف والتقاليد المتوارثة في إطار ترسيخ الحس الجماعي التعاوني ؛ و دول الغرب (أوربا و أمريكا) من جهة أخرى التي اضمحلت فيها قيمة مؤسسة الأسرة ، و اهتزت قداسة الأمومة و الأبوة والعلاقات الأسرية في إطار عام يدعو إلى التفلت من كل القيود ، و تنامي النزعة الفردية التنافسية . مما يجعلنا نحكم بأن الغرب سائر بنفسه نحو المجهول بقطعه للأواصر الأسرية المعهودة ، متسائلين عن مدى قدرة اللُّحمة « الوطنية « على التماسك و البقاء بدون ركيزة اللُّحمة الأسرية و آصرة الرحم ؟…

ت ــ « انفتاح » المجتمع على « إعلام فاحش »  لا يكف يُغذي في الناس (و خاصة منهم الشباب) الرغبة الجنسية إلى حدّ الهوس ، سواء من خلال الإعلام العمومي الذي لا يكف عن بث المثيرات الجنسية (بلمسة من التحفظ) من خلال مختلف برامجه بما فيها حتى البرامج الموجهة للأطفال ، أو من خلال القنوات المتخصصة في البرامج الجنسية المعروفة بـ »البورنوغرافية » . هذه « التعبئة الجنسية العامة » تزيد من هاجس ممارسة الجنس سواء أعند فئة المراهقين أم عند فئة الراشدين .

لقد عبر عن هذا أحد علماء الاجتماع الفرنسيين[12] المهتمين بمرحلة المراهقة قائلا : << نحن في مجتمع يُعظّم اللذّة العاجلة ، و يحظر الكبت ، وينشر الإثارة الجنسية الدائمة بعرض الجنس في كل مكان . لقد غاص الإنسان المعاصر (رجالا ، و نساء ، و أطفالا و مراهقين) في حمام من الجنس يصعب الخروج منه […] و لكن ، يجب أن نعلم هنا بكامل وعينا أن « البورنوغرافيا » ما هي إلا عُقدة من عقد شبكة هائلة تَلُف مجتمعنا إلى حد يمكن القول بـ « إشاعة هوس الجنس » >> .

 

(4) ــ  مجتمع مفخخ قابل للانفجار :

تتعدد النتائج المتوقعة التي يمكن جردها عن هذه الظاهرة من وجهات نظر مختلفة نفسية و اجتماعية و أمنية و اقتصادية وحتى سياسية ؛ فمن الاضطرابات النفسية والصحية، إلى تدهور النتائج المدرسية و الفشل ، و صولا إلى اضطرابات السلوك و ما لكل ذلك من تأثير على العلاقات الاجتماعية والوضعية الأمنية و الحياة الاقتصادية و السياسية  …

غير أن الأهم من كل هذا هو مصير المجتمع الذي يحتضن هذه الفئة المتكاثرة من اللقطاء (عديمي النسب و ناقصي الهوية الشخصية) في علاقتهم بحِس الانتماء إلى الجماعة وما لهذا الحس من انعكاسات على وجود و بقاء المجتمعات و الشعوب و الكيانات السياسية .

كما أننا نتساءل عن مصير الأسرة نفسها أمام هذا الزخم من « إشاعة الفاحشة » : ما مصير كل ما يرتبط بها من أواصر و وشائج إنسانية دافئة (الأم و الأب ، و الإخوة ، و الأجداد ، و الأعمام ، و الأخوال ، و الأصهار …) ؟

هل الأسرة إلى انقراض !؟..

ألا يتهدد « التلوث الأخلاقي » البشريةَ كما يتهددها « التلوث البيئي » ؟

ألا يستحق إنقاذ الأسرة من خطر الانقراض دق ناقوس الخطر مثلما يُدق حاليا بالنسبة لخطر انقراض أنواع من الحيوانات و الحشرات و النبات ؟

وهنا نقف عند حدود إثارة السؤال تاركين الجواب لكل ذي عقل لبيب ، والحقيقة هي ما سيكشف عنها الزمان و لو بعد حين …

 

(5) ــ دق ناقوس الخطر :

في حالة الدول العربية و الإسلامية نجد أن ظاهرة الأطفال خارج إطار الزواج ما تزال محدودة جدا ، لا ترقى إلى مستوى الخطورة الذي وصلت إليه دول أوربية و أمريكية ؛ هذا ما تكشف عنه بعض الأرقام التي تجتهد تنظيمات تطوعية في تقديرها في ظل غياب أرقام رسمية يُعتد بها . ففي حالة دول المغرب الثلاث : تونس و الجزائر و المغرب نجد على التوالي نسب 0.2 و 0.1 و 0.8 % سنة 2015 .

نعم ، هي نسبة ضعيفة على العموم ، غير أنها بمثابة دقٍّ لناقوس الخطر الذي يتطلب منا مزيدا من اليقظة و الحذر ، و تعبئة الجهود لتعزيز مكانة الأسرة و إمدادها بكل وسائل البقاء و القوة التي تعزز تماسكها و تضمن استمراريتها ، والحرص على التصدي لكل الدعاوى الفكرية المنحرفة الضّالة المضلة[13] التي  تهدد صروح أسرنا ، و بالتالي مجتمعاتنا و أوطاننا  .

هذه دعوة لكل مسؤول من أدنى مستوى إلى أعلى مستوى في كل بلد مسلم ؛ ندعوهم جميعا إلى أن يوفروا لمؤسسة الأسرة كل أسباب البقاء و القوة و النجاح:

 هذه دعوة لعلماء الدين في المساجد ، و المجالس و المجمعات العلمية  ..؛

 كما أنها دعوة للمعلمين و الأساتذة في فصولهم المدرسية و الجامعية و مراكز بحوثهم العلمية ..؛

و دعوة للآباء الأمهات ..؛

و دعوة للشبان و الشابات ..؛

و دعوة للجمعيات و الأحزاب و المنظمات التطوعية ..؛

و دعوة للسلطات الحاكمة بمختلف مستوياتها  ..؛

و دعوة لكل مسلم ..؛

بل ، و دعوة لكي إنسان غيور على بقاء الفطرة الإنسانية ، و يخشى انقراضها ..؛

..؛ من فضلكم  جميعا : المزيد من اليقظة و الحذر ، فإن العالم يسير بنفسه نحو حافة الخطر…

..؛ إنه خطر في حجم أسلحة الدمار الشامل  …

المدونة : http://tajdadi.blogspot.com/

البريد الإلكتروني : tajdadid@gmail.com

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] ــ https://www.oecd.org/

[2] ــ و إنه لمن الغريب جدا أن ترتب هذه الدولة في مرتبة متقدمة عالميا في مستوى السعادة حسب تصنيف الأمم المتحدة ، ثم نجد أنها من ضمن الدول الأعلى أوربيا في نسبة الانتحار في صفوف المراهقين (18 منتحر وسط كل 100 ألف مراهق سنويا سنة 2015) . مما يدفعنا للدهشة و التساؤل بقوة : ما شكل هذه السعادة التي تقود فتيانًا في مقتبل العمر إلى الانتحار !..

[3] ــ بحسب معطيات منظمة الصحة العالمية لسنة 2019 ، فإنه تُجرى سنوياً نحو 73 مليون حالة إجهاض متعمّد في جميع أنحاء العالم . منها 61 % لحالات حمل غير مقصود (من سفاح غالبا) . أي أن حوالي 55 مليون نسمة (ما يقرب مجموع عدد سكان الجزائر مثلا) يتم « ذبحها » و إزهاق أرواحها سنويا !.. ناهيك عن الآثار النفسية الخطيرة لعملية الإجهاض على الوالدات .

أنظر للتفاصيل أكثر موقع المنظمة : https://www.who.int/

[4]  ــ https://www.independent.co.uk/news/uk/home-news/father-at-13-little-children-big-money-1622477.html

[5]  ــ https://www.magstoreandmore.com/GALA-n1009-10-10-2012-Rachida-Dati-Noah-Alain-Delon-Emma-de-Caunes-Cyrulnik-p-6138-c-6_24_26.html

[6]  ــ Georges Benjamin Clemenceau (1841 و 1929) .

[7]  ــ Jean-Paul Sartre‏ (1905 ـ 1980) .

[8]  ــ Simone de Beauvoir (1908 ـ 1986) .

[9]  ــ طالع الخبر على موقع BBC : https://www.bbc.com/arabic/world-46922229

[10] ــ https://www.lepoint.fr/societe/naissances-en-france-hors-mariage-et-plus-mixtes-01-10-2020-2394527_23.php#11

[11] ــ نفس المصدر .

[12]  ــ Michel Fize (ولد سنة 1951) .

[13]  ــ دعاوى لا تنقطع يتزعمها مثقفون و سياسيون و إعلاميون و فنانون ..، يبثون سمومهم الفوضوية العبثية بين الشباب ..، ثم يحاولون المسّ بقواعد قوانين الأحوال الشخصية للعبث بمؤسسة الزواج و الأسرة .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *